قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, يوم الأربعاء, ان بلاده ستقدم "أدلة" الى الامم المتحدة ولجميع الأطراف المعنيةعلى وجود عمليات تهريب للنفط من سوريا والعراق الى تركيا, داعيا إلى "إغلاق الحدود بين تركيا وسوريا لوقف تهريب النفط"، في وقت يستمر فيه تقاذف الاتهامات حيال الجهة التي تشتري النفط من "داعش".

 

واوضح لافروف, في مؤتمر صحفي مع رئيس منظمة الأمن والتعاون وزير خارجية صربيا إيفيكا تاديتش، "تحدثنا مرارا عن الأدلة حول نفط داعش المهرب من الحقول في سوريا والعراق عبر الحدود، وخاصة إلى تركيا.. هذه  الأدلة التي تثبت هذه الحقائق سنقدمها رسميا للأمم المتحدة، ولجميع الأطراف المعنية".

وياتي ذلك بعد ساعات من بث وزارة الدفاع الروسية تسجيلات مصورة قالت أنها تظهر 3 مسارات لدخول صهاريج نفط من المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عبر الحدود إلى تركيا, متهمةً تركيا ورئيسها أردوغان وابنه وصهره بالشراء المباشر لنفط التنظيم، في حين وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتهامات الروسية بـ "الافتراءات", مشيرا الى انه سيتنحى في حال ثبتت تلك التهم, مهدداً باتخاذ بلاده عدة تدابير بحال استمرت روسيا بإجراءاتها وردود فعلها.

ودعا لافروف إلى "إغلاق الحدود بين تركيا وسوريا لوقف تهريب النفط, قائلا "من الضروري ليس فقط بدء عملية طويلة من التحقيقات, حول إمدادات النفط غير الشرعية للإرهابيين في سوريا إلى تركيا, بل اتخاذ خطوة واحدة هي إغلاق الحدود السورية التركية".

واتهم مسؤولون روس مرارا تركيا بشراء النفط من داعش, ما دفع أردوغان بوصفهم بـ"الكذابين" إذا لم يثبتوا ذلك بالدليل, متهماً بالوقت نفسه الحكومة السورية بشراء النفط من "داعش", وذلك بعد حادثة اسقاط انقرة الطائرة الروسية على الحدود السورية منذ ايام.

من جهة اخرى, اعلن لافروف "استعداده للقاء نظيره التركي  مولود جاويش أوغلو  في بلغراد , قائلا إنه سيكون "مؤسفاً ألا يسمع شيئا جديدا".

وسبق ان ابدى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان , يوم الاثنين الماضي, رغبته بلقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة المناخ في العاصمة الفرنسية, في مسعى منه  لتخفيف التوتر بين البلدين في أعقاب إسقاط تركيا لطائرة روسية فوق سوريا, الا ان موسكو اعلنت عن عدم النية بخصوص ذلك.

وفي ذات السياق, شدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو, في لقاء أجرته معه قناة "تي أر تي" الرسمية التركية, على ان بلاده لن تتخلى عن حقوقها ومبادئها, تعليقا على حادثة إسقاط بلاده لطائرة روسية اخترقت أجوائها .

وتصاعد التوتر السياسي بين موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط الاخيرة طائرة روسية تقول انها اخترقت أجوائها, في يوم 24 من شهر تشرين الثاني الماضي, اذ قتلت أحد الطيارين فيما نجا الآخر بعملية مشتركة روسية سورية, بحسب وزارة الدفاع الروسية، فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية , قائلةً إن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية.

واضاف جاويش أوغلو "كنا دائماً إلى جانب الحوار مع روسيا، ولم ننضم إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات اقتصادية عليها، وكنا ننصح دائماً الناتو والاتحاد الأوروبي بعدم فرض العقوبات، ربما لا نتشارك نفس الفكر لكن ينبغي أن تكون قنوات الحوار مفتوحة".

واتخدت روسيا اجراءات تصعيدية ردا على اسقاط طائرتها, اهمها قطع العلاقات العسكرية مع انقرة وفرض عقوبات اقتصادية عليها, ونشر منظومة الصواريخ "اس400" المضادة للطائرات في قاعدتها الجوية حميميم بريف اللاذقية لتدمير اي هدف يمثل خطرا عليها، كما نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا بسبب ما وصفه بالتهديد الإرهابي المتزايد في البلاد , في وقت تسعى تركيا إلى تخفيف حدة التوتر مع موسكو موضحة أن تصعيد التوتر سيكون لصالح "داعش".

وأشار أوغلوالى أن "حلف شمال الأطلسي (ناتو) أكد انتهاك الطائرة الروسية المجال الجوي التركي، وأن تركيا على حق".

سيرياديلي نيوز


التعليقات