شهدت أسعار منتجات الدجاج ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة, إذ بين ليلة وضحاها قفز سعر الكيلو غرام من لحم الفروج إلى 1250 ليرة
في حين تجاوز سعر صحن البيض 1300 ليرة في بعض الأسواق, الأمر الذي أثار حفيظة المواطن مردداً أسئلة كثيرة عن الأسباب على اعتبار أن أسعار الأعلاف لم تشهد ارتفاعاً ملحوظاً على الأقل في الوقت الراهن والمتزامن مع ارتفاع أسعار الفروج والبيض, كما لم يسمع عن ازدياد طارئ في ثمن الصوص أو حتى في أسعار الأدوية البيطرية, فما الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع الأسعار ؟ وكيف عالجت الجهات المسؤولة هذا الارتفاع؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها المهندس عبد الرحمن قرنفلة المستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة من خلال تصريحه لـ«تشرين» أن تقديرات حاجة مدينة دمشق اليومية من لحم الفروج تتراوح بين ( 200 – 250 طناً) وبين (450-720 ألف بيضة مائدة), موضحاً أن ارتفاع أسعار منتجات الدجاج لم يحصل بشكل تدريجي , بل شهد قفزة سعرية رآها البعض مبالغاً فيها حيث لا تستطيع أغلبية المواطنين تحملها في ظل موجة الغلاء التي شملت كل مستلزمات المعيشة, عازياً الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الفروج في الأسواق المحلية إلى تراجع الإنتاج من جهة وانخفاض نسبة العاملين في هذا القطاع من جهة ثانية, ما أدى إلى تراجع حجم المعروض من منتجات الدجاج في الأسواق نتيجة عوامل متعددة في مقدمتها : تراجع حركة تشغيل المداجن بنسبة تتراوح مابين 50-70 % قياساً لعدد مواقع تلك المداجن وآلية انتشارها, وذلك بسبب تداعيات الحرب الجائرة التي تسببت بتخريب وتدمير بعض منشآت الإنتاج, إضافة إلى ضعف الإجراءات الحكومية المتعلقة بتمويل العمليات الجارية لمربي الدواجن, ناهيك بضعف سياسات تسعير منتجات الدجاج التي ألحقت خسائر تراكمية بالمربين... وأضاف قرنفلة أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج بشكل تصاعدي تم بسبب تبدل سعر صرف العملة المحلية تجاه العملات الأجنبية التي يتم استيراد مستلزمات الإنتاج بها , منوهاً بأن العلاقة التبادلية القائمة بين ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وحجم الطلب على لحم الدجاج إذ يرتفع حجم الطلب على لحم الدجاج مع تقدم ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء و انحسار البدائل الرخيصة مثل الأسماك المجمدة, يعد من الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار منتجات الدجاج من لحوم وبيض المائدة, مقترحاً زيادة عدد منافذ بيع المؤسسة العامة للدواجن وتوزعها في كل المناطق والأحياء وإحداث منافذ بيع تابعة لاتحاد غرف الزراعة السورية تبيع بسعر التكلفة من خلا ل إلزام المربين بتزويد تلك المنافذ بنسبة من إنتاجهم بسعر التكلفة , والجدير ذكره -حسب قرنفلة- أن اتحاد غرف الزراعة سبق أن طلب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك منذ أشهر شراء وتخزين كميات من البيض ولحم الفروج بهدف التدخل الإيجابي في السوق في حال ارتفاع الأسعار، لكن الوزارة لم تستجب لذلك المطلب آنذاك.. من جهتها, أوضحت مصادر في المؤسسة العامة للدواجن لـ«تشرين» أن المؤسسة اقتصادية تخسر يومياً ثلاثة ملايين ليرة لأنها تبيع الإنتاج بأقل من التكاليف بسبب الظروف الراهنة, وأما الأسعار فيتم وضعها من قبل وزارة التجارة الداخلية ومربي الدواجن وعلى ضوء الاتفاق بينهم يتم وضع التسعيرة التأشيرية، وأكدت المصادر أن قطاع الدواجن يتعرض لخسائر كبيرة بسبب خروج الكثير من المربين من العملية ما أدى إلى قلة الإنتاج وخلال هذه الأيام زاد الطلب وقل العرض, وأكدت المصادر أن الأسعار في السوق في طريقها إلى الاستقرار خلال أيام والارتفاع هو مجرد طفرة. وعن إمكانية قيام مؤسسات التدخل الإيجابي بينت المصادر أن المؤسسة تلتزم بتسعيرة وزارة التجارة الداخلية وليس مطلوباً منها أن تبيع بأقل منها ودور المؤسسة غير مؤثر في السوق فهي تنتج 5% من الفروج المطروح للبيع و15% من البيض, لذا فإن أي تدخل من المؤسسة لن يفيد شيئاً ليبقى بيت القصيد في نهاية المطاف أن المواطن سيبقى على أمل أن تنخفض الأسعار بمشيئة ربانية فيبدو أن الجهات المعنية لن تتدخل إلا على صعيد تأمين المنتج في السوق و ماعدا ذلك من خفض للسعر فهو غير مهم حسب مجريات السوق... وهنا السؤال: ما الفائدة من توافر البيض أو اللحم في المحلات للزينة فقط ؟ فالقدرة الشرائية للمواطن تضعف كلما زادت الأسعار وهذا هو النهاية الحاصلة في كل رواية أو حديث عن الأسعار والمواطن المكتوي من نارها.
سيريا ديلي نيوز
2016-07-31 21:34:12