أكد السيد الرئيس بشار الاسد أن الارهابيين هم الاداة الحقيقية فى العدوان الاسرائيلى على سورية وما يقومون به أخطر مما تقوم به /اسرائيل/ ولذلك اذا أردنا مواجهتها فعلينا أن نواجه أدواتها أولا .

وأوضح الرئيس الاسد فى مقابلة مع قناة المنار اللبنانية اليوم أن جوهر الازمة فى سورية هو التدخل الخارجى وعندما يتوقف هذا التدخل بأشكاله كافة نستطيع القول ان الازمة فى مراحلها الاخيرة لان مواجهة الارهاب ستصبح أسهل .

وأشار الرئيس الاسد الى أنه لا توجد حتى الان البيئة المناسبة أو العوامل الضرورية لنجاح المسار السياسى فى الوصول الى حل للازمة وخاصة وجود قوى سياسية سورية مستقلة تنتمى الى الشعب السورى لافتا الى أن الدول التى تدعم الارهاب تفرض شخصيات تمثلها فى أى حوار ولا تمثل الشعب السورى .

وأكد الرئيس الاسد أن الولايات المتحدة لا تريد للارهاب أن ينتصر كما لا تريد له أن يضعف الى درجة تسمح بتحقيق الاستقرار فى المنطقة بل تريد أن تبقى الامور تسير باتجاه الفوضى واضعاف كل الدول لافتا الى أن الازمة أثبتت أن رجب أردوغان مجرد دمية لديها أحلام كثيرة واخرها حلم المنطقة العازلة ولكنه لا يستطيع التحرك باتجاهه الا بموافقة سيده الامريكى .

وبين الرئيس الاسد أن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية بل بكل الطرق التى تزيد من مناعة هذا الوطن وتقويه وتبقيه صامدا فى وجه الهجمات موضحا أن أمل الشعب السورى بالنصر هو الحافز لمواجهة الارهابيين والمخطط الذى رسم لسورية .

وأشار الرئيس الاسد الى أن أى مبعوث دولى لو كان حياديا تماما لما وافقت عليه الدول الغربية ولذلك فان تصريحات المبعوثين المنحازة تأتى فى سياق الدور المطلوب منهم وهذا أمر اعتدنا عليه مجددا التأكيد على أن أى مبادرة يجب ان تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها وأن يكون القرار فيها للشعب السورى وأن يكون بند مكافحة الارهاب أولوية .

وفيما يلى النص الكامل للمقابلة ..

قال الرئيس الاسد ردا على سوءال حول ثقة سورية بالنصر فى الحرب الارهابية التى تتعرض لها وعلى ماذا تعتمد فى هذه الثقة .. لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى المواطنين لما صمدت سورية أربع سنوات ونصف .. هذا الامل هو الذى يشكل الحافز لمواجهة الارهابيين ومواجهة المخطط الذى رسم لسورية وطبق عليها كما طبق على عدد من الدول العربية الاخرى .

واضاف الرئيس الاسد .. نعتمد أولا على الشعب .. طبعا بعد الله .. ولكن لو لم يكن لديك دعم شعبى فلا يمكن لك أن تصمد .. ان لم يكن لديك دعم شعبى فلا قيمة لاى توجه سياسى أو وطنى تتبناه كرئيس أو كمسوءول أو كدولة .. الاعتماد الاول على الشعب .. ثانيا على الاصدقاء الذين يقفون مع سورية بصلابة ويدعمونها فى المنطقة .. منطقة الشرق الاوسط وفى العالم .

وبشأن وجود اجتهادات توحى باننا أصبحنا فى ربع الساعة الاخير من عمر الازمة فى سورية قال الرئيس الاسد .. لا أستطيع أن أقول باننا وصلنا الى ربع الساعة الاخير حتى يتوقف أساس المشكلة فى سورية والتى تبدو معقدة .. فيها تفاصيل كثيرة وفيها عوامل متداخلة ولكن جوهر هذه المشكلة هو التدخل الخارجى .. دفع الاموال .. ارسال السلاح والارهابيين الى سورية .

واضاف الرئيس الاسد .. عندما نصل الى المرحلة التى تتوقف فيها الدول المنغمسة بالتآمر على سورية والمنغمسة بسفك الدماء السورية .. عندما تتوقف هذه الدول عن دعم الارهاب عندها نستطيع ان نقول بأننا وصلنا الى ربع الساعة الاخير لان التفاصيل الاخرى مما يسمى حلا سياسيا أو مسارا سياسيا أو أى شىء مشابه أو أى اجراءات أخرى تصبح تفاصيل سهلة ليست ذات قيمة .. عندما نقول بأنها ليست ذات قيمة بمعنى ليست جوهرية فى حل المشكلة .. تصبح تفاصيل يمكن الاتفاق عليها أيضا .. حتى مكافحة الارهابيين الموجودين الان داخل سورية .

