الخيانة من أثقل الكلمات فنطقها بحد ذاتهِ يقتل كل شيء جميل في القلب ويكسر كل شيء له معنى جميل موجود في داخل النفس البشرية و تختلف باختلاف طبيعة العلاقة بين شخصين سواء أكانت صداقة أو حب أو زواج أو حتى في العمل ، فالخيانة مهما اختلفت معانيها بين الشخصين ولكنها في النهاية حالة يخون فيها الشخص الوعد أو العهد أو العلاقة بكلمات أو تصرفات حتّى لو كان يظن أنّها قليلة فهي بحد ذاتها تعتبر خيانة باختلافاتها , ومن أسوأ أنواع الخيانة وأخطرها مشكلة الخيانة الزوجية التي تعد واحدة من أهم المشاكل التي تواجه الرجال والنساء، فان أردنا إعطاء تعريف للخيانة فيمكننا القول بأنها إقامة علاقة غير شرعية يقيها أحد الزوجين مع طرف ثالث ؟ لذا فالخيانة بمفهومها الشامل كما أسلفنا لا تقتصر على الزنا , بل إن إقامة أي علاقة تتجاوز حدود الشرعية يمكن أن تعتبر نوعا" من الخيانة وان كان أشدها وقعا" وأخطرها بين الزوجين هو الخيانة الجنسية

دراسات وأبحاث وقد أحجم الكثير من العلماء والباحثين عن الخوض في بحث الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية سواء أكانت من قبل الرجل أو المرأة, وظلت المعلومات التي يحصل عليها العلماء حول هذا الموضوع لسنوات طويلة تأتي فقط من المختصين بالمعالجة الزوجية والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية.لكن الباحثين قاموا مؤخرا" بإجراء دراسات واسعة وأكثر قوة" موجهين أسئلة حول تجارب حقيقية في الحب. وقد ساهمت الدلائل التي حصل العلماء عليها في ظهور نوع من التفكير حول من يخدع من، متى ولماذا؟وبعكس ما كان يعتقد سابقا" ، فإن كثيرا" من الأشخاص الذين يقولون إنهم سعيدين في حياتهم الزوجية يقدمون على الخيانة. فتوق هؤلاء نحو التنويع يحدد قراراتهم وحكمهم على الأشياء حتى حين يدركون تماما" أخطار الخيانة الزوجية, ويقول المختصون أن نتائج الخيانة تكون كارثيّة حين يتم كشفها. في دراسة للباحث الأمريكي أوليفر جيمسون قال إن الخيانة قد تبرر نفسها بنفسها عند الأزواج, وبالذات عندما يتصورون أنها البديل الأمثل لخراب البيت والطلاق وما يتبعه من مشاكل وأعباء مالية ونفسية.

نسب غير ثابتة عن الخيانة قد لا نستطيع إعطاء نسب ثابتة للخيانات فالرجال عندما يعترفون أمام الأطباء النفسيين بأسباب خياناتهم للنساء, يقولون الحقيقة كلها , لكن النساء الخائنات يعترفن فقط بنصف الحقيقة, والنصف الآخر يدخرنه للزمن أو للخيانة التالية. يركز الباحثون حاليا بصورة كبيرة على مدى انتشار الخيانة الزوجية. وقد أشارت دراسات جديدة ومتعددة إلى أن معظم الأشخاص لا يقدمون على الخيانة الزوجية إما لأنهم لا يستطيعون تحمل التفكير في هذا الأمر أو بسبب إدراكهم للألم الذي قد تسببه خسارة علاقة مهمة في حياتهم. ومع ذلك كشفت دراسات أن أكثر من واحد بين كل خمسة أمريكيين سواء كانوا إناثا أم ذكورا أقام أو أقامت علاقة حب مرة واحدة على الأقل خارج نطاق الزوجية. ووجدت الدراسات أيضا أن الأمريكيات شأنهن في ذلك شأن الرجال.

قصص عن الخيانات تقول احدى النسوة اللاتي تعرضت لخيانة زوجها : لم يكن بيننا مشاكل كثيرة تدعوه لخيانتي وحتى أني اكتشفت ذلك بالمصادفة وحين فاتحته بالأمر لم ينكر ذلك وبرر أنه رجل ويرغب بالتجديد واقامة علاقة خالية من أي مسؤولية امرأة أخرى روت لنا قصتها فقالت : في الفترة التي تسبق اكتشافي لخيانته بدأت أشعر بميله للعزلة بعيدا" عن العائلة وكان يبرر ذلك بتعبه ورغبته في الخلود للراحة ولكنه في حقيقة الأمر كان يسترق الوقت ليحادثها خفية , الأمر المحزن أن المرأة الفتي خانني معها كانت احدى قريباتي الأمر الذي لم أطق احتماله وطلبت الطلاق على الفور , ولم يتردد في منحي إياه ومن ناحية أخرى فهذا رجل يروي لنا قصته مع زوجته التي انفصل عنها بعد زواج طويل لأنه اكتشف خيانتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فيقول : أهملت المنزل لدرجة كبيرة وتراجع اهتمامها بي إلى حد كبير جدا" , وفي الآونة الأخرى كثيرا" ماكنت أستيقظ ليلا" فأجدها مستيقظة , إلى سمعتها تتحدث ذات مرة إلى أحدهم , واكتشفت فيما بعد أنه لم يكن الوحيد فانتهى الأمر بيننا إلى الطلاق آثار الخيانة الزوجية على لأسرة و المجتمع ف على الأسرة: • قد تؤدي إلى دمار الأسرة بسبب حدوث الطلاق في حال اكتشف الطرف الآخر الخيانة . • قد تؤدي إلى القتل و بالذات إذا كانت الزوجة هي الخائنة فمسائل الشرف و العفة حساسة جداً في مجتمعاتنا و شرعنا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه، و قد يقتل الخائن أحدا" فتفقد الأسرة أحد أطرافها. • فقدان التوازن العاطفي و النفسي بين الزوجين • فقدان الثقة و التي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية. من الآثار على المجتمع: • الفوضى الأخلاقية التي يمكن أن تحدث إذا انتشرت الخيانات • تشتت الأسرة و انتشار الضغائن لأن الخيانة و خاصة عند انتشار أخبارها لا تقتصر آثارها على الأسرة , بل على أهالي كل طرف و يتلوها فضيحة إجتماعية أحياناً و قد يمتد ذلك الأثر أجيالاً. فسيتردد مثلاً الشاب أن يخطب فتاة إذا علم أن أمها خانت أباها يوماً و ستتردد الأسرة أن توافق على خطيب لوالده علاقات مشبوهة خوفاً أن يكون مثل والده و هكذا ... • التقليد و المحاكاة و ما يتبع ذلك من انتشار للفاحشة فقد تقلد البنت أمها و تقيم علاقات إذا علمت أن أمها لديها علاقات جنسية مثلاً، و قد يفعل الشاب نفس الأمر إذا وجد والده يخون أمه و هكذا. والخيانة الزوجية ليست بالضرورة نتاج المدنية الحديثة؛ فالخيانة موجودة في العصور السابقة و موجودة في حقب التاريخ و المجتمعات المختلفة. و لكنها قضية نسبة حدوثها و انتشارها و الكلام عنها و نظرة المجتمع لها. و هذا ما يمكن أن نقول أنه مخيف في المدنية الحديثة حيث أن مسائل الخيانة تطرح أحياناً و ينظر إليها بتقليل من حجمها و أثرها و قد تعتبر نوعاً من الحرية الشخصية بل و تقبل بعض المجتمعات المعاصرة و خاصة في الغرب أن تكون هناك علاقات بشكل أو بآخر مع غير الأزواج أو الزوجات ما داما متفاهمين على ذلك و راضيين بذلك.

 

سيرياديلي نيوز- مادلين جليس


التعليقات