أكدت الدكتورة هديل الأسمر، وجود أكثر من 250 ألف طفل سوري على مستوى العالم يعملون وهم دون السن القانوني .

وأشارت الأسمر في تصريح لموقع سيريا ديلي نيوز إلى ارتفاع نسبة عمالة الأطفال إلى ما يزيد عن 55 % خلال الخمس سنوات الحرب، لافتا إلى أن معظم الأسر السورية اللاجئة إلى دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا يعتمدون في معيشتهم، على تشغيل أطفالهم الصغار وذلك نتيجة ارتفاع المعيشة وعدم توفر العنصر المادي للاستمرار في الحياة،  فبعض المخيمات مثل الزعتري وصلت فيه عمالة الأطفال بمختلف المهن إلى 90 بالمئة وهذا يعني أنه لا أسرة في المخيم إلا وتعتمد على أحد أطفالها في مصدر عيشها.

وذكرت رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن الأزمة كان لها تأثير كبير على ازدياد عدد الأطفال المنخرطين في العمل بسورية ودول اللجوء، مشيرة في الوقت ذاته إلى قيام التنظيمات الإرهابية بتجنيد الأطفال في أماكن انتشارها، فالهيئة تمتلك تقارير معدة من قبل المنظمات تؤكد أن العمالة داخل المناطق التي دخلها الإرهاب مرتفعة ولا سيما فيما يتعلق بتجنيد الأطفال.

استغلال جنسي..

وبينت الأسمر لدينا العديد من المناطق السورية المحاصرة والمحتلة من قبل العصابات الإرهابية المسلحة والتي تعمل على تجنيد الأطفال ويستخدمونهم كجدار بشري خلال معاركهم، لافتة إلى أن هؤلاء الأطفال يخضع لأسوأ أشكال العمالة وخاصة في المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها حيث يتعرض الأطفال فيها للاستغلال الجنسي والأنشطة الغير مشروعة .

ما كشفه أول تقرير مفصل عن عمالة الأطفال بين اللاجئين السوريين في منطقة الشرق الأوسط، أعدته منظمتا اليونيسيف وإنقاذ الطفولة ونُشر اليوم الخميس (الثاني من تموز 2015).

تقرير يكشف الحقائق ..

وبحسب التقرير صادر عن منظمتي اليونيسيف وإنقاذ الطفولة، فإن أطفالاً سوريين بعمر ست سنوات في لبنان يضطرون للعمل من أجل مساعدة عائلاتهم اللاجئة هناك، وفي الأردن حيث يوجد أكثر من 440 ألف لاجئ سوري منذ خمس سنوات، تركوا بلادهم هرباً من الحرب التي تمزق سوريا، فإن في نصف العائلات التي شملتها الدراسة، يُعد الطفل معيلا مهما وفي بعض الحالات المعيل الوحيد لها.

ووفقاً للتقرير فإن الأطفال يتم تجنيدهم كجنود، ويتعرضون للاستغلال الجنسي، ويعملون بالحقول الزراعية في لبنان، أما في الأردن فإنهم يعملون في المتاجر والمطاعم. وفي تركيا تتنوع أعمالهم بين الخبز وتصنيع الأحذية، كما يعملون في مقالع تكسير الحجارة ومواقع البناء، ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة.

وكشف التقرير أن ثلاثة من كل أربعة أطفال سوريين لاجئين إلى مخيم الزعتيري في الأردن، يعانون من مشكلات صحية، إذ يعملون أحياناً الأسبوع بأكمله من أجل أن يتقاضوا ستة أو سبعة دولارات في اليوم. وأضاف التقرير أن الكثير من الأطفال بدأوا بالعمل لمساعدة عائلاتهم، وهم لم يبلغوا بعد ربيعهم الثاني عشر، فبعض أرباب العمل في لبنان وتركيا والأردن يفضلون الأطفال على الكبار لأنهم "أرخص" من الكبار، الذين لا يحصلون بسهولة على تصريح عمل في هذه البلدان التي لجأوا إليها.

سيريا ديلي نيوز - خاص


التعليقات