أم جوزيف، التي أتت إلى إحدى الكنائس برفقة أولادها الثلاثة، لإحياء طقس عيد الميلاد المجيد، روت كيف تحول طقس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في منطقة باب توما شرقي دمشق العاصمة، من حالة الفرح والبهجة والحيوية إلى طقس يخلو من الفرح والضجيج ليصبح كما قالت "حالة اجتماعية نمارسها دون طقوس".
وقالت ام جوزيف وهي ترتدي زيا رسميا اسود اللون، كانت الأضواء واشجار زينة عيد الميلاد تنتشر بالمكان، والشوارع تعج بالكرنفالات التي تسبق ليلة عيد الميلاد"، مضيفة " إما هذا العام ، فقد سرق الغلاء والأوضاع الاقتصادية الصعبة فرحة العيد من قلوب الناس ، وباتت الاحتفالات خجولة وتقليدية ، خالية من أي فرح ".
ووقفت ام جوزيف مساء في باحة الكنسية تتبادل التهاني بقدوم عيد الميلاد مع أصدقائها وجيرانها، في أجواء البرد التي تعيشها سوريا هذا الأيام .
وبدورها، تحدثت الشابة لمار ( 22 عاما ) بكثير من الحزن عن أجواء عيد الميلاد التي تعيشها البلاد هذه الأيام ، مشيرة إلى أن الاحتفالات العام كانت اجمل بالرغم من انتشار وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وتخوف الناس من انتقال العدوى .
وقالت لمار، وهي تلبس قبعة حمراء اللون وعليها بعض الأضواء " في مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت أجواء الاحتفال موجودة في منطقة باب توما ، والاضواء تملؤ المكان وطقوس الفرح تنبعث من وجوه الأطفال والشبان "، مستدركة قائلة "هذا العام يبدو أن الأوضاع الاقتصادية صعبة على الناس ، وهذا الوضع الصعب سرق منا الفرح ، وطقوس الاحتفال " .
ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، وهو احتفال بميلاد يسوع المسيح، الذي يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، وتعد شجرة عيد الميلاد وبابا نويل من الرموز المرتبطة بعيد الميلاد المجيد.
وكانت محافظة دمشق والعديد من الكنائس والجمعيات والشركات تنصب أشجار ميلاد عملاقة في الساحات والشوارع، إلا أنها اختصرت مدة وضعها هذا العام وقللت عددها بسبب الظروف الصعبة التي تمر فيها سوريا.
وفي منزل عائلة ابو جوليان ، وهو موظف حكومي ، أضاء شجرة عيد الميلاد التي اشتراها العام الماضي ولم يضف عليها أي شيء جديد ، مؤكدا ان الأوضاع الاقتصادية الصعبة والفقر جعلا الناس تقصر الاحتفالات في المنازل دون بهرجة .
وقال أبو جوليان لـ(شينخوا) إن "انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ولساعات طويلة ساهم أيضا في إشاعة جو من الكأبة على طقوس عيد الميلاد ، إضافة للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السوريون هذه الأيام".
وتحدث أبو جوليان بإسهاب عن ارتفاع الأسعار الخيالي الذي حرم غالبية السوريين الكثير من السلع، وبات يفكر بكيفية تأمين قوت عائلته الضروري، متسائلا كيف له أن يفكر بشراء شجرة عيد الميلاد التي تكلف اكثر من 250 الف ليرة سورية أي ما يعادل (70 دولارا أمريكيا)، وهي شجرة صغيرة بدون زينة.
وأضاف أبو جوليان إن "طقوس عيد الميلاد تترافق مع إقامة مأدبة طعام فيها بعض أصناف اللحم والفاكهة ، ولكن هذا العام لن تكون هناك أصناف من الطعام ، وسيكون الاحتفال متواضعا وخجولا ، ولم ندعو أصدقائنا كما في العام الماضي".
من جانبه، أشار احد أصحاب المحال التجارية في مدينة دمشق إلى أن إقبال المواطنين على شراء أشجار الميلاد والزينة ضعيف جداً مقارنة بالعام الماضي، لافتا إلى أن السبب يعود إلى ارتفاع أسعارها عن العام الماضي.
وأوضح أن سعر الشجرة المتوسطة دون أي زينة يتراوح بين 850 و 900 ألف ليرة سورية، مضيفاً أن "هذه الأسعار تعد رخيصة لأن البضاعة قديمة، ولا يمكن أن نزيد الأسعار أكثر من ذلك، فالمواطن لا يكاد يقوى على تأمين حاجاته اليومية الأساسية، فكيف سيستطيع شراء زينة".
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات