خمس سنوات حصدت من عمر هذا الوطن،  الكثير ومن خيراته اكثر، لدرجة بات فيها المواطن السوري معتاد على ابشع الجرائم لا وبل على شفا خطوة من دمار ، قتل،خطف،ترهيب،تكفير .. الخ .. فأصبح المجتمع مهترئ من اللب و يحتاج لإعادة هيكلة تتطلب جهدا" تعاونيا" لا فرديا" يسعى ليكون أساس مجتمعه الأخلاق والرقي كما عهدناه ،و منا هذا المنطلق برزت فكرة العمل التطوعي إعلاميا" في الحروب أو نزاعات أدت لتشكيل فرق وجمعيات تطوعية ساهمت في مساعدة من تضرر من دون مقابل و هذه الفكرة لم تكن قد لقيت رواجا" كبيرا" في سورية،لكنها برزت في ظل هذه الأزمة حيث تأسست العشرات من المجموعات التطوعية في كافة المحافظات السورية و افتتحت العديد من الجمعيات الخيرية التي من شأنها تقديم العون للمتضررين من جراء هذه الأزمة ، ك دليل على أن السوري لا يعرف طعم الهزيمة...
 بدأ العمل بمختلف الأعمار والثقافات و الأطياف بتأسيسها و الدعوة للتطوع من أجل العمل الإنساني بكافة أشكاله، فمن حملات تبرع بالدم لصالح الجيش العربي السوري،إلى حملات تنظيف للشوارع و الحفاظ على البيئة،وحملات دعم وتكريم أهالي شهداء ... الخ ...تعددت الطرق و المبتغى ذاته .. إنساني ...
 رؤى اليوسف إحدى مؤسسي فريق ألوان التطوعي قالت :بدأنا عملنا منذ مطلع عام 2015 حيث قمنا بتطويره إلى أن أصبحنا فريق مستقل ضمن محافظة حمص، هدفنا إنساني بحت و هو تقديم الدعم النفسي والمادي للأطفال المتضررين من جراء الأزمة التي تعصف بوطننا، وتابعت : أول مبادراتنا كانت في فصل الشتاء قمنا بجمع ثياب شتوية قمنا بتوزيعها على 65 طفل افتقروا لأبسط وسائل الدفء، ثم قمنا بجمع حصص قرطاسية ل150طفل من مختلف أحياء حمص وخلال هذه الحملة تعرفنا على عدة حالات أيضا" ساعدناهم بتأمين أدوية لهم وأحذية، و أوضحت : التبرعات كنا نحصل عليها ممن يرغب بالتبرع ولم نلق أي دعم من أي جهة رسمية، و إن بعض المتبرعين كانوا يشاركونا بتوزيع التبرعات ،وأضافت: نحن نتطلع ل سوريا في 2020 كيف ستبدو من دون أبتسامات أطفالها إذا لم نساعدهم الآن ليتخطوا هذه المحنة، و إن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود قوانين تخص هذه الفرق التطوعية لذلك نضطر لأن ننضم لجمعيات كي ترعى نشاطاتنا ،نحن ك شباب جامعي يعمل بشكل طوعي نحتاج لصيغة قانونية لنضمن استمرارية عملنا ...   
تتعدد إيجابيات فكرة العمل التطوعي لما تحتويه من أخلاق إنسانية نبيلة لكن بالرغم من ذلك فإنه قد يستغلها البعض من أصحاب النفوس الضعيفة الذين اعتدناهم في ظل هذه الأزمة لمصلحته على حساب فقراء ومظلومي الأزمة وكل ذلك تحت عنوان جمعية خيرية أو فريق تطوعي ، فلا ضمائر تراقب ولا قانون يردع ... و كما نحمي هذا الوطن بالسلاح فهناك من وجد طرقا أخرى ساهم من خلالها بحماية وطنه كمواطن سوري حقيقي و الأمثلة لاتعد ولا تحصى ..
بهجت عكروش مدير مشروع شفا لدعم أسر الشهداء أشار : إلى أن العمل التطوعي هام جدا" لكنه لم يأخذ دوره فيما قبل الأزمة و لكنه خلال الأزمة من خلال مبادرات شبابية تطوعية أثبت جدية الفكرة وآثارها الإيجابية ، وأكد: بأن أساس العمل التطوعي هو دعم المجتمع الأهلي له ،فهو عمل إبداعي و إن التواجد العالي للشباب السوري الواعي والمسؤول من خلال مبادرات طرحت قد لقي رد فعل إيجابي، و شدد على أهمية رعاية الدولة لهذا العمل التطوعي النبيل و أنه يجب أن تختلف النظرة القديمة له لأنه قدم أفكار ترقى للمجتمع السوري الحقيقي ....   
أيهم غانم مؤسس مجموعة شباب الوحدة الوطنية قال : مجموعتنا تتألف من شبان وشابات من مختلف الأعمار والثقافات، تعنى هذه المجموعة بكل مايخص أسر شهداء الجيش العربي السوري وذلك ضمن الإمكانات المادية المتواضعة للمجموعة و مساعدة الجرحى والمصابين في الجيش السوري عن طريق إقامة حفلات تكريم لهم ودعوتهم للمشاركة بجميع المحافل الإجتماعية والسياسية لتسهيل إندماجهم بالمجتمع من جديد لاسيما بعد تعرضهم للإصابة و التي غالبا" ما أدت لإعاقتهم .. و أشار : إلى أن المجموعة نظمت جولات لدعم أسر الشهداء في محافظة طرطوس عن طريق توزيع مبالغ مالية ومعونات وسلل غذائية ، و قامت أيضا" بفعاليات خارج الوطن سوريا ومنها تكريم سفارات الدول التي وقفت موقف الصديق من سوريا في هذه الأزمة ك روسيا،الصين،الهند،البرازيل،فنزويلا وغيرها....
علي رضا مدير إدارة بصمة شباب سوريا في حلب قال  : العمل التطوعي عنصر هام في بناء الأوطان بشكل عام ، حب الوطن بالدفاع عنه يكون له تأثير إيجابي حتى لو كان بكلمة ، ابتسامة أو تقديم مساعدة لشخص متضرر نفسيا" أو ماديا"، و هذا نقطة ارتكاز أساسية للعمل التطوعي ، وأشار إلى أهمية أن نكون معطائين تجاه الآخرين فالعمل التطوعي يتسم بالتضحية من أجل هدف سامي دون مقابل و ذلك بحد ذاته إنجاز بحق الوطن الغالي ...
رهام طالبة جامعية قالت : إن الفكرة إنسانية بحتة و أنا أؤيدها و قد أخذ العمل التطوعي دور هام في هذه الأزمة و شارك به عدد لا يستهان به من الشباب السوري الذين تشاركوا الهدف و هو واقع أفضل ...
لم يلق العمل التطوعي إهتماما" واقعيا" أو رسميا" في سورية إلا في الإعلام ، مع أنه لو جددنا الرؤيا للفكرة الأخلاقية التي يتضمنها لوجدنا بأن الكثير من المبادرات الأخرى التي لقيت وتلقى اهتمام ودعم حكومي لم يستفد منها ذلك المواطن المتضرر و الفقير ، و لعلمنا حقا" أهمية الارتقاء لعمل تطوعي بناء في سبيل ارتقاء هذا المجتمع الذي قارب الانهيار ،، و دوما" نؤمن بأنه لابد للأمل أن يولد من رحم الآلام  ...

سيرياديلي نيوز -خاص - رهام علي


التعليقات


محمد
شكراً لكم