صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن الحكومة السورية لا تسمح لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا ولا لأي كان أن يتحدّث عن اختبار جدية سورية في أي موضوع كان، والحقيقة أن الحكومة السورية هي التي باتت بحاجة لاختبار صدقية المبعوث الأممي، الذي دأب منذ بداية عمله على الكلام في وسائل الإعلام بما يناقض تماماً ما جرى في الاجتماعات المشتركة مع الحكومة السورية.
وفي هذا السياق تؤكد الجمهورية العربية السورية أن إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل الإرهابيين هو التزام الحكومة المستمر منذ سنوات تجاه شعبها، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد باجتماعات جنيف أو ميونيخ أو فيينا، أو بأي جهة كانت، وأن أي إدخال أو إيصال للمساعدات الإنسانية في السابق أو في المستقبل هو ضمن خطة الاستجابة الوطنية السورية، ولسنا بانتظار أحد أن يذكّرنا بواجباتنا تجاه شعبنا، وأما ما صرّح ويصرّح به دي ميستورا حول اختبار جدية الدولة السورية فلا علاقة له بالدقة أو الموضوعية، ولا يمكن وضعه إلا في سياق إرضاء جهات أخرى.
وكان دي ميستورا، وفي تصريح للصحفيين بُعيد لقاءين، صباحي ومسائي، مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، قال: “ناقشنا مع الوزير المعلم ما قد يكون القضية ذات الأولوية حالياً وهي كيفية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة من قبل أي طرف”، مضيفاً: “إن الوصول إلى هذه المناطق يتمّ عن طريق قوافل بالتنسيق من قبل فريق الأمم المتحدة والمنسق الإنساني في سورية وبشكل منتظم”، وتابع: “إنه واجب على الحكومة السورية إيصال المساعدات الإنسانية إلى أي سوري أينما كان وأينما وجدت هناك حاجة إنسانية.. واليوم لدينا اختبار على ذلك وبعدها يمكننا الحديث أكثر حول هذا الموضوع”.
وجدد المعلم، خلال اللقاء، تأكيد موقف الحكومة السورية بشأن مواصلة الالتزام بحوار سوري-سوري بقيادة سورية ودون شروط مسبقة، وأن الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير مستقبله، حيث أثبتت الحكومة السورية ووفدها الرسمي إلى جنيف صدقية موقفهم وجديتهم في جهود حل الأزمة في سورية، مشدداً على ضرورة الالتزام بما جاء في قرار مجلس الأمن حول وجود أوسع طيف من المعارضات السورية.
وعرض المعلم الجهود التي تبذلها سورية من أجل حماية مواطنيها وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم وخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، مؤكداً الاستمرار بذلك انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه مواطنيها، ومشيراً إلى أن هذه الجهود لا علاقة لها إطلاقاً باجتماعات جنيف، وجدد التأكيد على ضرورة رفع الإجراءات الأحادية الظالمة المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي ساهمت إلى حد كبير في زيادة معاناة الشعب السوري.
وقدّم دي ميستورا عرضاً حول اجتماع جنيف الأخير، الذي تمّ تعليقه، والعمل على اطلاق المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضات في الجزء الأخير من شهر شباط الجاري، وعرض ما جرى في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ، والجهود لتطبيق ما صدر عنه وبياني فيينا وقرارات مجلس الأمن الدولي وآخرها القرار 2254.
حضر اللقاء معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان ومستشار الوزير أحمد عرنوس والمنسق المقيم للأمم المتحدة في دمشق يعقوب الحلو.
يأتي ذلك، فيما أكد مدير منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مروان عبد الله أنه من المقرر اليوم إدخال مساعدات إغاثية إلى عدد من المناطق السورية، وهي بلدات مضايا والزبداني والمعضمية في ريف دمشق وبلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، فيما قالت المتحدّثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة، فانيسا هوجوينين، إن الحكومة السورية وافقت على السماح بمرور قوافل إغاثية إلى عدد من المناطق من بينها معضمية الشام ودير الزور، وأضافت: “إن وكالات الإغاثة الإنسانية وشركاءها يجهزون قوافل لهذه المناطق وستنطلق بأسرع ما يمكن خلال الأيام المقبلة.
وقامت محافظة ريف دمشق، بالتعاون مع الهلال الأحمر، مطلع الشهر الجاري بإدخال قوافل غذائية إلى المعضمية ومدينة التل ومضايا والزبداني وكفريا والفوعة، واللتين تتعرضان لحصار منذ أكثر من سنتين من قبل إرهابيي “جيش الفتح”، المرتبط بالنظامين التركي والسعودي، فيما بدأ فرع الهلال بتوزيع 37.5 طناً من المواد الغذائية من أصل تسعين طناً من المساعدات ستصل تباعاً إلى مدينة دير الزور، التي تتعرض لحصار من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي.
إلى ذلك، وبدعم من الحكومة السورية، وبإشراف اللجنة العليا للإغاثة، واصلت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا توزيع المساعدات الغذائية والطبية على أهالي مخيم اليرموك الذين غادروا المخيم هرباً من جرائم التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم داعش، وتمّ توزيع 1200 سلة غذائية على أهالي المخيم الموجودين حالياً في يلدا وببيلا وبيت سحم في ريف دمشق.

سيرياديلي نيوز


التعليقات