أحد الأمثال العربية الشهيرة يقول :" فوق الموتة عصّة قبر " وهذا المثل ينطبق تماما" على حال المواطن السوري اليوم , أفلا يكفي المواطن يد الإرهاب الغادر وما تلحقه به وبعائلته وحياته من أذىً طال كل النواحي والجوانب ؟ حتى تأتي يد أخرى من الداخل وتخنقه بقوت أطفاله ودفئهم ولباسهم ؟
أفلا يكفيه كل هذا الإرتفاع الجنوني في الأسعار والذي بلغ حدا" ضاقت به الأذرع ليأتي الخبر الصادم والمفاجئ للجميع بارتفاع سعر ليتر المازوت إلى 135 ليرة سورية , وارتفاع سعر اسطوانة الغاز إلى 1800 ليرة سورية ؟ , أفلا يكفي المواطن كل هذا الإختناق الحاد بالأسعار؟ لتقوم الحكومة بحركةٍ خانقةٍ أكثر وموجعة أكثر فترفع سعر الخبز المدعوم من 35 ليرة إلى 50 ليرة سورية ؟ . ارتفع سعر ليتر المازوت فقرر المواطن التقنين منه قدر المستطاع والإستعانة بالمدافئ الكهربائية , ارتفع سعر اسطوانة الغاز , فقرر المواطن أيضا الإقلال من استهلاكه على حسب استطاعته , ولكن أن يرتفع سعر الخبز فهذا الذي لا طاقة للمواطن بفرض التقنين عليه , فهل يجبر أطفاله على الإقلال من الطعام , أو أنه يقلل عدد وجبات الطعام فيقتصر على وجبتين وقد يصل الأمر إلى وجبة واحدة حسب مقتضى الحاجة وحسب توفر النقود ؟ أين هي لجنة حماية المستهلك ؟ سيريا ديلي نيوز جابت في الشوارع والأسواق لتستطلع آراء المواطنين حول زيادة الأسعار عموما" وزيادة سعر الخبز خصوصا" فكانت الآراء التالية : هالة ربة منزل تقول : لم يمضِ يومان على زيادة سعر المازوت والغاز حتى نفاجئ بازدياد سعر الخبز , هل يحاربوننا بلقمة عيشنا أيضا" ؟ أم أنهم يمارسون إرهابا" من نوع آخر؟ أبو أحمد أب لخمسة أطفال يتسائل : كيف سأستطيع تدبر أمور عائلتي المؤلفة من ستة أشخاص في ظل هذا الغلاء القاتل ؟ أين هي حماية المستهلك ؟ هل حمايتنا تكون بخنقنا وذبحنا بالأسعار أم بتجويعنا ؟ الأولى أن نسميها لجنة محاربة المستهلك وليس حمايته , فلم تعد تمت للحماية بصلة . أما الياس فقد طلب من الحكومة إعادة النظر في الإرتفاعات المستمرة فقال: مازلنا نرى كل هذه الإرتفاعات ونسكت ونحاول تقبل الواقع , لكن أن يرفعوا سعر الخبز فهذا هو الجور بعينه , كيف سنستطيع تأمين باقي متطلبات حياتنا وكل شيء أصبح سعره في السماء , نرجو من الحكومة الإهتمام بالمواطن قليلا" وإعادة النظر في رفع سعر الخبز تحديدا" . منحنا 2500 ليرة وسلبنا عشرة آلاف ليرة ..فأين العدل ؟ ابتسام موظفة في إحدى دوائر الدولة تقول : منذ فترة صدر قرار من رئيس الجمهورية بمنحنا 2500 ليرة سورة علاوةً على الراتب , ولكن يبدو أن الحكومة قررت أن تسترد هذا المبلغ أضعافاً مضاعفة فلم تترك سلعة إلا وزادت في سعرها , وكأنها منحتنا 2500 ليرة لتسلبنا عشرة آلاف ليرة عوضا" عنها . رأفت موظف متقاعد عبر عن استيائه من قرارات ارتفاع الأسعار بشكل عام قائلا" : لم يتركوا شيئا" إلا زادوا في سعره من بعد زيادة الرواتب , فبعد هذه الزيادة بفترة ارتفع سعر الّليتر المكعب من الماء , ثم تلتها زيادة في أسعار الفواكه والخضر واللحومات , وبعد ذلك زيادة سعر المازوت والغاز , والآن ارتفاع سعر الخبز , فأين الشيء الذي لم ترفع الحكومة سعره ؟ إيهاب متزوج منذ عدة أشهر يقول شارحا" وضعه : أصبح المواطن هذه الأيام يعمل منذ الصباح وحتى المساء دون راحة ومع ذلك تبقى الديون تلاحقه , زيادة سعر الخبز تشكل عبئا" ثقيلا" علينا , فكيف بالعائلات الكبيرة المؤلفة من ستة أو سبعة أفراد؟ المواطن يتسائل وما من مجيب ... استياء الشارع السوري من قرار ارتفاع الأسعار ليس بجديد , ولكن الإستياء هذه المرة اتخذ طابعا" أشد حدة وغضبا" بسبب أهمية المواد التي تم رفع سعرها دون التفكير بضحية هذه الإرتفاعات والزيادات ألا وهو المواطن الذي يسعى جاهدا" وبكل السبل والطرق لتأمين لقمة عيش عائلته . فأين هو التحسن في الوضع الإقتصادي الذي وعدت به الحكومة؟ وأين هي لجنة حماية المستهلك التي تغيب بعد كل قرار ارتفاع ؟ وأين وأين ؟؟ أسئلة كثيرة تدور في بال المواطن وتنتظر الإجابة ممن بيدهم القرار والحل .
سيرياديلي نيوز- مادلين جليس
2015-10-12 17:48:43