عقد المكتب السياسي في الحزب اجتماعه الدوري في دمشق وتناول الاجتماع بالدرس الوقائع والمستجدات المتعلقة بالحرب الإرهابية المستمرة على سورية ودور السوريين القوميين الاجتماعيين الفعال في مواجهة هذه الحرب باذلين التضحيات ومعبرين عن مصالح السوريين في حماية أرضهم وصيانة مجتمعهم ودفع الاعتداء الارهابي المهدد لحياتهم وأمنهم ومصيرهم على امتداد الوطن.
وقد توقف الاجتماع باعتزاز أمام الأمثولات التي سطرها شهداء الحزب الذين ارتقوا مؤخراً في المواجهة المباشرة مع الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش التكفيري في حمص على جبهة مهين، إن هؤلاء الشهداء قد انضموا لسيرة الريادة والشهادة وعبروا بملحمة الفداء عن الانتصار لوحدة المجتمع السوري في مواجهة مشروع التفتيت والتقسيم. ووجه الاجتماع التحية لشهداء الجيش السوري المتنكب لعبء الصراع مع العدوان الإرهابي حفاظاً على سورية أرضاً ومجتمعاً ودولةً.
وانطلاقاً من هذه التضحيات يؤكد الحزب على دعوته جميع السوريين إلى الانخراط في جبهة واسعة تستنفر فيها كل الطاقات المتوفرة في مشروع مجتمع المواجهة للحرب الإرهابية الدائرة.
إن هذه المواجهة المنشودة تشمل كل مناحي الصراع انطلاقاً من ميادين الفكر والثقافة والوعي وصولاً إلى المواجهة المباشرة في ميدان الصراع مع التنين الإرهابي، فكل مواطن سوري معني بالانخراط في خط المواجهة بكل أوجهها وأشكالها مع هذا الخطر الذي يهدد مصير الوطن أرضاً ومجتمعاً والذي يستدعي من كل مواطن سوري أن يكون خفيراً مستنفراً للحفاظ على وطنه ومجتمعه.
وتوقف الاجتماع عند الحراك الدبلوماسي الدولي حول الملف السوري واللقاءات التي عقدت وتعقد في هذا السياق وخاصة المسار الذي أعقب اجتماعات فيينا ونتائجها واستعرض المكتب السياسي هذه التطورات على ضوء اللقاءات النوعية التي قامت بها قيادة الحزب مع أطراف فاعلة وصديقة وأكد الاجتماع على أن العملية السياسية السورية المنشودة يجب أن تنطلق من دمشق وعلى قاعدة التعبير عن مصلحة سورية والسوريين العليا، في حين أن المطلوب فقط من الحراك الدولي وقف التغذية الرافدة للجماعات الإرهابية المقاتلة على الأرض السورية وترك عملية البناء السياسي للحوار السوري المعبر عن إرادة السوريين وليس المعبر عن الإرادات الأجنبية المستثمرة في العدوان الإرهابي المستمر.
وقد أكد الاجتماع أن الحزب يعتبر أي مشاركة عسكرية على الأرض السورية تحت عنوان محاربة الإرهاب يجب أن تمر عبر البوابة الشرعية وهي الدولة السورية المعبرة والمجسدة حقوقياً وسياسياً للسيادة السورية كما يعتبر الحزب أن أي تدخل من خارج هذا السياق هو تدخل يفتقر للأسس والمقومات القانونية أو الشرعية ويشكل اعتداء صريحاً على الأرض السورية وتعزيزاً للعدوان الإرهابي على هذه الأرض. ومن هنا يعلن الحزب استنكاره البالغ وإدانته الشديدة للفعل العدواني الذي قام به طيران التحالف الغربي على موقع للجيش السوري في دير الزور. هذا الجيش الذي يجسد الفعل المقاوم الحقيقي للإرهاب على امتداد ساحة الوطن.
إن هذا الاعتداء يسجل سابقة خطرة تحمل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن تبعاته ونتائجه.
ونوه المكتب السياسي في ختام أعمال اجتماعه بإنجاز الفروع الحزبية كافة لانتخابات مندوبيها للمجلس القومي الجديد بالرغم من الظروف الراهنة، كما نوه بالأنشطة التي أقامتها الفروع الحزبية بمناسبة الذكرى الثالثة والثمانين لتأسيس الحزب وما عكسته هذه الاحتفالات من الثقة والتفاعل بين فروع الحزب في كافة المتحدات ومختلف القوى والهيئات والفاعليات السياسية والاجتماعية، فقد شكلت هذه الاحتفالات منصة لتأكيد الحزب على القيام بمسؤولياته في هذه الظروف الدقيقة بالرغم من كل الصعوبات والتضحيات التي تتطلبها هذه المهام والمسؤوليات.
خاص سيريا ديلي نيوز
2015-12-13 07:40:00