إغلاق السفارة والقنصلية السعودية في دمشق أدى إلى توقف الجانب السعودي وللعام السادس على التوالي عن توقيع بروتوكول يقضي بقبول قوافل الحجيج السوري لأداء مناسك الحج، وتالياً لم يتمكن أحد من المواطنين السوريين من أداء هذه الفريضة إلاّ البعض من خلال مكاتب سياحية موجودة في لبنان مقابل مبالغ كبيرة تتراوح ما بين 5– 7 آلاف دولار للحاج السوري، هذا بعض ما قاله وزير السياحة المهندس بشر اليازجي في حواره مع «تشرين». وفي هذا الحوار يؤكد اليازجي أنّ أغلب تلك المبالغ تؤخذ من السوريين عن طريق السماسرة لما يسمى «الائتلاف»، في لبنان مكاتب يقتصر عملها على موضوع الحج فقط وبتسهيلات كاملة من النظام السعودي، مشيراً إلى وجود مخالفات لعدد من المكاتب قامت بهذا العمل عن طريق مكاتب في لبنان وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها.
هناك الكثير من الأسئلة الأخرى التي وجهت إلى وزير السياحة بشر اليازجي أهمها:
• ماذا عن المكاتب السياحية غير المرخصة التي تمنح «فيزا» مزورة – أعدادها، وكيف تعاملت الوزارة مع هذا الموضوع؟
•• إنّ المكاتب غير المرخصة لا تخضع لإشراف ورقابة وزارة السياحة وتالياً لا يمكن تقدير عددها سواء أكانت تعمل في منح تأشيرات فيزا مزورة من أجل الحج والعمرة أو في أي مجال آخر حيث تقوم الوزارة ومديرياتها العاملة في المحافظات بمتابعة هذه المكاتب واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها وتنظيم الضبط اللازم أصولا، مع مخاطبة المحافظة المختصة لإغلاق المكتب مدة 15 يوماً وإحالة الضبط المنظم إلى القضاء المختص وتحريك الجرم لدى المحكمة وتغريمه مالياً بقيمة 25000 ليرة.

وبالنسبة لعدد المكاتب المرخصة قبل الأزمة وصل إلى 1300 مكتب سياحي، بينما العدد الحالي 1100 مكتب، أما المكاتب الأكثر نشاطاً في مجال العمل السياحي فهي في (دمشق– ريف دمشق– اللاذقية– طرطوس– السويداء) وفيما يتعلق بالحجز الإلكتروني لم يتم التعامل معه حالياً بسبب الحظر المفروض علينا، ولا يوجد ما يمنع أي مكتب سياحي من التعاون مع أي دولة في العالم عدا الكيان الصهيوني الغاصب ويبقى الموضوع مرهوناً بأيدي الدولة التي تعاملت بمبدأ الحظر المفروض على سورية وتالياً لا يمكن للمكاتب التعامل مع هذه الدول.
• الخسائر التي منيت بها المكاتب السياحة خلال الحرب، وماذا عن أدائها في الوقت الحالي؟
•• أجاب وزير السياحة بأنّ قسماً من المكاتب السياحية تعرض لدمار كامل وبعضها لدمار جزئي لذلك توقفت عن العمل لحين إجراء الترميم اللازم، كما تعرضت المكاتب التي تقوم باستقدام المجموعات السياحية لخسائر من جراء الحظر المفروض على سورية، كذلك فإن مكاتب الحج والعمرة كذلك منيت بالخسارة بسبب تمنع السلطات السعودية عن إعطاء سورية البروتوكول الخاص بها ما أدى إلى توقف هذه المكاتب عن العمل، لكن في ظل انتصارات الجيش العربي السوري وعودة الأمان والاستقرار للكثير من المناطق بدأت سورية تشهد حركة استقدام المجموعات السياحية بحسب اليازجي.

• وما هي أهم الآليات التي اعتمدتها الوزارة لجلب الزوار والرحلات السياحية الدينية؟
•• في صدد هذه المسألة أنّ الوزارة أصدرت قراراً باعتماد الشركة السورية للنقل والسياحة منفردة لاستقدام المجموعات السياحية الدينية وذلك بطلب من المعنيين في البلدان التي تصدر هذا النوع من السياحة إلى سورية مع إمكانية إجراء عقود مع المؤسسات السياحية الخاصة والمرخصة من قبل الوزارة أصولا بالتعاون مع الشركة في نشاط السياحة الدينية، ويتم تأمين السلامة الشخصية لأفراد هذه المجموعات من قبل الشركة السورية والاستقبال اللائق واعتماد أدلاء سياحيين مرخص لهم أصولاً لمرافقة المجموعة وتقديم الشرح الوافي عند زيارة المقامات الدينية.
وهناك إجراءات لتسهيل دخولهم وخروجهم من وإلى القطر من خلال موظفيها الموجودين في المطار والمعابر الحدودية، وكذلك تأمين خدمات الإطعام اللائق ضمن الشروط الصحية المعتمدة ومعايير الجودة الغذائية حسب طلب المجموعة، وأيضاً تأمين الإسعافات الأولية الطبية اللازمة لهم عند الضرورة إضافة إلى تسديد الدولار السياحي وفق التعليمات الصادرة عن مصرف سورية المركزي- مكتب القطع / 1514/ لعام 2016.
كما تعمل الوزارة على تقديم كل التسهيلات والحسومات اللازمة في منشآت المبيت لأصحاب المكاتب السياحية بهدف تشجيعهم على استقدام المجموعات السياحية وتقوم أيضاً بتشجيع السياحة الداخلية وتنشيط السياحة الدينية وتفعيل عمل مكاتب الخدمات السياحية المعنية بتأجير الشاليهات والشقق المفروشة المصنفة سياحياً.
وزارة السياحة قطعت شوطاً كبيراً في مسألة الترويج لصورة البلد الحقيقية، والاستثمار السياحي في سورية من أكثر الاستثمارات ربحاً، ونتائج خطة وزارة السياحة التي اتبعتها سوف تظهر في الفترة القادمة تزامناً مع الانتهاء من قانون الاستثمار، إضافة إلى القرارات والتشريعات اللازمة من أجل أن تكون لدينا استثمارات تليق بالبلد، لافتاً إلى أن كل ذلك سينعكس إيجاباً على المواطن بالدرجة الأولى، فكل مشروع سياحي سوف يحقق ما لا
• كيف ستتعامل وزارة السياحة مع المخالفات المرتكبة في منطقة الربوة؟
•• تجاوزات كثيرة حدثت في الربوة منها قطع الأشجار وإقامة منشآت عشوائية، إضافة إلى عدم الاهتمام بالنظافة، في هذا الموضوع إنّ منطقة الربوة تعدّ من المناطق المهمة في السياحة الشعبية، وحالياً يوجد تنسيق بين الوزارة ومحافظة دمشق من أجل إعادة تخطيط وتنظيم منطقة الربوة للحد من المخالفات، وأنّ وزارة السياحة لا تمنح ترخيصاً لأي منشأة مخالفة في منطقة الربوة، علماً أن الوزارة تعمل على إغلاق كل المنشآت المخالفة في منطقة الربوة، إضافة إلى متابعة موضوع الرقابة على الجودة والأسعار في تلك المنشآت السياحية بشكل عام، منوهاً بأنّ السياحة من أكثر القطاعات التي تضررت في الحرب، لكنها من أول القطاعات التي بدأت بالتعافي ولاسيما بعد عودة الأمن والاستقرار إلى الكثير من المناطق.
المصدر تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات