يرتبط إطلاق التسميات على المرافق العامة، وعلى رأسها الساحات والشوارع والجادات والحدائق والمدارس والمستشفيات والمستوصفات، بمعايير لا ترتبط بجزئية المشاهير والزعماء فقط، بقدر ما هي ثقافة وتاريخ وإرث ممزوج بمن كان له بصمة سياسية وعلمية واجتماعية وثقافية وحتى اقتصادية، أساسهم الوطنيون المحليون وقوامهم العرب والعالميون الذين يستحقون التكريم والتخليد.
وإذا كانت الدولة السورية تحرص على جعل أسماء الشهداء على رأس الأفضلية في التسميات، فإن رصيد البلد المكتنز بالشهداء أدّى إلى رفع أسماء هؤلاء الخالدين على كل إنجاز حضاري وعلمي على مساحة المحافظات، وهذا ما يشكّل بوابة فخر للمجتمع بمن قضوا ليحيا الوطن.
ومع أن تسمية الشوارع والحدائق تتقاطع مع السياسة الوطنية القائمة على احترام وإجلال الشخصيات الاستثنائية المؤيّدة للمواقف الوطنية وللحقوق العربية، إلا أن محافظة دمشق وعلى لسان أمين عام المحافظة بشار الحفار لـ”البعث” اعتبرت أن مواقف الدول تؤثر على اختيار الاسم، والمعايير التي تُعتمد في التسمية هي الإنجازات والسيرة الحياتية والمواقف من الأحداث والتغيّرات المهمّة التي تحدث في البلاد للشخصية المراد تسمية أحد الشوارع باسمها، وتتمّ دراسة كل ذلك من قبل لجان مختصة بهذا الموضوع .
وبيّن الحفار آخر التغيّرات التي طرأت في ظل الحرب ومواقف الدول والزعماء، حيث تمّ إلغاء بعض التسميات وإطلاق تسميات جديدة بناء على مواقف أصحابها من الأحداث الجارية في بلادنا، ليتمّ إلغاء تسمية شارع “عبد العزيز آل سعود” الممتد من ساحة 8 آذار حتى شارع الجلاء في حيي الروضة والحبوبي في منطقة المهاجرين، وإطلاق اسم رئيس فنزويلا الراحل “هوغو شافيز” لمواقفه المشرفة من القضايا العربية.
وتقول مديرية المعلوماتية والصيانة في المحافظة إن هناك لجاناً مختصة لدراسة هذا الموضوع واتخاذ القرار المناسب للتسمية بناء على إنجازات الزعيم السياسي أو العالم أو الشاعر أو الأديب، كما أن العمر الافتراضي للتسمية دائم بناء على تعليمات مشروع العنوان الرقمي لتحقيق الهدف المطلوب منه، إلا في حالات استثنائية وضرورية تتطلّب التغيير فتتم دراستها من قبل لجان مختصة أصولاً.
وأشارت المحافظة إلى أن عدد الشوارع والطرق والحدائق في محافظة دمشق بلغ 5 طرق و52 ساحة و228 شارعاً رئيسياً و341 شارعاً ثانوياً و1150 جادة و2832 حارة و98 زقاقاً و464 حديقة و625 حرشاً وحرجاً ومنصفاً، ويتمّ تصنيف مدينة دمشق إلى 15 منطقة وكل منطقة تمّ تقسيمها إلى أحياء، وكل حيّ إلى طرق وساحات وشوارع رئيسية وثانوية وجادات وحارات وفق ما يلي: الطريق هو الطريق الذي يوصل المدينة بأحد المرافق المهمّة فيها الواقعة خارج المخطط التنظيمي كالمطار أو المحلقات التي توصل الطرق الدولية ببعضها، بينما الشارع الرئيسي هو الذي يخترق عدة أحياء في المدينة أو يصل بين ساحتين، والشارع الثانوي يتفرع عن الشارع الرئيسي ليصل حيّاً من الأحياء، بينما الجادة هي الشارع الذي يبدأ منه الترقيم إذا لم يكن للجادة اسم معروف مسبقاً، الحارة أو الزقاق أو الممر هو الشارع الصغير الذي يتفرع عن الجادة ليوصل المواطن إلى مسكنه في الحيّ.
وللعلم رصدت عدسة “البعث” بعض أسماء الشوارع في دمشق منها الشارقة، والقاهرة، والأرجنتين، وشعراء، وأدباء عرب، إضافة إلى تسميات أخرى في الشوارع والحدائق السورية
سيريا ديلي نيوز
2016-09-27 17:46:45