وتابع الرئيس الاسد .. عندما يتوقف الدعم الخارجى تصبح مكافحة أولئك الارهابيين أسهل بكثير .. حتى الان لم نصل الى هذه اللحظة .. قد يظهر الجو العام تحولا .. صحيح .. هذا التحول موجود لكن التحول شىء والوصول الى نهاية الازمة شىء مختلف .. قد تكون قريبة .. أنا لا أجعل الامور سوداوية أو أظهر نوعا من اللاتفاوءل .. ولكن أحيانا قبل الوصول لربع الساعة الاخير ترى تصعيدا كبيرا .. فقد يكون التصعيد هو موءشر للوصول اليه لكننا لم نصل بعد الى هذه المرحلة .

وردا على سوءال حول ما يجب أن يفهمه الجميع عندما يتحدث الرئيس الاسد عن الحل السياسى قال الرئيس الاسد .. أنا لا أستخدم كلمة /حل سياسى/ .. أستخدم كلمة /مسار سياسى/ .. الحل هو حل المشكلة .. هناك مشكلة .. هناك حل يتكون من محاور فيها محور مكافحة الارهاب .. فيها محور سياسى بناء على ما طرح فى بدايتها .. طرح أن الازمة أسبابها سياسية .. هذا كلام غير صحيح .. كما قلت قبل قليل الاسباب هى التدخل الخارجى ولكننا سرنا مع كل ما طرح .. قالوا بأن المشكلة متعلقة بالدستور .. عدلنا الدستور .. قالوا المشكلة متعلقة بالقوانين .. غيرنا القوانين .. قالوا المشكلة متعلقة بالمسار الاقتصادى أو السياسة الاقتصادية للدولة .. غيرنا الكثير من هذه السياسات الاقتصادية فى ذلك الوقت .. ربما نكون نحن على خطأ وأولئك على حق ولكن بنفس الوقت كنا نريد أن نثبت للاخرين أن هذا الكلام غير صحيح .

واضاف الرئيس الاسد .. الان يطرح أنه لا بد من حوار مع القوى السياسية من أجل الوصول الى حل للازمة .. نقول .. لا مانع فلتتفضل تلك القوى التى تطرح نفسها بأنها ممثلة للشعب السورى وتثبت بأنها ممثلة للشعب السورى أو بأن لها تأثيرا .. نحن مستعدون للحوار معها من دون أى تردد .. فهذا ما يسمى المسار السياسى .. لكن فى الواقع هذا المسار السياسى لكى يكون له تأثير لا بد أن يكون بين قوى سياسية سورية .. قوى سياسية سورية مستقلة تنتمى للشعب السورى .. جذورها سورية .. فقط داخل سورية وليس كما نراه الان فى كثير من القوى التى نحاورها .. مرتبطة بالخارج ماليا وسياسيا .

واوضح الرئيس الاسد انه اذا أردنا أن نتحدث عن الحوار السياسى والمسار السياسى فهو ضرورى ليس فقط لحل الازمة وانما لتطوير سورية .. ولكن حتى الان لم تتكون العوامل الضرورية أو البيئة المناسبة لكى نصل بهذا الحوار الى نتائج نهائية وخاصة مع استمرار دعم الارهاب الذى يشكل عائقا كبيرا فى وجه أى عمل سياسى حقيقى ومنتج على الارض .

وردا على سوءال حول دخول سلطنة عمان على خط الازمة وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم اليها والى أى حد يمكن أن يكون ذلك أحد مفاتيح الحل قال الرئيس الاسد .. لعمان دور مهم فى التعامل مع نقاط التوتر المختلفة فى منطقتنا لدفعها باتجاه البرود ولاحقا الحل ومن البديهى أن تكون زيارة وزير الخارجية فى هذا الاطار .. فى اطار بحث الازمة السورية .. ومن البديهى أيضا أن يكون الدور العمانى هو المساعدة على حلها .

واضاف الرئيس الاسد .. ان هذه اللقاءات كانت تهدف لاستطلاع التصور السورى لكيفية الحل وبنفس الوقت هم يستطلعون الاجواء الاقليمية والدولية من خلال علاقاتهم للوصول لشىء محدد .. فاذن هذه هى الزيارة الاولى واللقاء الاول منذ سنوات .. من المبكر الحديث عن ما هو الدور الذى يمكن أن تلعبه عمان .. فعلينا أن ننتظر استمرار هذا الحوار ومتابعته لكى نحدد لاحقا كيف تذهب الامور .

وحول تكرر غارات العدو الصهيونى على الاراضى السورية موءخرا وطريقة التعامل معها وهل بامكان العدو خلق مناخ وأمر واقع مختلف فى سورية او بالجولان المحتل بشكل خاص قال الرئيس الاسد .. لو عدنا لتجربة لبنان خلال العقود الماضية ما الذى جرأ /اسرائيل/ على اللبنانيين .. هو أن جزءا من اللبنانيين كان يرتبط بالخارج .. يرتبط البعض منهم باسرائيل .. البعض يستدعى ويستجلب التدخل الخارجى بأشكاله المختلفة .. هذا أعطى صورة الضعف وبالتالى التجروء عليه .. الشىء نفسه بالنسبة لسورية عندما تكون هناك مجموعات سورية تقبل بالتعامل مع الاعداء من /اسرائيل/ الى الاعداء والخصوم الاخرين وتستدعيهم للتدخل فى سورية فهذا يجرىء الاخرين على الوطن .

واضاف الرئيس الاسد .. اليوم الاداة الاسرائيلية الحقيقية الاهم من هذا العدوان هى الارهابيون فى سورية .. أى ان ما يقومون به هو أخطر بكثير مما تقوم به /اسرائيل/ من وقت لاخر من أجل دعمهم .. هم أساس المشكلة .. اذا أردنا أن نواجه /اسرائيل/ علينا أولا أن نواجه أدواتها داخل سورية .. لا يمكن أن تواجه العدو الخارجى ولديك عدو داخلى .. لا بد من حسم هذا الموضوع داخل سورية عندها ستعود الامور كما كانت ولن يتجرأ أحد على سورية لا /اسرائيل/ ولا غيرها .

وردا على سوءال حول ما اذا كان ادراك العدو الصهيونى أن اولوية سورية هى محاربة التكفيريين على أرضها يجعله يندفع فى هذه الاعتداءات قال الرئيس الاسد .. قد يكون هذا عاملا ولكن العامل الاهم هو وجود من هو مستعد للتعاون معه .. ومن هو قابل أن يتعالج بمشافيه .. من هو جرىء لدرجة الوقاحة أن يكتب علنا فى مواقع التواصل الاجتماعى أو غيرها المديح لاسرائيل التى تقوم بقصف بلده .. قوة البلد بالدرجة الاولى قبل أن تعتمد على الجيش أو على النظام السياسى أو على أى شىء اخر تعتمد على وحدة الشعب .. الشعب طبعا بمعظمه موحد ولكن عندما تكون هناك بوءر من العمالة والخيانة وبوءر من التطرف والارهاب فهذه نقاط ضعف لا يجوز أن ننكرها .. هذه العوامل لا بد من التعامل معها عندها تصبح العوامل الاخرى التى ذكرتها هى عوامل ثانوية من وجهة نظرى .

وقال الرئيس الاسد بشان تغير قواعد الاشتباك مع العدو الصهيونى التى تحدث عنها السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله .. طبعا مع الاخذ بالاعتبار الفارق بين الساحة السورية والساحة اللبنانية .. الفارق الجغرافى .. الفارق الديمغرافى بالنسبة للحدود .. الحدود بين المقاومة و/اسرائيل/ هى المقاومة من الجانب اللبنانى .. أما الحدود الان بيننا وبين /اسرائيل/ هى عملاء /اسرائيل/ .. يشبهون جيش لحد وجيش سعد حداد من قبل فلا بد أن تتعامل مع هذه المشكلة قبل أن تتعامل مع ما يليها من الناحية الجغرافية أو من الناحية السياسية .. عندما تكون المشكلة التى ذكرتها هى مشكلة بالاساس وطنية لا بد من معالجتها أولا عندها تمكن معالجة باقى المشاكل .

وردا على سوءال حول ما اعتبره البعض التباسا فى بعض الجمل ضمن الخطاب الاخير للرئيس الاسد ومنها ما يتعلق بالجيش وقوة تاثيره اضافة الى ان سورية منحت ايران وحزب الله الوطن عندما ورد فى الخطاب أن الوطن ليس لمن يسكن فيه ويحمل جواز سفره انما لمن يدافع عنه ويحميه قال الرئيس الاسد .. بالنسبة للنقطة الاولى أنا كنت واضحا وصريحا .. لا شك بأن حالات الحروب أى حالة حرب توءدى للمزيد من الفرار من الجيش .. أنا قلت هذا الكلام بشكل واضح فى الخطاب .. لم أنكره وأنا أتحدث بشكل شفاف مع المواطن السورى .. لا يهمنا ما يتداوله الاعلام المعادى .. هذا الشىء يكون له تأثير سلبى فى أى معركة وفى أى جيش وهذا حصل حتى فى الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام وفى كل الجيوش .. ولكن عندما تكون هذه الحرب من نوع خاص وانت تواجه عدوا امداده لا يتوقف وخاصة من الناحية البشرية يصبح تأثيرها أكثر .

واضاف الرئيس الاسد .. لذلك عندما كنت أشرح موضوع التراجعات فى بعض المناطق نرى أن هذا التراجع حصل ولكن بعدها أيضا ان هناك تقدم للقوات .. حصل تراجع وحصل تقدم فى نفس الاماكن فى هذه المرحلة التى لا تتجاوز الشهر من الزمن .. فهذا الشىء طبيعى وبديهى فى كل المجتمعات وفى كل الحروب ولكن أنا أردت أن أضىء على هذه النقطة لان لها تأثيرا من أجل تحفيز الشباب لزيادة وتيرة الانضمام والالتحاق بالقوات المسلحة .. لا توجد أى غضاضة فى التعبير عن هذا الشىء بهذا الوضوح .

وتابع الرئيس الاسد .. أما بالنسبة للنقطة الثانية حول أن الوطن لمن يدافع عنه .. هذا صحيح .. ولكن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية والدفاع عنه .. الدفاع عن الوطن هو بحسب الهدف المطلوب .. على سبيل المثال الخصوم والاعداء أرادوا لسورية السقوط أو فى مرحلة من المراحل ان لم يكن السقوط ممكنا فليكن الشلل الان بكل مناحى الحياة تمهيدا للسقوط .. فكل من يواجه هذا الشلل يدافع عن وطنه .. كل من يقوم بعمله اليومى .. الموظف .. التاجر .. الطبيب الذى يعالج مريضا .. الشخص الذى يساعد فقيرا .. الانسان الذى يحاول نشر القيم الوطنية والاخلاق العالية .. كل هوءلاء يدافعون عن الوطن .

وقال الرئيس الاسد .. هناك أشخاص لا يقيمون فى الوطن .. يقيمون فى الخارج ولكن يدافعون عن سورية كل بحسب موقعه وبحسب امكانياته .. كل هوءلاء هم وطنيون .. وهناك أشخاص يقيمون فى الوطن ولكنهم يتمنون كل يوم لو تكون هناك غارات للناتو على سبيل المثال وربما دخول برى لقوات أجنبية .. فأنا لا أقصد الوجود بالمعنى الحرفى .. ولا أقصد الدفاع بالمعنى الحرفى لحمل بندقية .. وانما أقصد كل من يدافع عن الوطن بأن يزيد مناعة الوطن ويقوى كل العوامل التى تبقيه واقفا فى وجه هذه الهجمات .. وانا اتحدث هنا عن السورى فقط .

وحول تقييم عمل مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دى ميستورا ولا سيما انه يكيل فى كل تصريح الاتهامات للدولة السورية قال الرئيس الاسد .. نحن اعتدنا على هذا الموضوع .. فمن الصعب أن يأتى شخص بموافقة الولايات المتحدة والغرب لانه حيادى .. لو كان حياديا لما أتوا به .. الان نرى تلك التصريحات غير الحيادية .. يتحدث عن سقوط قتلى عند الارهابيين .. طبعا بالنسبة لهم كل قتيل هو مدنى وبرىء وكأنه لا يوجد ارهابيون ولا يحملون سلاحا .. وفى نفس الوقت عندما يسقط شهداء من المدنيين بسبب قصف الارهابيين بالصواريخ مدينة دمشق أو حلب أو أى منطقة أخرى فى سورية لا نسمع أى تصريح .. فهذا هو الدور المطلوب منهم .. ان لم يقوموا بهذا الدور فلن يكون لهم مكان وسيأتى شخص اخر .. هذه حقيقة .

وبشان وجود فرصة لدى دى ميستورا لوضع الازمة فى سورية على سكة الحل أم أنه دور يوءديه قال الرئيس الاسد .. عندما طرح موضوع المصالحة فى حلب دعمناه بشكل مباشر لم نتردد بغض النظر عن الشخص .. عمليا بالعلاقات الدولية القضية لا تبنى على الثقة .. ما يكون اليوم صحيحا يصبح غدا غير صحيح وتنقلب الامور باتجاه اخر .. وانما هذه العلاقات تبنى على الاليات .. القضية ليست علاقة شخصية .. عندما تكون علاقة دولة مع دولة .. دولة مع منظمة دولية .. دولة مع شخص يمثل الامم المتحدة أو منظمة دولية أو دولا .. تصبح العلاقة هى علاقة اليات .. لكى نقول اننا نستطيع أن نسير مع دى ميستورا فى مبادرته يجب علينا أن ننتظر ما هى المبادرة المنطقية وما هى الاليات المناسبة لتطبيق هذه المبادرة .. مبادرة حلب كانت مبادرة جيدة ولكن لم توضع الاليات ولم يسمح له بوضع اليات أو بطرح اليات .. لذلك لم نتمكن من دعمه لان المبادرة انتهت ووئدت فى مهدها .. فهذه الصورة متكررة مع كل هوءلاء الوسطاء لذلك ان لم يطرحوا طرحا يناسبنا ويناسب مصالحنا الوطنية فلن ندعمهم ولن نسير معهم .

وقال الرئيس الاسد ردا على سوءال حول التلاعب بالتصريحات الاعلامية ولا سيما ما يتعلق منها بالموقف الروسى من سورية ففى حين توءكد موسكو عمق العلاقات مع سورية وأنها لم تتخل عنها يقول الرئيس الامريكى باراك أوباما انه يرى بارقة أمل للحل السياسى فى سورية لان روسيا وايران تعتقدان أن الرياح لا تميل لصالح الرئيس الاسد .. لكى تحدد أيهما الاصح لا بد أن تعود لسياق المسار السياسى أو الاداء السياسى لدولة من الدول .. لا نستطيع أن نقيم روسيا اليوم فقط .. لا بد أن نقيم روسيا لعقود مضت .. كيف تعاملت مع الشعوب .. مع الدول .. مع الاصدقاء .. مع الخصوم .. ونقارن بينها وبين الولايات المتحدة لكى نعرف أين هى الحقيقة .

واضاف الرئيس الاسد .. الولايات المتحدة عبر تاريخها تراوغ بتصريحاتها وطبعا مع تقدم الوقت تصبح هذه السمة بالنسبة للولايات المتحدة هى أساس السياسة .. يعنى ما يقوله مسوءول يقول عكسه مسوءول اخر خلال أيام .. وما يقوله مسوءول صباحا ربما فى خطاب أو فى تصريح فى اليوم التالى يقول عكسه تماما .. هذه من سمات السياسة الامريكية .. التخلى عن الحلفاء .. التخلى عن الاصدقاء .. الغدر .

وتابع الرئيس الاسد .. اما السياسة الروسية فلم تكن فى يوم من الايام بهذا الشكل لا أيام الاتحاد السوفييتى ولا أيام روسيا .. هى سياسة مبدئية وهى تزداد مبدئية وبالتالى عندما يخرج وزير الخارجية الروسى فى أكثر من تصريح ويخرج مسوءولون اخرون روس يصرحون بنفس اللغة وبنفس السياق باتجاه معين فعلينا أن نعرف أن السياسة الروسية هى سياسة ثابتة مع التأكيد على أن روسيا لا تدعم شخصا أو تدعم رئيسا .. أساسا غير مقبول من دولة أن تدعم رئيسا .. هذا يعتبر تدخلا فى الشوءون الداخلية .. روسيا تدعم مبادىء محددة .. سيادة الدولة .. سيادة الشعب .. قرار الشعب .. وهذا الشعب يضع النظام السياسى المناسب ويختار وينتخب الرئيس الذى يناسبه .. هذا هو مبدأ السياسة الروسية وهذا لم يتغير ولكن روسيا لم تقل أساسا فى يوم من الايام بأنها تدعم الرئيس فلان والان تخلت عنه .

وردا على سوءال حول الجهود الروسية وهل نحن على اعتاب جنيف 3 قال الرئيس الاسد .. نحن نثق بالروس ثقة كبيرة وأثبتوا خلال هذه الازمة منذ أربع سنوات أنهم صادقون وشفافون معنا بالعلاقة ومبدئيون .. هذه نقاط مهمة .. لذلك عندما يلتقون بأطراف مختلفة لا يوجد لدينا قلق بأن هذه الاطراف ستشوش الصورة الحقيقية بالنسبة للروس .. الروس لديهم علاقات وثيقة مع سورية وقادرون على معرفة كل ما يحصل بدقة .. ونعتقد بأن هدف الروس هو جلب القوى السياسية باتجاه الحوار من أجل قطع الطريق على دعوات الحرب .. هذا هو الهدف ولكن بالمحصلة لن يكون هناك اتفاق على شىء الا اذا جلسنا كسوريين مع بعضنا البعض وتحاورنا مع بعضنا00 ولن يكون الروسى هو من يفرض أى حل فلذلك بالعكس نحن نشجع الروس على اللقاء بكل القوى ونرتاح عندما يلتقى مسوءول روسى بأى شخص بدون استثناء .

واضاف الرئيس الاسد .. بالنسبة لجنيف 3 هذه اللقاءات هى بهدف الوصول اما لجنيف 3 أو موسكو/3/ .. طبعا هذا يعتمد على الاجواء الدولية وليس فقط ما تفكر به روسيا أو ما تفكر به روسيا مع سورية .. هناك قوى مختلفة فى مقدمتها الولايات المتحدة .. هل يذهبون باتجاه جنيف أم موسكو .. الفارق بينهما هو أن موسكو ستكون بهدف الوصول الى قاسم مشترك عندما نصل الى جنيف 3 يكون جنيف 3 أسهل وتكون احتمالات فشل جنيف أقل بكثير لكى لا نكرر جنيف1 وجنيف2 الذى لم يحقق شيئا وكانت نتيجته صفرا بشكل مطلق .

وحول ضوابط ومحددات الموقف السورى من أى مبادرة يمكن أن تطرح بصرف النظر عن الجهات التى تطرحها قال الرئيس الاسد .. أولا .. سيادة سورية ووحدة الاراضى السورية .. قرار الشعب السورى بمعنى أنه لن يكون هناك املاء من أى جهة ويجب أن يكون القرار بالنهاية قرارا وطنيا صافيا .. عمليا يجب أن تكون هناك قاعدة لاى مبادرة .. تبدأ وتستند وترتكز الى مكافحة الارهاب .. أى مبادرة ليس فيها بند مكافحة الارهاب كأولوية ليست لها قيمة .. كيف نضعها فى جدول زمنى .. هذا موضوع اخر .. هذه تفاصيل .. ولكن هذه هى الاسس والضوابط والمحددات فى أى مبادرة .

