بعد عقود طويلة قضوها في خدمة الوطن نكافئهم ونضع لهم صرافات آلية كمكافأة لنهاية الخدمة, صرافات إما معطلة أو خارج نطاق الشبكة، أو خارج الخدمة , مسنون أحنت السنوات ظهورهم وأعيت الأمراض أجسادهم يفترشون الأرض لساعات وساعات قبل قبض رواتبهم بسبب الازدحام الكبير , إنهم المتقاعدون الذين لم يتم احترام سنهم وعجزهم , وبات قبض الرواتب بالنسبة لهم كابوساً حقيقياً وموعداً مع العذاب يتجدد كل شهر أمام الصرافات ومشهداً قاسياً ومؤلماً، فماذا فعل هؤلاء كي يكافئوا بهذا الشكل.

فما يحدث هو أنه يتم قبض رواتب المتقاعدين العسكريين بعد الخامس عشر من كل شهر أما المتقاعدون المدنيون فبعد العشرين من الشهر, وعندما يحدث تأخير في تغذية الصراف أو يتعرض لأعطال أو انقطاع في التيار الكهربائي تمتد لأيام، فيتصادف المتقاعدون مع الموظفين الآخرين, فيحدث الازدحام والفوضى , والحصيلة إرهاق وتعب وضيق بالتنفس للمسنين ، بالإضافة إلى معاناتهم من سوء الطبابة والضمان الصحي.

رصد لمعاناتهم

وفي هذا التحقيق حاولنا رصد تلك المعاناة والتقينا العديد من المواطنين:

الأدوية قليلة والطبابة لا نستفيد منها

أسعد أرسلان متقاعد يقول: نحن المتقاعدين من الجيش والشرطة تم إخضاعنا للضمان الصحي ويتم اقتطاع 3% من رواتبنا شهرياً, ومع ذلك لا نحصل على حبة دواء واحدة , كما أننا نعاني من وصولنا إلى المشافي العسكرية للعلاج أو تأمين الدواء المجاني, فالطبابة سيئة بسبب عدم تمكن المتقاعدين الذين يعانون أمراضاً مزمنة كالضغط والسكري والقلب وغيرها من الحصول على الأدوية اللازمة إلا كل أربعة أشهر وحصرياً من دمشق, وهذا الأمر بغاية الصعوبة بالنسبة للمسنين أمثالنا، حيث يشترط صرف الوصفات من دمشق فقط، لذا نطالب بتحويلها إلى المشافي الوطنية، ورغم أن المستوصف العسكري موجود إلا أن الأدوية قليلة أو لا تفي بالغرض وهي عبارة عن مسكنات لا أكثر ولا أقل.

*يجب صرف وصفات الأدوية أسوة ببقية النقابات

ناظم حاج حسين ، متقاعد يقول: صحيح أن المشفى الوطني موجود ولكنه لا يقوم بتأمين الأدوية لنا بانتظام ، لذا يجب السماح لنا بصرف وصفات الأدوية أسوة ببقية النقابات ودوائر الدولة، كوننا نملك ضماناً صحياً وندفع نحن المتقاعدين القدامى ما يقارب 480 ل.س شهرياً ، بينما المتقاعد الجديد 960 ل.س من راتبه.

الازدحام كبير والمعاناة تتجدد كل شهر

خضر عباس يقول: ما نعاني منه شهرياً هو الانتظار أمام الصراف والجلوس على الأرض لساعات طويلة كي نقبض رواتبنا ، فنحن نقضي نصف نهارنا متعبين وفي النهاية يأتي من يقول بأن الصراف تعطل أو خارج التغطية أو أن الأموال قد نفذت, فنعود نجر أذيال الخيبة, ونستعد ليوم آخر لا يقل تعباً عن سابقه، بل أسوأ لأن الازدحام يكون قد ازداد, وهكذا هي المعاناة في كل شهر لذا نطالب بحل سريع رأفة بعجزنا فنحن لم نعد شباباً كي نبقى واقفين ساعات كي نحصل على رواتبنا.

لايمكننا الانتظار لأيام بسبب حاجتنا للمال

أحمد عيد ، متقاعد يقول: إن منظرنا أمام الصرافات حين قبض الرواتب يصعب على الكافر، فالصرافات معطلة بشكل شبه دائم , وعندما يتم إصلاح أحدها يتجمع المتقاعدون بأعداد كبيرة جداً، فيحدث الازدحام ، كما أن التأخير في إصلاحها يسبب معاناة تتجدد كل شهر ، والمشكلة أنه لا يمكننا الانتظار لبضعة أيام كما ينصحونا بسبب حاجتنا الماسة للراتب، فأغلبنا لا يقبض راتبه إلا بعد أن يكون قد استدان ضعفه قبلاً.

*نطالب بتفعيل البوابات معاً وزيادة عدد الصرافات

مصطفى تقلا رئيس جمعية المتقاعدين يقول: باسم جميع المتقاعدين في مدينة سلمية نطالب بعدة أمور منها: وضع الأموال في الصرافات في الوقت المطلوب تجنباً لحدوث تأخير في قبض الرواتب, ولذا يجب تفعيل جميع الصرافات في آن واحد من قبل المديرية العامة للمصرف التجاري السوري.

كما أن وجود الصرافات خارج الشبكة بشكل دائم يؤدي إلى الانتظار الطويل بالنسبة للمتقاعدين المسنين والذين أغلبهم تتعدى أعمارهم 60 عاماً إضافة أن الصرافات الموجودة استيعابها للأموال قليل لا تكفي سوى لـ150 متقاعداً فقط ، وهكذا تنتهي الأموال بشكل أسرع وبوقت أبكر وحجة المصرف بنقل الأموال لا يملك واسطة نقل أي سيارة مصفحة لنقلها من المصرف التجاري إلى الصراف الآلي ما يعرضها للخطر لذا نطالب حل المشكلة بشكل عاجل وسريع.

كما أطلب من المصرف العقاري تركيب صرافات خاصة به علماً أن كثيراً من المتقاعدين وطنوا رواتبهم فيه ومع ذلك بقيت الصرافات قليلة، لذا نطالب زيادة عدد الصرافات لاسيما بعد وجود موافقة سابقة بتزويدنا بصرافين آليين وقد تمت الدراسة لذلك , وأعدت المخططات اللازمة ، على أساس أن تكون موجودة في المشفى الوطني كون الكهرباء متوافرة بشكل دائم ولكن الموافقة توقفت، علماً أن الصرافات متوافرة في مستودعات المصرف التجاري لأن كثيراً من الصرافات تم سحبها من المناطق الساخنة، وكذلك الحال بالنسبة لصرافات مصرف التسليف الشعبي وهو الصراف الوحيد ولايعمل سوى في أوقات الدوام الرسمي ويوجد صراف واحد في المصرف الزراعي تم تركيبه منذ سنوات عديدة ولكن لم يقبلوا تشغيله ونحن نطالب بتفعيله ليؤدي خدمة للمواطنين وتخفيف الضغط عن بقية الصرافات.

سيرياديلي نيوز


التعليقات