كان لافتاً عدد الشركات السورية التي بدأت بتجميع السيارات محلياً، لا بل إن الإعلان عن قرب البدء بتجميع إحدى الماركات الكورية المشهورة ، يمثل تحولاً نوعياً في سوق السيارات في سورية.

وبغض النظر عن الجدوى من هذا الاستثمار الجديد بالنظر إلى دخل المواطن والتراجع الكبير في المستوى المعيشي لشريحة واسعة من السوريين جراء تأثيرات الحرب وانعكاساتها السلبية المباشرة على الدخل الفردي وفرص العمل وسعر الصرف وغيرها، فإن المرحلة الثانية المفترض ألا تطول تتمثل في دخول سورية مرحلة صناعة قطع التبديل للسيارات وبالتالي ارتفاع نسبة المنشأ السوري في عملية تجميع السيارات، وهذا سيكون له تأثيرات ايجابية عميقة لجهة:

-توفير فرص عمل كبيرة جداً، والتقديرات قبل الأزمة كانت تشير إلى أن إقلاع صناعة قطع التبديل للسيارات ستوفر عشرات الآلاف من فرص عمل.

-توفير مبالغ كبيرة جراء عملية استيراد السيارات، صحيح أن استيراد السيارات متوقف حاليا، إلا أن ذلك لن يدوم بعد انتهاء الحرب وتحسن الأوضاع الاقتصادية العامة، إذ ستكون هناك حاجة لترميم النقص الحاصل في عدد السيارات جراء عمليات التخريب والتدمير والنهب والتهريب للسيارات خلال الحرب، فضلا عن الاستهلاك الطبيعي.

-تحويل سورية إلى مصدر للسيارات إلى دول الجوار، والدول العربية، وبالتالي تحسين عائدات البلاد من القطع الأجنبي، ونحن نعلم أن هناك دول نجحت في صناعة وتجميع السيارات وهي اليوم تصدر إلى دول كثيرة من بينها سورية.. فلماذا لا تكون سورية في قائمة الدول المصنعة والمصدرة للسيارات، لاسيما وأن إيران أبدت استعدادها منذ إقامة معمل التجميع في عدرا الصناعية لمساعدة سورية حتى النهاية في هذا الملف، وتحويلها إلى دول مصدرة، وهناك اجتماعات ولجان عمل عدة جرت قبل الأزمة.

لذلك، وعلى أهمية مشاريع تجميع السيارات، فإن المشروع الأهم والمفترض أن يحظى بدعم حكومي كبير هو في إطلاق صناعة قطع تبديل السيارات تدريجياً لبناء صناعة متكاملة تحقق أكبر قيمة مضافة ممكنة
مصدر سيريا ستيبس

سيريا ديلي نيوز


التعليقات