يحتفل الشعب الألماني بعيد النائمين السبعة يوم 27 حزيران من كل عام، تخليدا لذكراهم، حيث فروا من اضطهاد الإمبراطور الروماني ترينوس ديكيوس (دقيانوس)، واختبؤوا في إحدى المغارات.
وبحسب موسوعة “بريتانيكا” (Britannica)، حظيت أسطورة النائمين السبعة بشعبية في العالم؛ ويقال إنهم عاشوا في زمن الإمبراطور ديكيوس (دقيانوس) وقضوا في حدود عام 251 ميلادي وقيل قبل ذلك.
وتروي القصة أن 7 فتية من النبلاء قرروا الهرب من بطش الإمبراطور الذي كان كارهًا ومضطهدًا للمسيحية وأراد ردهم عن هذا الدين، لكنهم اختاروا بدلًا من ذلك إعطاء ممتلكاتهم الدنيوية للفقراء واللجوء إلى الجبال ليسكنوا ويناموا في الكهوف بالقرب من مدينتهم أفسس اليونانية (تقع أطلالها حاليا بالقرب من قرية سلجوق الحديثة في غرب تركيا) وقضوا وقتهم في الصلاة
علم الإمبراطور باختفاء النبلاء من المدينة وأنهم لا يريدون اعتناق الديانة الوثنية، مما أثار غضبه، فبحث عنهم فوصل إلى المغارة أو الكهف الذي كانوا ينامون فيه فأتاه وأمر رجاله بغلق مدخله خنقا لهم.
مرت سنوات طويلة ولم يفتح أحد مدخل الكهف حتى قرر مالك الأرض استخدامه كزريبة لماشيته. عندما فتح صاحب الأرض الكهف، وفقًا للأسطورة، وجد 7 أشخاص نائمين هناك، وكما رأوه، استيقظوا وتخيلوا أنهم كانوا نائمين فقط ليوم واحد وليس كل هذه السنين.
وتشير المصادر التاريخية إلى أن الشبان حينما أفاقوا من النوم، ظنوا أنهم لبثوا في نومهم يومًا أو بعض يوم، فأرسلوا كبيرهم يتحسس أخبار الملك دقيانوس، ويشتري بعض الطعام لكي يتقووا به، فعندما وصل إلى أحد الباعة وبادله النقود، فإذا بالبائع يندهش من العملة، فناولها لزملائهم فأحسوا أن هذا الشاب قد وقع على كنز ثمين، فأقسم الشاب أنه لم يعثر على كنز.
وتتابع أن الباعة قالوا له إن صورة العملة تعود إلى زمن الإمبراطور دقيانوس.. فاندهش وقال لهم إننا كنا نشتري به الطعام أمس وسألهم ماذا حدث للإمبراطور؟ فقالوا له مات قبل 200 سنة. اندهش الناس ودعوا المطران الذي استجوب الشبان السبعة وهم يشرحون له قصة نومهم لسنين طويلة. وتم اشتقاق يوم السبعة الذين ينامون من تلك الأسطورة.
انتشرت قصتهم في البلدة والقرى المحيطة بهم، وعلم بهم إمبراطور القسطنطينية وذهب لرؤيتهم وقال له أحدهم “اسمح لنا أن نودعك بسلام وليكن الأمان في مملكتك”، وغطاهم بثياب ملوكية وأمر أن يوضعوا فى توابيت ترابية يزينها الذهب.
ويطلق التقليد الغربي على السبعة النائمين أسماء “ماكسيميان، ومالخوس، ومارسيان، وجون، ودينيس، وسرابيون، وقسنطينة”، بينما يسميهم التقليد الشرقي “ماكسيميليان وجامبلشوس ومارتن وجون وديونيسيوس وأنطونيوس وقسطنطين”، وعيدهم هو 27 يونيو/حزيران في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.
وقد ورد في سورة الكهف، قصة الفتية الذين لجؤوا إلى الكهف فرارا بدينهم ومكثوا فيه مدة لا يعلمها إلا الله عز وجل، ثم أحياهم الله تعالى، فقال عز وجل: “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا، إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا” (سورة الكهف/ الآيات 9-11)
سيريا ديلي نيوز
2022-06-28 19:11:27