ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻳﺘﻢ ﺗﺠﻤﻴﻌﻬﺎ في قطعة قماشية بوﻋﺎﺀ ﻣﻌﺪﻧﻲ او خشبي ﻣﺜﻘﺐ ﻳﺴﻤﻰ“ﺍﻟﻐﺮبال” ، ﻭﺗﻮﺿﻊ ﻓﻮﻕ ﻭﻋﺎﺀ ﺁﺧﺮ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺑﺎﻟﺘﺼﺎعد، ﻭﺗﺘﺮﻙ الثمار ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻬﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ،حيث ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻊ ﻏﻄﺎﺀ ﻓﻮﻕ الغربال ﺑﺤﻴﺚ ﻳُﻐﻄﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻘﻤﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻴﻦ، ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ الوصول للأﺳﺘﻮﺍﺀ بشكل أسرع… بالطبع نتحدث عن التين الهبول.
” المزارع سامر إسماعيل ” ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ قرية “السلوكية” ﻓﻲ ﺭﻳﻒ مصياف ، ﺗﺤﺪث ﻟـ ” سنسيريا ” ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ التين الهبول، حيث ﻗﺎل: ” يتم قطاف التين عادتاً في الصباح الباكر ثم تفتح الثمار وتعرض لأشعة الشمس لعدة أيام حتى ﺗﺠﻒ وتحفظ في أكياس نايلون، ويتم إتباع هذه العملية و تجميع التين المجفف باستمرار حتى إنتهاء موسم القطاف في شهر أيلول.
ﻭﺃكمل “سامر ” تطهى لمدة زمنية تترواح بين الربع ﺳﺎﻋﺔ والتلت ساعة ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺴﺐ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ، ثم تبدأ عملية الطحن وتتم بطريقتين أما عن طريق الدق بجرن حجري وهذه الطريقة الاساسية القديمة أو عن طريق الطحن بإستخدام فرامة الكهرباء.
وأضاف”سامر”أن المرحلة التالية هي إعطاء التين الشكل النهائي وهي مايعرف ب “دعبلة” التين، حيث يقسم إلى أشكال متنوعه وبعدها يغطى بطبقة من نخالة القمح ( ﺍﻟﻔﺮﻳﻔﻴﺮﺓ ) أو السميد أو السمسم بهدف منعها من الالتصاق ببعضها وحمايتها من الرطوبة وأيضاً كنوع من النكهة و الزينه والبعض يضع اللوز أو الجوز ثم تعرض للشمس لمدة ٣ أيام وهي المرحلة النهائية، بعدها يتم تعبئتها في أكياس أو عبوات ثم تنقل إلى الأسواق لبيعها.
وأشار “سامر” أن سعرها يتراوح بين ١٥ – ٢٠ ألف ليرة سورية وذلك يعود لنوع التين وأيضا لعامل العرض والطلب الذي يحدد السعر.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺒﺴﺘﻨﺔ ﻓﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺪﺍﺣﻮﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺤﻮ 11000 ﻫﻜﺘﺎﺭ ﻭﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭ 40000 ﻃﻦ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
كما أشار ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻋﺪﻧﺎﻥ ﻋﺰﻭ : ﺃﻥ ﻣﺎﺩﺗﻲ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻬﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﺘﻔﺮﺩ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﻭﺇﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ
ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﺎﺑﺎﺕ.
وبين الخبير ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺨﺘﺺ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﺍﺀ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺰﺑﻴﺐ ﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺮﻳﻒ ﺣﻤﺺ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﻨﺘﺞ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪﺍﺀ ﻟﻪ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ﺣﺎﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﻬﺒﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺘﺺ ﺑﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺼﻴﺎﻑ، ﺃﻣﺎ ﻗﺸﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﻓﺘﺤﺘﻞ ﺇﺩﻟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺮﺩ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻓﻤﺜﻼً ﺍﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﻬﺒﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺎﻑ ﻟﻪ ﺃﺳﺎليب ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻔﻴﻒ ﺗﺴﻤﻰ ‏« ﺍﻟﺴﻄﺢ ‏» ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮﻱ ﺗﻤﻮﺯ ﻭﺁﺏ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻬﺒﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺇﺩﻟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻷﺻﻔﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ.
ﻭﺃﻛﺪ ﻋﺰﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺮ ﻭﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻭﺟﻮﺩﺗﻬﺎ ﻭﻣﻄﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ.
وﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ “ﺗﻬﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻴﻦ” ﺃﻱ تعريض ﺍﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ لبخار الماء حتى الأستواء، لكن بالرغم من الظروف المعيشة السيئة لاتزال هذا الصناعة رائجه والبعض يعتمدها كمصدر موسمي للدخل .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات