وما إن أشاح الشتاء عن وجهه حتى سارع أغلب أصحاب المحال التجارية بل والجميع , إلى نشر بضائعهم الشتوية وعرضها أمام الناس , وسارع الكثير من المواطنين إلى ابتياع بضائع شتوية خوفا" من هجوم الشتاء البارد , ولم ينس تجار الألبسة وأصحاب المحال هذا الخوف فاستغلوه أشد استغلال فالبضاعة المعروضة ( الشتوية طبعا") تتراكض في الأسواق ارتفاعا" وغلاء" . الأسواق السورية الآن باتت تعج بالقطع والبضائع الشتوية رغم ميل الأجواء المناخية إلى التحسن ورغم النشرات الجوية التي تطمئن الناس , إلا أن هاجس الشتاء يسيطر على الجميع , ولكن هل هذا الهاجس يعطي الرخصة لبعض التجار لللإستغلال العلني للشتاء عبر رفع الأسعار الجنوني الذي أصبح حديث الشارع السوري ؟ بالطبع لا ولكن أصحاب النفوس المريضة يأبون إلا أن يكون لهم دور في زيادة اختناق المواطن من الغلاء والأسعار والوضع الإقتصادي الذي يسوء يوما" بعد آخر , مواطن ...تحت رحمة التاجر سيريا ديلي نيوز جابت في بعض الأسواق واستطلعت الآراء التي كان أغلبها مستاء من هذه الأسعار . نضال يعمل في قطاع خاص يقول : الأسعار في ارتفاع مستمر دون ثبات , وأتت الآن البضائع الشتوية لتزيد الوضع سوء" فأين الرقابة عن كل هذه الإرتفاعات ؟ وإلى متى سنبقى تحت رحمة التجار يتلاعبون بنا على مزاجهم ؟ سوسن طالبة : أنا كطالبة وغير موظفة ليس لي القدرة على شراء جاكيت ب 15000 ليرة , طبعا" هذا أقل سعر , عدا عن باقي الأسعار الأخرى أقل قطعة لباس الآن في الأسواق لاتقل عن عشرة آلاف ليرة . أما إلهام فتسائلت : إلى متى سنبقى نعاني من ارتفاع الأسعار دون رقيب أو حسيب ؟ لا أستطيع شراء جواكيت لأولادي الأربعة إلا كل ثلاثة أشهر , أي أنه سنقضي الشتاء دون أن أكون قد اشتريت للجميع . التجار يبررون ... والأزمة حجتهم في كل شيء شاكر صاحب أحد المحال التجارية في دمشق : الأزمة التي يعيشها البلد سببت توقف الكثير من المعامل وهذا السبب الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار لدى المعامل الأخرى التي ما تزال تتابع عملها أما أحد أصحاب المعامل الذي تحفظ عن ذكر اسمه فقد قال : ربحنا أصبح قليلا" مقارنة بما قبل الأزمة وكما تأتي البضائع من المعامل أو الأسواق الخارجية فإننا نضيف عليها ما نرغب لنزيد نسبة ربحنا , والمسائلة والمحاسبة التي يطالب بها المواطن يجب أن تتم على المصدر لهذه البضائع والسبب الرئيسي وراء هذا الإرتفاع و هو الأزمة بالدرجة الأولى و المعامل بالدرجة الثانية . لم يعد للمواطن من حل بديل سوى أن يتنازل وكعادته عن متطلبات كثيرة في حياته اليومية , فأيها المواطن العزيز ليكن دفء قلبك هو الحل , فدفء المعاطف والملابس الشتوية لا ينفع , بل على العكس يزيد الطقس برودة أكثر .

سيرياديلي نيوز - مادلين جليس


التعليقات