استهل الدكتور علي حيدر المحاضرة بقول لنيلسون مانديلا يقول فيه " إن الضحية لا يمكن أن تنسى الظلم الذي وقع عليها لكنها يمكن أن تغفر وتسامح ,

و أكد الدكتور علي حيدر على دور الراحل نيلسون مانديلا في النهوض بجنوب إفريقيا نحو مستقبل واعد والمضي بها قدما في تحقيق السلام والمصالحة الوطنية  , وتحدث عن حياته التي قضى منها خمس وعشون عاما" خلف القضبان وخرج ليكون قائدا" للمعارضة والمقاومة في آن واحد , ورغم قدرة مانديلا على معاقبة سجانيه إلا أنه عفا عنهم وتسامح معهم  .

وأشار حيدر أنه يجب ألا ننسى آراء ومواقف  مانديلا تجاه القضية الفلسطينية عندما قال عن الفلسطينيين " إنهم لا يناضلون من أجل دولةٍ , بل هم يناضلون لأجل الحرية والسعادة والتحرر والمساواة . وكيف رفض استقبال جورج بوش بناء على موقفه من الحرب الظالمة التي تعرض لها العراق من الأمريكيين ,

وفي النهاية أكد الدكتور حيدر أن الدولة المدنية الحديثة هي التي تقوم على أساس المساواة بين جميع الأطراف بغض النظر عن اللون والعرق والجنس .

الكلمة التالية كانت لسفير جنوب إفريقيا الذي قال  :" حين خضنا تجربة المصالحة في جنوب افريقيا لم يكن لدينا الخبرة ولا معرفة ولم تكن لدينا تجربة سابقة في عملية المصالحة ولا نزال حتى اليوم نعمل على هذه التجربة ونعززها

وأشار السفير إلى وجود القدرة والمهارة الكافية لدى سورة لتجاوز هذه المرحلة وتحقيق المصالحة الوطنية , وأكد السفير على صعوبة الوضع في سورية كما كان في جنوب افريقيا لكنه أكد أن الإرادة والعزيمة  ستصل بالسوريين إلى أهدافهم .

أما فيما يتعلق بالتصالح مع الخونة ومن موّل  من قتل عائلاتنا وما إلى ذلك فهذا الأمر يمكننا الإتيان بكثير من التفاصيل عن الطرف الآخر ولكن في نهاية المطاف لا يوجد طرف مثالي نتصالح معه , وهنا يكمن التحدي بالضبط , رغم صعوبة العملية , فهنا تأتي أهمية القدرة على الحب والتسامح وختم قائلا" : " إن وجود الشر لا يعني غياب الخير , حقيقة أن الشيطان موجود لا تلغي حقيقة أن الله موجود .

وللوقوف حول آراء الحاضرين حول المصالحة الوطنية كان لسيريا ديلي نيوز لقاء مع الإعلامي رفيق لطف الذي قال  : تجربة جنوب إفريقيا تجربة واسعة ونيلسون مانديلا قاوم وتحمل ماتحمل حتى حقق ما أراد ومن يمتلك  هذه الروح المتسامحة وتقبل الطرف الآخر فحتما" سيصل إلى مراده , وأنا عتقد أن هذه التجربة في جنوب إفريقيا تستحق الإحترام ولكن علينا في سورية أن تقدم كل أطراف تنازلات فبدون هذه التنازلات التي تقدمها جميع لأطراف  لن نستطيع تجاوز المشكلة ,

وتابع لطف : أي حرب لابد وأن تنتهي بالمصالحة , ف مهما ابتعدنا عن المصالحة فإنه سيأتي يوم سنجلس على طاولة واحدة ونحن كسوريين  بيدنا الخيار فإما أن نقصر بعمر هذه المعركة وإما أن نمد بعمرها , أنا مع تقصير عمرها من خلال المصالحات . و في حال وجود أطراف لا تقبل المصالحة فهنا نحن يأتي دورنا في التوعية للوصول لهذه المصالحة

 

سفير جهورية جنوب إفريقيا وفي تصريح خاص لسيريا ديلي نيوز قال : المهم أن نركز على نقاط التلاقي والتماثل بين التجربتين , فمثلما كانت التجربة في جنوب إفريقيا صعبة , فإنها في سورية أيضا" صعبة , ولكن الشعب السوري لديه القدرة على تجاوز هذه المرحلة وتحقيق المصالحة الوطنية مثلما كان شعب جنوب إفريقيا قادرا" على تحقيق هذه المصالحات الوطنية  , وأضاف السفير :  نيلسون مانديلا أيقونة عالمية وهو مثال يحتذى به عما يمكن تحقيقه في مجال السلام والمصالحة الوطنية , ولكن نيلسون مانديلا كان أول من أشار أن ما تحقق في جنوب إفريقيا هو بفضل جميع الجنوب إفريقيين وبفضل كامل شعبها وكامل  قدراتها التي تم تسخيرها , بالطبع إن مانديلا عملاق , وهو نفسه يقول إن جنوب أفريقيا أكبر منه وأنه موجود لأن جنوب إفريقيا موجودة .

وللسؤال حول عملية المصالحات المحلية التي تمت في بض المناطق التقت سيريا ديلي نيوز الشيخ محمد العمري  رئيس لجنة مصالحة المخيم وأمين سر الملتقى الشعبي الفلسطيني

وعند سؤالنا له حول المصالحة الوطنية في مخيم اليرموك أجاب: بعد دخول داعش والنصرة إلى مخيم اليرموك تعطلت كل طرق المصالحات والتسويات لكننا نسعى ضمن فعاليات شعبية واتصالات معينة لخرق هذا الجدار الذي اسمه داعش من أجل الوصول إلى حل أو إيجاد قنوات لتذليل كل الصعاب في مخيم اليرموك والمنطقة الجنوبية , أما الأطراف التي لا تقبل بالمصالحة فسنقوم بالضغط عليهم عن طريق الأهالي .

بالنسبة لتجربة المصالحة في جنوب إفريقيا فيمكننا القول إنها تجربة رائعة وهذا ما نحن بحاجة ماسة له في سورية فالتسامح والتصالح وإيجاد القواسم المشتركة بين كل السوريين هون ما نحتاجه حقا "في هذه المرحلة, بناء على ما عمل عليه نيلسون مانديلا هذه الشخصية الراقية المكافحة فبالرغم من معاناته في السجن طيلة خمس وعشرون عاما" خرج مصالحا" السجان وبهذا التصرف وصل إلى الإرتقاء الروحي والنفسي وبالتالي استطاع الوصول : إلى المصالحة مع الآخرين

ومن بين الحضور كان محمد الأحمد من جزر القمر الذي قال  : إن ما يحصل في أي نزاع أو في أي أزمة لابد في النهاية أن يكون هناك مصالحة , فالمصالحة بين الأطراف هو ما يسعى له الجميع ولن نستطيع أن نصل إلى الحل بالقوة والعنف , والمصالحة يجب أن تزيل كل الجروح والآلام السابقة والإختلافات الأساسية لكي نحصل على نقاط توافق بين الجميع .

نحن في جزر القمر حصل لدينا شيء مشابه إثر محاولة إحدى الجزر الإنفصال عن أخرى وحدث هناك صراع مسلح ولكن في النهاية جلست جميع الأطراف على طاولة الحوار واتفقوا وتمت  المصالحة , نتمنى أن تتحقق المصالحة في سورية البلد الذي نحبه .

سيرياديلي نيوز- مادلين جليس


التعليقات