وبشان وجود مبادرات تطرح أمورا على شاكلة اعادة كتابة الدستور او اجراء انتخابات تحت اشراف دولى .. هل تعتبر تدخلا فى الشوءون السورية قال الرئيس الاسد .. طالما أنها قرار سورى ونتيجة حوار واتفاق وطنى لا توجد فيها مشكلة .. أما انتخابات باشراف دولى فلا .. هذا تدخل بالسيادة السورية .. من هى الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك /بهذا المعنى/ لا نقبل بهذا الشىء .. فى الانتخابات الرئاسية السابقة اتفقنا مع عدد من الدول على ارسال مراقبين بصفة تعاون فى مجال الانتخابات وليس بصفة الرقابة وبالمحصلة تحديد ان كنا نجرى انتخابات شفافة أم ديمقراطية أم غير ذلك فنحن سنتعاون مع الاصدقاء من أجل تأكيد وتقوية موقفهم بأن ما يحصل فى سورية هو عملية سياسية صحيحة بامتياز وديمقراطية وهى تعبر عن الشعب السورى لا أكثر ولا أقل .. أما أن نأتى بمنظمات دولية .. المنظمات الدولية بحاجة الى شهادات حسن سلوك بأنها حيادية أولا .. وهى ليست بموقع أن تعطينا شهادات .

وردا على سوءال حول العلاقة بين الازمة فى سورية وتوقيع الاتفاق النووى الايرانى وفيما اذا كانت سورية ضحية أو مانحة مكسبا قال الرئيس الاسد .. أن تكون سورية ضحية بكل تأكيد لا .. لسبب بسيط وهو أنها لم تكن جزءا من المفاوضات النووية .. القوى الغربية حاولت بشكل أو بكل الاشكال وبكل السبل والوسائل أن تقنع ايران أن يكون الملف السورى جزءا من الملف النووى وبالتالى الهدف طبعا هو أن تتنازل ايران عن أشياء لها علاقة بدعم سورية مقابل أن تحصل على أشياء تريدها فى الملف النووى .. الموقف الايرانى كان حاسما حول هذه النقطة ورفض بالمطلق أن يكون هناك أى ملف يدمج أو يكون جزءا من ملف المفاوضات النووية وطبعا هذا القرار قرار صحيح وموضوعى وذكى .

واضاف الرئيس الاسد .. لذلك اذا أردنا أن نأتى للنقطة الثانية هل كانت سورية قربانا .. بكل تأكيد لا ولكن أن نقول بان سورية هى التى منحت .. بكل تأكيد عندما يكون حلفاوءك أقوياء فهذا يزيد من قوتك وعندما يضعفون فأنت تضعف هذه معادلة بديهية .. ولكن أيضا هذا العامل لوحده أن يطرح بأن صمود سورية هو الذى أدى الى الاتفاق النووى فيه نوع من التبسيط فهذا جزء من سياق طويل ومسار طويل للشعب الايرانى بدأه من قبل الثورة عندما بدأ يفكر فى الموضوع النووى ويعمل من أجله .. ولكن بالمرحلة الاهم طبعا بعد الثورة عندما انطلقت ايران علميا فى هذا المجال والمرحلة الاهم أيضا كانت عندما صمدت ايران فى وجه الضغوط منذ حوالى اثنى عشر عاما عندما بدأ تداول هذا الملف على الساحة الدولية وصولا الى تمسكها بثوابتها خلال المفاوضات على مدى العامين الماضيين .

وتابع الرئيس الاسد .. وفى هذا السياق صمود الشعب الايرانى ووحدته حول هذا الموضوع النووى هما العامل الاهم الذى أدى لتحقيق هذا الانجاز .. يبقى العامل السورى .. ربما لا أستطيع أن أجزم .. فالايرانى هو الاقدر على تحديد هذه النقطة ولكن قد يكون عاملا من العوامل المساعدة .

وردا على سوءال حول أن العالم مقبل على شكل جديد من التكتلات وسورية ربما تكون أقرب الى تكتل مع ايران منها الى أى تكتل يمكن أن يحدث قال الرئيس الاسد .. تحالفنا مع ايران عمره الان ثلاثة عقود ونصف .. فما هو الجديد عندما نكون مع ايران .. نحن فى الاساس علاقتنا قوية ونحن حلفاء .. نحن مع ايران وايران مع سورية .. فى مفاصل مختلفة .. عندما كانت الحرب الظالمة على ايران كنا معها واليوم فى الحرب الظالمة على سورية ايران معنا فما الذى يختلف فى أى تحالف جديد .. بالنسبة لهذه النقطة لا يوجد أى شىء جديد أما عن التحالفات الاقليمية والدولية فهذا موضوع اخر .

وحول الاختلاف بين صاحب الانتصار وبين من يدير المشكلات السياسية العادية عند خروج سورية منتصرة بدعم يوجد لايران دور مميز فيه قال الرئيس الاسد .. ربما الذى يختلف هو تأثير هذا التحالف على الساحة الدولية .. بمعنى أن اليوم ايران فى ساحة دولية جديدة .. الافق أوسع بالنسبة لايران لكى تمارس دورا على الساحة الدولية .. لم يكن هذا الافق موجودا منذ بضع سنوات .. قوة ايران ستنعكس قوة لسورية وانتصار سورية سينعكس انتصارا لايران .. ولكن مبادىء التحالف هى نفسها لذلك أقول .. المسالة ليست أن نقترب أكثر فنحن أساسا مقتربون ولدينا وجهات نظر متشابهة ولدينا مبادىء واحدة .. ندعم نفس القوى .. نحن محور واحد هو محور المقاومة .. فهذه المبادىء الاساسية لا تتغير .. ربما تتغير بعض التكتيكات .. ربما تتغير بعض النتائج على الارض .. هذا ما أقصده .

وقال الرئيس الاسد ردا على سوءال بشان شعور المواطن السورى بقدر من الخذلان وعدم ارتياحه للحالة العروبية والقومية وعن عذره له .. أن أعذره لا يعنى أن نسير كلنا بهذا الاتجاه .. نعذره لان الظروف دفعت بالمواطن للكفر بالعروبة وهذه حقيقة .. معظم المواطنين .. ودفعتهم لعدم التفريق بين العروبة الحقيقية الاصيلة وبين بعض العربان الذين يتلطون خلف العروبة ولكنهم فى الحقيقة بقلبهم وعقلهم وبكل مشاعرهم ومصالحهم فى مكان اخر خارج هذه المنطقة كليا .. كما حصل فى الماضى وربما فى كثير من المناطق ولكن أقل من قبل .. الخلط بين مستخدمى الاسلام كالاخوان المسلمين وغيرهم من التنظيمات المتطرفة والارهابية والاسلام الحقيقى .. كان هناك خلط .. كانوا يعتقدون أن كل من يستخدم كلمة اسلام أو مسلم هو مسلم حقيقى .. هذا الخلط يحصل بشكل مستمر .

واضاف الرئيس الاسد .. أنا أريد أن أقول لكل واحد يشك أو يخلط بين الموضوعين أن العروبة هى هوية لا نستطيع أن نستغنى عنها .. أنت تنتمى لعائلة ربما يخطىء معك شخص أو أكثر من هذه العائلة لكن لو غيرت كنيتك فأنت ستبقى تنتمى الى هذه العائلة بتربيتك وهويتك .. بطباعك .. بكل شىء فيك فأنت لا تستطيع أن تخرج من الهوية .. الهوية العربية ليست خيارا .. أن تنتمى لدين معين ولقومية معينة هو هويتك .. فعندما نصل لهذه المرحلة فهذا ما يريده الاعداء .. ان نتنكر للهوية .. جوهر القضية الان والحروب التى تحصل ليست اسقاط أنظمة .. هى مرحلة .. هى أداة .. وليس ضرب الدول وتخريب الاقتصاد .. كل هذه وسائل .. الهدف النهائى هو ضرب الهوية .. فعندما نصل الى هذه المرحلة من الكفر بشكل مسبق فنحن نعطى الاعداء هدية مجانية من دون الحاجة لاحقا لاى تدخل عسكرى أو عبر الارهابيين .. هذه هى الرسالة .

وقال الرئيس الاسد فى رده على سوءال عن تاثير الحراك السياسى فى العراق على حجم التنسيق بين سورية والعراق اللذين يواجهان نفس الخطر .. ان التنسيق مع العراق لم يتأثر سلبا .. هناك وعى كبير فى العراق لوحدة المعركة لان العدو واحد والنتائج واحدة أى بمعنى ما سيحصل فى العراق سينعكس على سورية والوضع فى سورية سينعكس على العراق .. فعندما نوحد المعركة كما يحصل الان بيننا وبين حزب الله فى لبنان .. الساحة واحدة .. وعندما نوحد البندقية سوف نصل الى النتائج الافضل بزمن أقصر وبثمن أقل .

وبشان الفارق بين وجود مقاتلين لحزب الله على الارض السورية وبين أن يكون لدى الطرف الاخر مقاتلون من جنسيات غير سورية قال الرئيس الاسد .. الفارق هو الشرعية .. من دعا حزب الله الى سورية .. أتى بالاتفاق مع الدولة السورية .. والدولة السورية هى دولة شرعية وبالتالى هى تمثل الشعب السورى .. هى دولة منتخبة ولديها دعم غالبية الشعب السورى .. فمن حقها أن تدعو قوى للدفاع عن الشعب السورى .. بينما القوى الاخرى ارهابية أتت من أجل قتل الشعب السورى وأتت من دون ارادة الشعب ومن دون ارادة الدولة التى تمثل هذا الشعب .

