محافظة حمص تستهلك يومياً 22طلباً من المازوت، (كمية الطلب الواحد22 ألف ليتر)، أي484ألف ليتر،وفق فرع محروقات، أربعة طلبات منها لمدينة حمص كمازوت تدفئة، ولكن ماذا يعني ذلك عندما يمرّ صهريج توزيع مازوت التدفئة في حي ما ويوزع حسب الأولوية المحددة له، بينما آلاف الأسر لا يمكنها تسديد ثمن مخصصاتها دفعة واحدة وبتوقيت تحدده آلية التوزيع غير المتكيفة مع ظروف متباينة لشتى العائلات؟!.
منذ أيام وبعد تفريغ الصهريج لحاجة البعض، في حي عكرمة الجنوبية تشكلت غصّة لدى أسرة شهيد، هي بحاجة ماسة للمازوت وفي الوقت ذاته توضح التردد على زوجة الشهيد في الحصول على المادة، قبيل أن تغص بالاعتذار عن أخذ حاجتها بسبب عدم قدرتها على تسديد ثمن المازوت..، هنا بادر أحد الجيران بالإصرار على أن يسدد الثمن عنها..
وفي نموذج آخر، تهرّب بعض ذوي أسر الشهداء من الصهريج، من دون تقديم مسوغات عجزهم عن تسديد فاتورة مازوت التدفئة، على أمل أنّه يمكن بعد شهرين أو ثلاثة -خلال الشتاء- الحصول على مازوت التدفئة في حال أمكن (ادخار ثمنه)..
هذه الحالة ليست عابرة وليست فردية بل هي ظاهرة واسعة الانتشار، إذ يؤكد بعض الأهالي حرصهم على تأمين المازوت قبيل الشتاء كي لا يزداد تأزّمه خلال البرد كما حصل في سنوات سابقة..، ولكن على الرغم من ذلك فإنّ (صهريج المازوت) ضيف ثقيل جداً عند حضوره بسبب الثمن الجسيم للمازوت مقارنة بالمدخول خصوصاً في حرب استنزفت مدخراتهم، ولكون مازوت التدفئة لا يمر من المكان ذاته مرتين!.
السيد أبو ميلاد يتحدث عن شهر أيلول كشهر ثقيل على الأسرة السورية ويذكر بالمصطلح الهزلي الدارج بين النّاس عمّا يسمونه (إمبرطورية الحرف ميم) وتتشكل من ثلاثة أمور تبدأ بحرف الميم (مدارس-مازوت-مونة)، وتفرض قسوتها على الأهالي سنوياً كل أيلول، ولكن هذا العام زادت بعبء مستلزمات العيد أيضاً.. وبحسبة من بعض المواطنين المطالبين أن تعتمد الحكومة آليات لإطلاق قرض خاص بشهر أيلول، فإنّ مستلزمات هذا الشهر تتطلب من أسرة نموذجية العدد (خمسة أشخاص) وثلاثة أفراد منها يدرسون، تأمين ما لا يقل عن (300ألف ليرة دفعة واحدة) كرمى المازوت والمدارس والمونة.
الجدير ذكره حسب تشرين أنّ تأمين مازوت التدفئة هو الوحيد الذي يتطلب آلية محددة وبإشراف لجان ومخاتير، وقد بدأ برنامج توزيعه اليومي في حمص منذ 5/8/2017.. وكانت اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة حمص قد وضعت أسساً تصفها بالمناسبة لتوزيع مادة المازوت في المدينة حيث تم اتخاذ القرار من قبل لجنة المحروقات بالتوزيع عبر صهاريج كبيرة بكمية 200 ليتر لكل عائلة..، وبالنسبة للأحياء ذات الشوارع الضيقة ستتكفل جمعية الصهاريج بتخصيص صهاريج صغيرة للتوزيع بإشراف لجان الأحياء..
ولكن ما من آليات تعين المواطن على مستلزمات العيد والمونة والمدارس أكثر من تسليم أمرهم لمعجزة «مدخرات» الموظف و«منتوفي الدخل» بأن تجعل من شهر أيلول شهراً خفيف الظل على الأسرة السورية!.
سيريا ديلي نيوز
2017-09-09 10:59:43