قفزت أسعار الفروج في محافظة طرطوس مع دخول فصل الشتاء بشكل كبير ليتراوح ثمنه بين 18-20 ألف ليرة ولتصبح الأسر تشتريه بالقطعة والقطعتين وفق ما أكد التجار.
عدد من أصحاب المداجن أجمعوا على أن السبب هو التدفئة والعلف.
حيث أوضح صاحب مدجنة في منطقة بيت الشيخ يونس أن مدجنته تضم 3000 صوص في كل فوج، واليوم مغلقة للهرب من الخسائر التي تقدر بخمسين مليوناً في هذه الفترة من السنة نتيجة البرد القارس والحاجة إلى التدفئة على مدار 24 ساعة وهو حال الكثير منها لأنه لا دعم مقدماً يساعد على استمرارها ما سبب قلة في العرض قياساً بالطلب.
وأشار إلى أن كل فوج يحتاج نحو 19 طن علف ومعظمه من القطاع الخاص إضافة إلى الأدوية والنشارة وكلها تتسبب بغلاء الفروج ما سبب بانسحاب الكثير من المربين وبقي من لديه رؤوس أموال كبيرة في ميدان العمل لأن الفوج المتوسط تكلفته تتجاوز 100 مليون وبيعه قد لا يحقق أي ربح.
ويرى أن القطاع الحكومي انسحب من دعم المربين وترك القطاع بأكمله تحت رحمة تجار القطاع الخاص من الأعلاف التي ارتفع سعرها 500 بالمئة والاعتماد على الحطب للتدفئة بغياب البطاقات الذكية عن المربين والمازوت الزراعي الذي يعطى بالقطارة حيث يبلغ سعر طن الحطب 350 ألفاً والفوج قد يحتاج إلى عدة أطنان.
وهذا ما أكده صاحب مدجنة أخرى تضم 4200 صوص وهو يشتري أيضاً الحطب والتمز للتدفئة بقيمة 400 ألف للطن والذي يحتاج إلى 10 أطنان في هذه الأثناء من العام لأنه يعمل على تشغيل 3 حراقات لخوفه من أن يمرض الفوج أو يموت بهذا البرد.
ولفت إلى أن كيلو العلف أصبح بألفي ليرة وارتفعت أسعار الأدوية بشكل كبير وأجرة الطبيب البيطري 25 ألف ليرة على كل زيارة حيث قد يحتاجها الفوج مرتين بالأسبوع وخاصة في الشتاء.
وعند سؤال المربين عن إمكانية الشكوى لأي جهة أشاروا إلى أن مؤسسة الأعلاف لا تقدم سوى كمية قليلة كل دورة علفية، لمن ليس لهم بطاقة ذكية وإنما مخصصات محدودة من المازوت الزراعي والكثير من المربين لم يحصلوا عليها، فعن أي مؤسسات وعن أي جهات يمكن أن يتكلموا وخاصة أنهم لم يروا أحداً من المسؤولين ليسألوهم.
بينما أكد صاحب مدجنة في بانياس أن التكلفة باتت أكبر من تسعيرة التموين وهو ما أدى لإحجام الكثير من المربين عن التربية في هذه الظروف الجوية الصعبة بانتظار الصيف ما أدى إلى قلة في العرض قياساً بالطلب.
وعند سؤال مدير فرع مؤسسة الأعلاف بطرطوس محمد حسين أشار إلى أنه خلال العام الفائت حصل مربو الدواجن بطرطوس على 5 دورات علفية وهي عبارة عن كيلو ذرة و300 غ صويا و300 غ نخالة وهي تشكل 40 بالمئة من حاجتهم، وهي تساعد في ضبط السوق قليلاً، موضحاً أن الكميات وتوقيتها تضعها المؤسسة العامة بالتنسيق مع وزارة الزراعة.
بدوره عضو المكتب التنفيذي المختص بيان عثمان أوضح أن المداجن هي الجهة الوحيدة غير المؤتمتة بالنسبة لمخصصات المازوت الزراعي ولكن حسب وجهة نظره فإن المداجن حصلت على مخصصات كافية وأكثر من أي وقت مضى وفقاً للسجلات والبيانات من المازوت الزراعي سواء للتدفئة أو للمولدات.
إذاً النتيجة واحدة، وبمعادلة واضحة فإن التكلفة العالية بدعم بسيط ستؤدي إلى منتج عالي التكلفة فيبقى المواطن ذو الدخل المحدود الحلقة الأضعف بين الجميع ليشتري بالقطعة وليس بالفروج ويا للأسف!
سيريا ديلي نيوز
2022-01-20 17:46:35