بيّن الدكتور “زياد زنبوعة” الاستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق أن الأسرة المتوسطة (خمسة أفراد) كانت تحتاج إلى 13000 ل.س شهرياً قبل الأزمة، فأصبحت حالياً تحتاج إلى 147 ألف ليرة سورية شهرياً لتكون عند خط الفقر العالمي، علماً أن متوسط رواتب العاملين في سوريا كان يبلغ 16000 ل.س والآن أصبح يبلغ نحو 28 ألف ليرة سورية فقط، علماً أن هذه الأسرة كانت أعلى من خط الفقر بـ3000 ل.س وقد أصبحت الآن تحت هذا الخط بـ119 ألف ليرة سورية.
وخلص إلى أن راتب الموظف المتوسط يجب أن يكون في الوقت الحالي بحدود 180 ألف ليرة سورية شهرياً لكي يتمكن من العيش ضمن الظروف ذاتها التي كان يعيشها قبل اندلاع الحرب، (بافتراض أن الدولار كان 46 وأصبح 515) هذا الحساب ينطبق على المناطق الواقعة تحت سيادة الدولة ولا ينطبق على المناطق الساخنة أو المحاصرة حيث تتفاقم الأمور أكثر من ذلك بكثير.
ويلاحظ زنبوعة أن الإنفاق الاستهلاكي للطبقة الوسطى قبل الأزمة كان حوالي 50% ونسبتهم من السكان 60%. هذا مؤشر على أن الطبقة الوسطى -حتى قبل الأزمة – لم تكن بأحسن أحوالها وجاءت الأزمة فزادت الطين بلة.
وبين أنه مع بداية الأزمة بدأ انهيار الطبقة الوسطى، وصاحبه أمر آخر لا يقل خطورة وهو حدوث تحول نوعي في الطبقة الوسطى وصفه بالتشوه لهذه الطبقة وذلك بملء فراغ هذه الطبقة من قبل فئات مجتمعية أخرى غريبة عنها وصعود انتهازيي الأزمات والحرب والمحتكرين وصعود مرتزقة الحرب والمتاجرين بدماء المواطنين أو لقمة عيشهم.
ولفت إلى أن عملية إفقار الطبقة الوسطى تترافق مع تزايد منافع شريحة الطفيليين وأمراءالحرب المستفيدين من الأوضاع الراهنة والذين أصبحوا يحوزون جل مقدرات وثروات الشعب السوري ويسخرونها لمصالحهم، وبحسب تقارير دولية أصبحت نسبة 20% من السكان والمتسلقين الجدد يحوزون على أكثر من 85% من الدخل القومي مع ازدياد حالات العنف وتآكل الطبقة الوسطى احتلت مكانتهم وللأسف، كتلة من الأثرياء الجدد كأمراء الحرب
سيريا ديلي نيوز
2017-02-12 18:09:50