كتب الدكتور دريد درغام الحاكم السابق لمصرف سوريا المركزي على صفحته في فيسبوك:

كتبت في بوست سابق عن جهود الدول والحكومات بالعالم للخروج من أزمة كورونا وهي في الحقيقة جهود للمماطلة في مصير الأزمة البنيوية التي تعيشها جميع دول العالم. مع استلام بايدن الرئاسة رصد 1.9 تريليون دولار إضافية لمواجهة كورونا والأزمة الاقتصادية.

بعد مرور أكثر من عام على كورونا وصل عدد المتوفين بهذا الوباء إلى حوالي 2.3 مليون. وبفرض وجود أخطاء وأن العدد الحقيقي 8 مليون بالسنة تكون نسبة الوفيات 1 بالألف من سكان العالم. وبذات الفرضية نجد أن معدل الإصابات الشديدة أو المقلقة أقل من 5%.

إذا كانت الدول المتقدمة لديها إمكانية تخصيص أو طباعة آلاف المليارات لإنعاش وضعها لعلمها أنها وصلت إلى طريق مسدود اقتصادياً واجتماعياً ووجدت بهذا الوباء حجة ممتازة لتعليق جميع الموبقات عليها، فلماذا تقوم الدول النامية بتقليدها وهي لا يوجد بحوزتها لا الإمكانات ولا المدخرات المالية اللازمة لترقيع هذه الفترة الانتقالية.

في مواجهة منظمة الصحة العالمية التي تفيد في العالم المتقدم بشكل كبير وبشكل قليل في النامي، ومع كل الاحترام لمعاناة الآلاف من ذوي المناعة الضعيفة في كل بلاد ولأحاسيس الكثيرين تجاه أحبائهم، لا بد للدول النامية من التفكير في الصحة الاقتصادية التي يمكن من خلالها توجيه الشعوب "النائمة" إلى أنه ليس من مصلحتها التركيز على 5% من السكان ممن قد يتعرضون بشدة لكورونا. فالمصلحة العليا تكمن أولاً وأخيراً في مصلحة 95% من السكان وعدم قتلهم جوعاً أو قهراً بالتضحية بمصالحهم الاقتصادية لمجرد الحصول على تقدير جيد في امتحانات الصحة العالمية وتناسي تقديرنا السيء في الكثير من الامتحانات المرتبطة بالتنمية وتوفير الحاجات الاساسية وفرص العمل.

في النهاية لا يمكن لدول العالم أن تطلب من الناس أن تؤمن الدواء والورشات والمصانع والمحلات لا تعمل أو مقفلة بحجة الكورونا. بين إنعاش 5% وحياة 95% من السكان يستحق ما ذكر أعلاه التفكير بعمق أكبر.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات