لم تبق أسعار الأسماك في اللاذقية بمنأى عن الارتفاع الجنوني الذي ضرب أسعار المواد الغذائية كافة في المحافظة، حيث يباع أرخص نوع سمك بـ15 ألف ليرة، فيما يشكو المواطنون ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، خاصة أن المحافظة ساحلية ولا يوجد هناك أجور نقل.
في سوق السمك بمدينة اللاذقية، بدا السوق شبه خالٍ من الزبائن الذين على قلتهم يمرون سريعاً من أمام محال بيع السمك يلقون نظرة سريعة على الأنواع القليلة المعروضة، مسجلين دهشة كبيرة وامتعاض عند سؤال البائع عن الأسعار.
“أسعار جنونية.. خلي السمك يلحق لحم الفروج، مو للمعتمرين”، بهذه الجمل المختصرة، يتهكم عدد من المارين في السوق على الأسعار التي وصفوها بالكاوية، إذ قال أحد الأشخاص: “أسعار السمك باتت خمس نجوم لأنواع من السمك كانت تعد أصنافاً شعبية كالبلميدا”.
فيما قال آخر: “حتى السمك لم يعد صنفاً من اللحوم يمكن لأصحاب الدخل المحدود شراءه لعائلاتهم”، مشيراً إلى أنه التحق بركب اللحوم الحمراء ولحم الفروج.
من جهته، بيّن أبو محمد صاحب أحد المحلات في السوق أن قلة السمك في السوق يعود لقلة الأسماك المصطادة، عازياً السبب وراء ذلك إلى عدم تمكن الصيادين من دخول البحر لصيد الأسماك بسبب الظروف الجوية من أمطار وارتفاع أمواج، وبالتالي يقل المعروض بشكل كبير وترتفع أسعار الأسماك، مشيراً إلى أن الأيام الماضية شهدت ظهور عاصفة “النو” أي ظاهرة ارتفاع الأمواج، لمدة أسبوع ما تسبب بانعدام صيد السمك وبالتالي نقص المادة في سوق السمك وكثرة الطلب عليها مما أدى إلى ارتفاع في الأسعار.
بدوره، أكد رئيس جمعية صيادي اللاذقية نبيل فحام أن السبب وراء ارتفاع سعر السمك هو سوء الأحوال الجوية، وامتناع عدد كبير من الصيادين عن الصيد بسبب عدم توزيع المازوت للقوارب، وأضاف: “الكميات المخصصة لكل صياد هي 50 ليتراً كل 10 أيام، لكن منذ ثلاث سنوات تغيرت مدة استلام المخصصات وأصبحت مرة كل شهر، ثم أصبحنا من دون مخصصات منذ شهر ونصف تقريباً، لم نستلم ولا ليتر واحد”.
وأكد فحام أن واقع الحال دفع الكثير من الصيادين إلى هجرة المهنة، حيث قاموا برفع قواربهم إلى رصيف الميناء، مشيراً إلى نسبة 5% فقط من صيادي المحافظة يعمل في الصيد حالياً، مبيناً أن الصياد الذي يملك قارب صيد صغير يتكلف 50 ألف ليرة ثمن بيدون مازوت ليذهب برحلة صيد قد يعود منها بدون أن يجني سمكاً، ما يوقعه بخسارة هو في غنىً عنها، وأضاف: “أما إذا كان القارب كبير، فتكلفة الرحلة الواحدة 150 ألف ليرة”.
وأضاف فحام: “ارتفاع الأسعار ليس وليد اليوم والظروف الجوية العاصفة فقط، وإنما الأسعار مرتفعة منذ مدة طويلة بسبب عزوف الكثير من الصيادين عن المهنة”، مبيناً أن النوع الأكثر توفراً هو البلميدا، حيث يباع الكيلو منه بـ15 ألف ليرة، ورغم ذلك سعر الكيلو لا يعادل، تكلفة صيده فالصياد يشتري بيدون المازوت 18 ليتراً بـ65 ألف ليرة، حسب فحام.
وفي جولة على أسواق السمك في اللاذقية، تبيّن أن كيلو سـمك البلميدا يباع بين11-15 ألف ل.س، غبّص 22 ألف ل.س، جربيدي 35 ألف ل.س، بوري 20 ألف ل.س، عصيفري 15 ألف ل.س، قجاج بين 40 – 45 ألف ل.س.
سيريا ديلي نيوز
2022-03-07 21:10:11