في مقالنا السابق المنشور بتاريخ 27/7/2016 والذي يحمل عنوان "الحروف العبرية تشوّه معلولا من جديد" ذكرنا أن رئاسة مجلس الوزراء قد أصدرت القرار رقم 2815/و، تاريخ 27/10/2009 والذي نص على إزالة الكتابات العبرية كافة من معلولا وإعادة النظر في منهاج معهد تعليم اللغة الآرامية في معلولا والكادر التعليمي والوظيفي فيه، بالإضافة إلى إعادة النظر في مناهج الجامعات السورية التي تستخدم الحرف العبري في عملية تدريس اللغات السورية القديمة...وفي متابعتنا للموضوع تبيّن لنا أن معهد تعليم اللغة الآرامية في معلولا والذي كان مغلقاً بموجب قرار الحكومة المذكور أعلاه، قد استأنف عملية تدريس آرامية معلولا بنفس الخطأ السابق وهو استخدام الحروف العبرية الحديثة بحركاتها الحديثة لتعليم تلك الآرامية، وقد تم ذلك من خلال افتتاح دورة جديدة فيه مطلع شهر آب 2016 يحضرها حوالي خمسة عشر طالباً ويقوم بتدريسهم "الآرامية" الأستاذ "ج  ر ا " وهو نفسه مؤلف كتاب التعليم القديم الذي استؤنفت عملية التدريس فيه دون أي تغيير على منهاجه الذي يستخدم الحروف العبرية على أنها آرامية...ويجدر بالذكر أن المعهد المذكور يتبع إدارياً إلى جامعة دمشق، كما أن كتاب التعليم الرسمي مطبوع في مطابع جامعة دمشق، وهو فضلاً عن استخدامه العبرية وحركاتها الحديثة في تعليم الآرامية، فقد وردت فيه عدة أمثلة وعبارات لا تليق بالآرامية ولا بناطقيها، وهذا ما عبّر عنه واحتج عليه سابقاً ومجدداً الدكتور عصام فرنسيس المختص بآرامية معلولا وأحد المهتمين بإحيائها والذي له عدة دراسات لتدوين هذه الآرامية وتوثيقها بالحروف السورية الآرامية الأصلية أو على الأقل بحروف الجزم العربية بما لا ينتقص من الآرامية الحقيقية ومكانتها، ويُبعدها عن اللفظ العبري الحديث وقواعد العبرية ويوفر لها الحماية من أن تفنى أمام محاولات مرصودة لذلك ومكشوفة من قبل باحثين مختصين كان لهم الفضل العلمي في السنوات السابقة في صدور قرار رئاسة مجلس الوزراء العلمي الصائب في هذا الخصوص. ولا يسعنا هنا إلا أن ننوّه مجدداً إلى خطأ الاستمرار بتعليم الآرامية بالطريقة التي يرفضها العلم والقانون، كما نشدد على ضرورة حماية قرار رئاسة مجلس الوزراء وتطبيقه بحذافيره، علماً أنه قد صدر آنذاك بموجب مداولات علمية لها تفاصيل في الإعلام السوري عبر سنوات مضت.

سيريا ديلي نيوز - سليمان أمين


التعليقات