وصلت فعاليات ملتقى الحوار السياسي الليبي في تونس يومها الرابع بحضور 75 مندوب ليبي وبرعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم الى ليبيا بقيادة ستيفاني ويليامز في ظل تعتيم اعلامي مقصود على مجريات الحوار. ومن خلال بعض التصريحات الصحفية لبعض المشاركين والتي تمكنت من التسرب الى العلن بدا واضحاً التباين في الآراء والخلافات الدائرة في قلب الملتقى على أمور أساسية ومصيرية بالنسبة لمستقبل ليبيا.
استطاع المشاركون في الملتقى اليوم الاتّفاق على تنظيم انتخابات في غضون 18 شهراً ، في ظل خلاف حاد بشأن الاتفاق على تعيين المناصب الرئيسية في الدولة من رئاسة المجلس الرئاسي ورئيس وأعضاء الحكومة الجديدة في المرحلة الانتقالية لحين الوصول الى الانتخابات المرتقبة.
من الأسماء التي تم طرحها بقوة في هذا الحوار شخصيات بارزة على الساحة الليبية مدعومة تاريخياً أو مندمجة في تيار جماعة الاخوان المسلمين الطامح للحكم والسلطة بشتى أنواع الوسائل الممكنة وغير الممكنة. والمعروف عن الاخوان بأن ليس لديهم دعم ظاهر في ليبيا ويمثلون قلة قليلة من أبناء الشعب الليبي ولكنهم مدعومون بشدة من قوى سياسية عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية لأنهم يحققون مصالحها في البلدان العربية.
ومن هذه الأسماء يبرز اسم وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا الذي ضاق الليبييون به ذرعاً بسبب تجاوزاته القانونية وسلبه للمال العام وخلفيته الاجرامية في السنوات العشر الماضية. كما يتشاطر خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا نفس الدعم لأنه إخواني بامتياز كما يمتاز بسوابق اجرامية ومتهم أيضاً بالفساد واختلاس المال الليبي العام.
من هنا يمكن الاستنتاج بأن ستيفاني ويليامز رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم الى ليبيا ومن خلفها القوى السياسية البارزة في الولايات المتحدة تسيّس أعمال الملتقى وتسعى لخلق سلطة ليبية جديدة تابعة ، تدور في فلك النظام الغربي الأمريكي وتحقق مصالحه ، بصرف النظر عن احتياجات ومشاكل المواطنين الليبيين ، ضاربة عرض الحائط بحق الليبيين في تقرير مصيرهم وحريتهم في انتخاب قياداتهم.
هناك محاولات غربية لاستدراج ليبيا الى المستنقع الاخواني وإغراقها في دوامة أخرى بعدما استطاع الليبييون بمفردهم تذليل الصعاب والتوصل الى بعض الحلول والاتفاقات في الفترة الماضية كاتفاق استئناف انتاج النفط بين أحمد معيتيق والجيش الوطني الليبي واتفاق وقف إطلاق النار منذ عدة أيام واجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المتواصلة الى اليوم والتي أفضت الى نوع من التوافق الليبي الليبي المبشر خيراً.
إن المثل العربي القائل: "ﻣﺎ ﺣﻚ ﺟﻠﺪﻙ ﻣﺜﻞ ﻇﻔﺮﻙ" خير مايمكن تطبيقه على الوضع الليبي الراهن، فلا ويليامز ومن خلفها الولايات المتحدة ولا غيرها من القوى الأجنبية يمكن أن تساهم في استقرار وازدهار ليبيا ، لأن الجميع يعمل لمصلحته الخاصة. ومصلحة الشعب الليبي تفرض على الليبيين حل خلافاتهم بأنفسهم ودون رعاية أو تدخل من أحد، والعمل يبدأ بالتخلص من الشخصيات العفنة التي نهبت البلاد واستخدمت سلطاتها لغايات شخصية ، والتخلص من المرتزقة والوجود الأجنبي على أراضي ليبيا ، ومن ثم الجلوس والحوار والاتفاق وبناء دولة قوية موحدة مستقرة.
سيريا ديلي نيوز
2020-11-13 09:59:42