بسبب ظروف الحرب على سوريّة والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها المواطن – خلال هذه الفترة- وبالتالي حاجة البعض للعلاج النفسي والعصبي معاً، حيث تشكل الصحة النفسية جزءاً أساسياً من الصحة العامة للإنسان.

أكد الدكتور أمجد محمود رئيس شعبة الصحة النفسية في صحة طرطوس أن التقديرات العالمية تشير إلى أن حوالي ربع سكان العالم يعانون اضطرابات نفسية أو سلوكية في مراحل حياتهم، ومعظم هؤلاء يعانون بصمت وعزلة ولا يتابعون الرعاية الصحيّة النفسية اللازمة. ويعود السبب في عدم المعالجة الصحيّة اللازمة عند هؤلاء المصابين-حسب رأي الدكتور محمود -إلى ما يسمى الوصمة أو العار الذي يلحق الشخص الذي يطلب الرعاية النفسية، وهذا ما يشكل عائقاً أمام تقديم الخدمات الصحة النفسية كما يجب. وأضاف: من هنا جاء اهتمام وزارة الصحة ومنظمات الصحة العالمية بالصحة النفسية حيث تمّ إحداث برنامج للرعاية الصحية النفسية، ويهدف البرنامج لتحسين نوعية الحياة والوقاية من الاضطرابات والأمراض النفسية والكشف عن الأمراض النفسية مبكراً وعلاجها من خلال إحداث عيادات نفسية تقدم التثقيف الصحي النفسي والمشورة والأدوية.

كما نوه بوجود مشكلة في نقص عدد الأطباء الاختصاصيين بالطب النفسي من العاملين في وزارة الصحة والقطاع الخاص، ولحل هذه المشكلة تمّ التعاون مع منظمة الصحة العالمية التي لديها برنامج لرأب الفجوة في الصحة النفسية الذي يهتم بتدخلات مثبته لكشف وتشخيص الاضطرابات والأمراض النفسية بيسر وسهولة ،وذلك من خلال تدريب أطباء عاملين في المراكز الصحيّة على تشخيص ومعالجة الأمراض النفسية الشائعة، تحت إشراف أطباء اختصاصيين بالطب النفسي معتمدين من قبل المنظمة الصحة العالمية، مؤكداً أن هناك دليلاً طبياً لهذه التدخلات الطبية يوزع على الأطباء كي يكون مرجعاً لهم.

وأشار حمود قائلاً: قمنا في مديرية صحة طرطوس بتدريب أكثر من خمسين طبيباً على برنامج رعاية الصحة النفسية من خلال ورشات العمل والدورات المتتالية التي يتم من خلالها تطبيق ما ورد في الدليل بشكل نظري وعملي معاً، كما قمنا بإجراء دورات للعاملين الصحيين من ممرضين وممرضات على الإسعاف النفسي الذي يهتم بكيفية التعامل مع المريض النفسي أو الشخص الذي تعرض لرضوض نفسية شديدة بفعل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، بسبب الحرب التي تشنها العصابات الإرهابية على سوريّة.

ويقوم الأطباء الذين تمّ تدريبهم للعمل في المراكز الصحيّة «برنامج الصحة النفسية» التي قمنا بتزويدها بالأدوية النفسية اللازمة بمعالجة حالات الأمراض النفسية والعصبية مع إعطاء الوصفات الطبية اللازمة مع الدواء المتوافر في المراكز الصحية، وهناك أدوية موجودة ومقدمة من قبل منظمات الصحة العالمية قد تكون غير موجودة لدى الصيدليات، والعيادات النفسية موزعة على مراكز الحسين الصحي، والرحمة، والعيادات الشاملة في مدينة طرطوس وعيادات طرطوس وعيادات نفسية أخرى في مراكز: صافيتا الصحي والصفصافة والشيخ بدر ومشتى الحلو وبانياس، كما سيتم تدريب المزيد من الأطباء في مراكز صحيّة أخرى تشمل بقية المناطق الصحيّة.

كما تقوم المراكز الصحيّة المعتمدة من قبل الوزارة بتقديم الخدمة الصحيّة النفسية مع الأدوية اللازمة للمعالجة، وتمّ التوسع بالمعالجة ليشمل مناطق صافيتا حيث يوجد فيه طبيبان للصحة النفسية، والعمل جارٍ لافتتاح مراكز للصحة النفسية في بقية مناطق المحافظة في كل من الدريكيش وبانياس والقدموس، وتم تدريب ممرضات وممرضين يزيد عددهم على /80/ عاملاً صحياً موزعين على مراكز المحافظة الصحية، ويجري التدريب تحت إشراف منظمة الصحة العالمية مع توزيع دليل للأطباء، والإسعاف النفسي للممرضات.

سيريا ديلي نيوز - تشرين


التعليقات