رغم أهمية وضرورة القرار الحكومي الذي صدر مؤخراًَ وتم بموجبه السماح باستيراد الأعلاف لكافة المستوردين بهدف تأمين هذه المادة بالسوق والحد من ارتفاع أسعار منتجات الدواجن من بيض وفروج ، وخاصة أن ارتفاع أسعار الأعلاف كان الحجة التي يسوقها المربون لتبرير ارتفاع أسعار الدواجن .

ومع ذلك لم ينعكس القرار كما توقع المستهلك السوري على سوق أسعار الفروج والبيض التي سجلت ارتفاعات كبيرة وغير مسبوقة وخاصة سعر البيض الذي وصل سعر الصحن منه إلى 1500 ليرة حسب وزنه ما جعل العديد من الأسر تعكف عن الشراء أو تكتفي بشراء خمس أو أربع بيضات حسب حاجاتها.‏

هذا الارتفاع كان وراءه أسباب عديدة في مقدمها الخسائر التي تكبدها المربون خلال الأشهر الأخيرة والتي أدت لخروج عدد كبير منهم من الإنتاج ما أدى بالنتيجة لقلة عرض المادة في السوق إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف ليس فقط محلياً وإنما عالمياً هذه المرة و ما يشاع عن تهريب مادة البيض بأعداد كبيرة وهو وما ينفيه أو يقلل من تأثيره إن وجد القائمين على القطاع ، فمن وجهة نظرهم من غير المعقول أن تحمل برادات من صناديق البيض وتمر مرور الكرام من المنافذ الحدودية.‏

وأمام كل المبررات تلك يبرز السؤال الأهم لدى المستهلك السوري هل ستستمر أسعار البيض والفروج بالارتفاع أم ستنخفض ؟‏

في الإجابة عن السؤال يؤكد نزار سعد الدين رئيس لجنة مربي الدواجن في سورية وعضو مجلس اتحاد المصدرين أن انخفاض سعر البيض لن تظهر بوادره بالسوق قبل ستة أشهر قادمة حتى يتمكن المربون من ترميم مرحلة التربية للدجاج البياض والتي تستغرق على أقل تقدير ستة أشهر .‏

وأضاف سعد الدين في تصريح  أن العملية الإنتاجية في الدواجن تختلف عن العملية الصناعية لأن العمل هنا يتم على تربية الدجاج البياض الذي يحتاج لوقت كي تكتمل ويتم الإنتاج من جديد وبالتالي عودة المنتج للسوق بكميات كبيرة تلبي الطلب وتخفض الأسعار .‏

وثمن سعد الدين القرار الحكومي بالسماح باستيراد الأعلاف مبيناً أن تأثيره سيظهر بشكل ايجابي على السوق خلال الأشهر القادمة وخاصة لجهة أسعار منتجات الدواجن .‏

وعن إمكانية السماح باستيراد البيض خلال هذه الفترة لتأمينه بالسوق ريثما تكتمل تربية البياض ويعاد طرح المنتج محلياً بالسوق أكد أن قرار الاستيراد لا يحقق الجدوى المأمولة لأن أسعار البيض في الدول المجاورة أغلى بكثير من الأسعار لدينا وإن كان المواطن يراها مرتفعة لانخفاض القوة الشرائية لديه وبالتالي التوجه الأمثل هو نحو دعم المربين وضمان عودة إنتاجهم للسوق‏