متجاوزاً الخوف ومتمسكاً بحبه للمكان الذي يشكل مصدر رزقه ورغبة منه بالمساهمة بإنقاذ أكبر كمية من الفيول المتسرب من الخزان الذي تعرض للتصدع في شركة توليد كهرباء بانياس قرر العامل فداء شيلي خوض التحدي والمخاطرة بحياته لإغلاق صمام الخزان حتى لا تتسرب كميات إضافية من الفيول.

الطريق الوحيد الى الصمام مليء بالمخاطر حسب ما أكده العامل شيلي حيث أكد أنه لا يمكن الوصول اليه إلا عن طريق “بوري” وحيد شبه مغمور بالفيول والمسافة بين الأرض وبينه تمتد على طول يبلغ نحو 50 مترا موضحا أنه قرر المشي فوقه رغم خطر سقوطه بالفيول ودرجات الحرارة المرتفعة التي تصل الى 70 درجة مئوية.

وقال شيلي لوكالة "سانا" “وصلت إلى الصمام واغلقته وذلك انطلاقاً من واجبي وإدراكي لأهمية الحفاظ على عمل مجموعات التوليد التي يهددها فقدان المزيد من الفيول وخاصة في ظل ظروف الحرب والحصار الاقتصادي ونقص المشتقات النفطية والكهرباء”.

وأوضح مدير التشغيل في شركة توليد كهرباء بانياس المهندس رامز خنيسة أنه منذ بدء تسرب الفيول من الخزان كان لابد من اتخاذ اجراء مناسب بحيث يتم السحب على المجموعات العاملة كلها من الخزان نفسه كي لا تضيع كميات كبيرة من الفيول المتسرب من الخزان وبعد فترة وجيزة بعدما بدأ يرتفع مستوى الفيول بحوض الخزان كان لابد من إغلاق الصمام لأننا في حال استمر التسريب لن نكون بعدها قادرين على عزل الخزان.

وبين أن أحد العمال انبرى للوصول إلى صمام العزل الموجود على جسر الخزان حيث لم يكن هناك سوى طريقة واحدة وهي “بوري” واحد نصفه مغمور بالفيول وعليه أن يمشي فوقه وهو أمر فيه خطورة على حياته بسبب خطر الغمر بالفيول إضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تصدر عن البوري لافتا إلى أنه كان عملاً جريئاً ينم عن الوطنية العالية وحس المسؤولية الذي يتمتع به العامل شيلي.

وختم بالإشارة إلى أن هذا العمل مكن الكوادر العاملة بالشركة من عزل الخزان بحيث لا تتسرب كميات إضافية منه.

وتعرض أحد الخزانات في شركة توليد كهرباء بانياس مساء الرابع والعشرين من آب الماضي للتصدع ما أدى إلى تسرب كميات من الفيول إلى البحر تمت السيطرة عليها من قبل عمال وكوادر الشركة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات