تفتقد موائد السوريين أحد مكوناتها الرئيسية وهو الفروج، نتيجة ارتفاع الأسعار المتتالي مقابل تراجع قدرة المواطنين الشرائية، إذ انخفض استهلاكه منذ شهر بنسبة 40% وبات الشراء يقتصر على القطعة أو القطعتين.

تروي أم مرهف أنها باتت تشتري الفـروج بالقطعة لتناسب قدرتها الشرائية مع راتبها الذي قسمته لنهاية الشهر، قائلةً: “إنها تطبخ صينية البطاطا على ربع كيلو من الشرحات وتفتته”، مشيرةً إلى أنها كانت تشتري سابقاً الفـروج كاملاً، كون عائلتها كبيرة تتألف من 8 أفراد.

وفيما يتعلق بالمرأة الستينية فهي تملك راتب تقاعد بالإضافة إلى راتب زوجها المتقاعد ويبلغ مجموعهما بحدود 200 ألف، توضح لـ “أثر برس” أنها وضعت بديلاً عن دسم الفـروج خلال الطبخ، متابعةً أنها تشتري الجلد فتسلقه وتطهوه بمرقة على البرغل أو الرز، بدلاً من الزيت والسمنة لغلاء سعرهما، فيعطي نكهة الفروج الذي لا قدرة لها على شرائه كاملاً، أي “شم ولا تدوق”، بحسب وصفها.

“عزيمة الفروج انتهت موضتها”، هكذا بدأ “أبو أحمد”، موضحاً أن لديه أحفاد يزورونه، مشيراً إلى أنه بات يضع على الوجبة التي يجب تتضمن فروج، قطعاً منه بدلاً من وضعه بأكمله، ويتمم باقي الوجبة بالمأكولات النباتية المعلبة، بما أنه من ذوي الدخل المحدود.

وأوضح بعض أصحاب محلات بيع الفروج، أن شراء قطع الفروج أصبح اليوم أمراً شائعاً جداً بين العائلات وخاصة الكبيرة منها، بعد ارتفاع أسعاره.

وعن أسعار الفروج في دمشق، فسعر كيلو الفـروج الحي 12500ليرة، على حين سعر كيلو الفـروج المذبوح 15 ألف ليرة، وسعر كيلو الشرحات 26 ألف ليرة، وسعر كيلو الدبوس 13 ألف ليرة، وسعر كيلو الكستا 13 ألف ليرة، وسعر كيلو الوردة 14500 ألف ليرة.

عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين بدمشق والمشرف على جمعية اللحامين “أدمون قطيش” أكد أن نسبة شراء الفروج هذه الأيام قليلة بنسبة لا تتجاوز 40%، وهي قليلة مقارنة بعدد المداجن، لافتاً إلى ارتفاع أسعار الفـروج بسبب ارتفاع سعر الأعلاف بما أنه مستورد.

وبحسب “قطيش” إن 30% من المداجن توقفت عن العمل، قائلاً: “إن استمر هذا الارتفاع كان بالفروج أو الأعلاف سنخسر عدداً أكبر من المداجن، لأن مربّي الدواجن لا يربحون إلا شيئاً قليلاً.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات