رغم حملات التوعية والإرشاد لأهمية الغابات لكن اللامبالاة بالطبيعة وخاصة خلال سنوات الأزمة هي الطاغية من خلال زيادة عدد الحرائق والزحف العمراني على حساب ثروتنا الحراجية، لكن يبقى التعاون هو الأساس بين جميع الجهات الحكومية والأهالي للحد من الحرائق والتعديات الجائرة في كل عام.
وأوضح المهندس الزراعي حسن ناصيف رئيس دائرة الحراج في طرطوس أنه في الآونة الأخيرة ومنذ بداية الشهر الحالي وحتى العاشر منه حدث 29 حريقاً منها 23 حريقاً زراعياً وسته حرائق حراجية بسبب جفاف النبات وقلة الرطوبة للأراضي الزراعية ورمي أعقاب السجائر أو التخلص من الفضلات عن طريق الحرق فضلاً عن عبث الأطفال بإضرام الحرائق هذا فيما يخص العوامل البشرية، أما العوامل الطبيعية فإن الرياح التي تزيد من سرعة انتشار الحرائق واتجاه الريح، كذلك كثافة الأشجار والأعشاب المحيطة بالموقع ونوعها إن كانت عطرية تكون سرعة احتراقها أكبر لاحتوائها على الزيوت.
وبيّن ناصيف أنه لم يتبين أن هنالك فعلاً تخريبياً أو أهدافاً أخرى من تلك الحرائق مثل لصوص الأخشاب وحين يتبين ذلك فإن القانون سيأخذ مجراه ولن يرحم الفاعل وأن نجاح أي استراتيجية لمكافحة الحرائق يتطلب تنسيقاً وتعاوناً مشتركاً بين كل الجهات المعنية كما يتطلب إنشاء مراكز مجهزة بوسائل اتصال حديثة من أجل سرعة السيطرة على الحرائق وسهولة تحديد موقعها، فهنالك خمسة مراكز لحماية الغابة والحراج في المحافظة وفي كل مركز عدد من الآليات والصهاريج وعمال الإطفاء هدفهم حماية الغابة وتمكنهم من إخماد الحرائق فور حدوثها وخاصة الزراعية منها إضافة الى عشرين مخفراً حراجياً تتولى حماية الغابات وتقوم عناصر الضابطة الحراجية بكتابة الضبوطات الحراجية بناء على مشاهدات الحراس المسؤولين عن الموقع. وهناك حوالي 300 دونم حراجي طالتها ألسنة النيران منذ بداية الشهر الجاري، وبدأت مديرية الزراعة في المحافظة العمل على إعادة تأهيل هذه المواقع التي تعرضت للحرائق وتحريجها بالشجيرات المناسبة وهذا يستغرق سنة للموسم الواحد، وهذا التشجير لا يعوض خسارتنا فهو بحاجة للزمن لأن أعمار الغابات بين 40 -50 سنة.. ولفت ناصيف إلى أن نسبة الحرائق هذا العام تقل عن العام الماضي بحوالي 50% فهذا العام بلغ 83 حريقاً حراجياً و 455 حريقاً زراعياً بينما وصل العام الماضي لأكثر من 900 حريق وهذا الانخفاض يعود لوعي المواطنين بأهمية الغابات وضرورة المحافظة عليها وتنظيفها باستمرار كإزالة الأعشاب والنباتات اليابسة وقيام الجهات المعنية بشق طرق وممرات تسرع من وصول سيارات الإطفاء.
سيريا ديلي نيوز
2016-10-29 21:23:55