فلنفرض ان  متوسط الأجور قبل الأزمة كان حوالي /15/ ألف ليرة, ما يعادل اليوم /150/ ألف ليرة- حسب قيمة الليرة أمام العملات الأخرى- وهو ما يعادل حاجة الأسرة كإنفاق في الشهر, وفي المقابل فإن دخل رب العائلة الموظف حوالي /30/ ألف ليرة , أو /40/ ألفاً في حال كان من الموظفين القديمين, و/50/ إذا كان على أبواب التقاعد, فكيف يتم ترميم الفجوة بين الرقمين؟
وبالطبع  الفجوة بين دخل العائلة وحاجاتها تصل إلى500% وفي حال كان يعمل في الأسرة شخصان تتقلص هذه الفجوة إلى النصف وتتراجع أيضاً حسب عدد العاملين في الأسرة لكنها في كل الأحوال لا تقل عن 100% .
بشكل مختصر وبلا لف ودوران المطلوب هو معرفة كيف يتم ردم الفجوة بين الدخل الشحيح والأسعار الكاوية
في مسلسل «صح النوم» قبل أربعين عاماً قَبِل «غوار» أن يصوم يومين في الأسبوع مقابل تأمين العمل له , ولم يقبل صاحب العمل بهذه المعادلة, لكن في حالتنا فإن المطلوب أن يصوم كل أفراد الأسرة والاكتفاء بدفع إيجار البيت وتأمين حاجات المنزل الأخرى التي لا تتضمن الأكل والشراب! وأن يكون العامل كقط من خشب يصطاد ولا يأكل!
قد يقول البعض: مستحيل أن يصوم كل أفراد الأسرة كل الشهر, ولا شك في أنهم يتدبرون أمرهم بطريقة ما! كأن يعمل كل أفراد المنزل أكثر من عمل أو أن يأكلوا كل الشهر عند أصحابهم المنعمين, أو أن بعضهم لديه امتداد عائلي ريفي يمكَّنه من التزود بما يدعم حياته المعيشية, أو أنهم يعتمدون على السلال الغذائية التي توزعها مؤسسات الإغاثة!
لا شك في أن بعضهم يحقق هذه المعادلات, لكن ماذا عن الآخرين الذين لا يحققونها ولا يعرفون من مؤسسات الإغاثة إلا اسمها وموادها التي تباع على الأرصفة, لأنها تفيض عن حاجة بعض المستفيدين منها أو الذين يحصلون عليها من أكثر من مكان؟
وماذا عن الذين لا يملكون أي امتداد يدعم ميزانية منزلهم؟
سؤال لا يتبرع بالإجابة عنه إلا أبو نجيب (الشخصية الشهيرة بالبخل) بطل مسلسل البرغوث الذي وجد في حفيده المثال الأكثر شبهاً به عندما قام بمص حبة السكاكر وإعادتها إلى ورقتها مرة ثانية, لأن «أبو نجيب» وحده من يستطيع ردم هذه الفجوة بمص حبة السكاكر لا بأكلها!

المصدر تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات