خمس سنوات من الحرب سلمت طرطوس فيها من بطش الإرهاب والتسليح والدمار بفضل صمود شعبها وتماسك فقرائها و تضحيات أبنائها فداء لوطنهم ،احتضنت مئات بل آلاف المهجرين من محافظات أخرى بالرغم من مساحتها الجغرافية الصغيرة و قلة الخدمات وبساطة مستوى العيش فيها . لكن على مايبدو يد الفساد امتدت فيها لتنثر بذورها إلى أن تغلغلت بين مفاصلها، حتى اصبح أسم هذه المحافظة يتداول بكثرة بين حالات اختطاف و رشوة و قتل وملفات فساد لاتكد تطوى حتى تفتح غيرها ..! ومع ازدياد أعداد مهجرين وفدوا من عدة محافظات أكثرها حلب و إدلب، قامت محافظة طرطوس بتقديم كافة المساعدات والدعم والرعاية لهؤلاء من مسكن ومعونات وغير ذلك، لكن تجار الأزمة لم يرتضوا أن تذهب هذه الفرصة من أيديهم فبادروا بأحتكار المواد و رفع الأسعار بشكل جنوني و غير منطقي حتى كادت تصل طرطوس بين المحافظات الأكثر غلاء عن غيرها من المحافظات السورية . "صفا" إحدى الفتيات التي هجرت مع عائلتها من محافظة حلب إلى طرطوس قالت : لقد دمر منزلنا ودمرت معاملنا بالكامل في حلب ف اضطررنا للهروب إلى طرطوس، وأضافت: سعينا للبحث عن منزل بما أن أحوالنا المادية مقبولة قدرنا على تأمينه و لم يخلو الأمر من ترصد العديد من ضعاف النفوس والمستغلين لنا لبيعنا منازل بأسعار باهظة جدا" مشيرة: إلى أن التعميم خاطئ في موضوع الاستغلال و النصب، وتابعت: لقد لقينا من الأهالي اهتمام ومساعدة بشكل يشكرون عليه،و ها نحن منذ سنتين في طرطوس مع املنا الكبير بعودة حلب إلى ماكانت عليه كي نعود . من ناحية أخرى نجد الفوضى في تقنين الكهرباء والماء غير العادل و غير المنطقي في أنحاء المحافظة ففي مناطق قد نجد تقنين الكهرباء فيها ثلاثة ساعات ب ثلاثة ومناطق أربعة أو أكثر، ذلك غير مناطق الريف ف هناك قد نجد قرية لاتقطع عنها الكهرباء بحجة أن خط الماء يمر منها و أخرى تجاورها تقطع الكهرباء فيها بشكل غير منطقي قد يصل إلى تقنين غير متساوي كل يوم و حال تقنين الماء لا يختلف كثيرا" عن تقنين الكهرباء .. !! وكل تلك المواضيع الخدمية التي تعاني منها محافظة طرطوس في كفة، و جرائم السرقةو الخطف وقطاع الطرق التي باتت حوادث معتادة في طرطوس تمارسها أياد قذرة هدفها تحقيق انعدام الأمان في هذه المحافظة كما غيرها في كفة أخرى، ومع تكرار حوادث الخطف تكررت أسماء المتزعمين الذين يمارسون جرائمهم في وضح النهار و " على عينك ياتاجر " و منهم متزعمي لجان شعبية تعتبر " موالية" للدولة السورية، و بهذا تظهر داعش المختبئة بين الصفوف والتي هدفها ظاهرا" حماية الوطن والمواطن و أما في المضمون فالأهداف خدمة كل مشروع لا أخلاقي هدفه دمار هذا البلد.. ! وقد تكررت في الآونة الأخيرة حوادث القتل العمد والخطف مقابل فدية كبيرة و غير ذلك من حوادث سرقة سيارات مع تهديد السلاح الذي من المفروض أنه سلم لهم ليدافعوا عن وطنهم.!!! كما تداولت مواقع التواصل في الفترة الماضية خبرا" في منطقة الدريكيش عن شخص خارج عن القانون يلقب ب "الخم" له باع بأعمال الخطف والسرقة والقتل يتبع لشخص يدعى "حوري"، و كانت الحادثة المتداولة أثناء مداهمة المكان المتواجد فيه من قبل عناصر الأمن العسكري بهدف إلقاء القبض عليه و حدثت اشتباكات أدت التي لاستشهاد ثلاثة عناصر أمن و جرح عدة عناصر آخرين !!مع العلم أن متزعم هذه العصابة المدعو "حوري" لايقل خطرا" عن "الخم" و قد تردد أسمه إثر خطفه لأربعة شباب مسيحيين مقابل فدية حتى تم إطلاق سراحهم مع ضمان تسوية بالمقابل للمدعو "حوري". أما في صافيتا ف حوادث إشهار السلاح دون وعي لاتقل عن باقي المناطق، حيث تعرض ثلاثة أشخاص في الآونة الأخيرة لإطلاق نار من قبل شخص "ثمل" بعد مشادة كلامية ما أدى لوفاتهم .. !! وإلى هنا نتساءل للمرة الألف إلى متى ظاهرة حمل السلاح وإشهاره في غير مكانه من قبل أناس غير واعين و لا يحملون ثقافة الوطن أصلا" !! في مراتب التسيب التي لاتقل عن السابقات أهمية و هي ظاهرة الفساد بين الدوائر الرسمية في المحافظة وهي ليست بظاهرة جديدة حيث الاستغلال و الرشاوى لا ضابط لها ولا رقيب، وقد تكون حادثة اعتقال عضو مجلس المدينة رامي الخطيب إثر رفضه بيع الأكشاك التي هي من حق ذوي الشهداء والجرحى في الجيش السوري لآخرين ليس لهم الحق بها مقابل رشاوى، ومطالبته بحقوق ذوي الشهداء و الأمر بأعتقال مراسل قناة سما في طرطوس "علي الكنج" بعد تقرير أعده وبثته قناة سما لم يتجاوز الدقائق عن نفس الموضوع، حيث أن الأمر صدر بحقهما بتهمة "المساس بهيبة الدولة" كانت أكبر دليل على بعد تلك الدوائر عن مجهر الرقابة والمحاسبة..!! فهل أصبحت المطالبة بالحقوق مساس بهيبة الدولة ؟؟!!و تفريط الحقوق و تلبية مصالح ضعاف النفوس مقابل رشاوى بالملايين حماية وصون لتلك الهيبة !!!؟؟؟ إشارات استفهام تكثر ولا إجابات لها، تسيب أخرق نطالب المسؤولين الذين إن كانوا يعلمون فتلك مصيبة و إن كانوا لا يعلمون بعد بكل ذلك فالمصيبة أعظم، أن يتداركوا فيضان الفوضى بالحلول المناسبة قبل أن تغرق المحافظة التي تحتضن قرابة المليون مهجر و يصبح الأمان الذي لطالما تفاخر أبنائها به.. في خبر كان ..!

سيرياديلي نيوز- رهام علي


التعليقات