وردا على سوءال حول العلاقة الشخصية بين الرئيس الاسد وسماحة السيد حسن نصر الله قال الرئيس الاسد .. بالنسبة للعلاقة لا أستطيع أن أتحدث عن جانبى .. أستطيع أن أتحدث عن الجانب الاخر .. عن سماحة السيد .. لانها علاقة وثيقة عمرها الان أكثر من عشرين عاما ولكن أعتقد بأن أى شخص تابع هذه العلاقة وتحديدا سماحة السيد لاحظ أن العلاقة تتسم بالصدق .. بالشفافية .. لانه هو شخص صادق بشكل مطلق .. شفاف بشكل كامل .. مبدئى الى أقصى حدود المبدئية .. وفى لاقصى حدود الوفاء .. لمبادئه وللاشخاص الذين يعمل معهم .. لاصدقائه .. لكل من يلتزم معه بغض النظر عن موقع هذا الشخص أو تلك الجهة .. العلاقة علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقى قدم ابنه شهيدا دفاعا عن لبنان .. عن الوطن .. هذا هو الجانب الاخر من العلاقة .. كيف ينظر للعلاقة .. يعنى أنه لا بد من شخص ثالث ينظر الى هذه العلاقة ويتحدث عنها .

وردا على سوءال .. حينما تعطون امرا للقوات المسلحة بوقف اطلاق النار فالجنود السوريون يلتزمون بذلك فمن يملك قرار وقف اطلاق النار من الطرف الاخر قال الرئيس الاسد .. هذا ما كنا نناقشه مع المبعوثين الذين يتحدثون بموضوع وقف اطلاق النار .. أولا كمصطلح نحن نرفضه لان وقف اطلاق النار يحصل بين دول وجيوش ولا يحصل بين دولة ومجموعات ارهابية .. نحن نتحدث احيانا عن وقف عمليات أو تهدئة نعطيها هذه التسميات ولكن عندما كنا نسال المبعوثين نقول لهم نفس الكلام .. اذا كنتم تريدون وقف اطلاق النار فمن هى المجموعة .. من هو قائدها .. من هو الذى سيلتزم أمامكم .. ما هو عددهم .. كانوا يقولون .. نحن نقيم وجود ليس المئات بل أكثر من الف .. البعض قال الفا ومئتى مجموعة .. ربما مع الدمج أصبحوا الان مئات .. ولكن كلامك صحيح لا يوجد شخص يضمن كل هذه المجموعات بالرغم من معرفتنا بأنها تابعة لقوى أخرى .. فلا نستطيع أن نقول بأن تلك القوى قادرة على أن تلزم تلك المجموعات بقرار معين لان هذه المجموعات أيضا جزء من عمليات سطو ونهب وأموال وفساد وفسوق .. فهو يلتزم بالقرار اذا كان يناسب مصالحه .. لذلك لن تتمكن أى مجموعة وأى دولة وأى جهة أن تلزم هذه الاطراف بأى تهدئة أو بأى وقف للاعمال القتالية ولو لفترة وجيزة .

وقال الرئيس الاسد ردا على سوءال حول كيف يمكن أن تكون سورية جزءا من تكتل لمحاربة الارهاب الى جانب من تتهمهم بأنهم يدعمونه .. فى العمل السياسى أنت تريد أن تحقق هدفا ولا بد أن يكون هذا الهدف يحقق مصلحة الشعب فى سورية .. أى تحالف أو عمل أو اجراء أو حوار يوءدى الى وقف نزيف الدم السورى يجب أن يكون بالنسبة لنا أولوية وأن نذهب باتجاهه من دون تردد .. ما يعنينا فى هذا الموضوع هو النتيجة على الارض .. منطقيا كما تقول لا يمكن لدول وقفت مع الارهاب أن تكون هى الدول التى ستحارب الارهاب .. ولكن يبقى احتمال بسيط أن هذه الدول قررت التوبة أو عرفت بأنها كانت تسير بالاتجاه الخاطىء .. أو ربما لاسباب مصلحية بحتة قلقت من أن ينتشر هذا الارهاب باتجاه بلدانها فقررت أن تكافح الارهاب .. لا يوجد أى مانع .. المهم أن نتمكن من تشكيل تحالف يكافح الارهاب .. لذلك فى سورية أطلق عليه وزير الخارجية السورى تسمية //المعجزة// لانه يظهر كالمعجزة .. ولكن ماذا لو حصلت .. هل نرفضها .. بكل تأكيد لا نرفضها .. سنسير معها .

وردا على سوءال حول تصعيد السعودية ضد سورية وخصوصا تصريحات وزير خارجيتها بعد تردد انباء عن لقاءات سورية سعودية قال الرئيس الاسد .. التصعيد الاعلامى ليس له وزن .. ما يهمك فى الواقع هو الممارسات الفعلية لتلك الدولة .. واذا كانت هذه الدولة بالاساس تدعم الارهاب فما قيمة التصعيد أو غياب التصعيد أو التهدئة اذا هدأ بالكلام وهو يدعم الارهابيين .. هذا ما يعنينا .. النتيجة واحدة .. أى انه بتصعيد ومن دون تصعيد ما زالت الدولة السعودية تقوم بدعم الارهابيين فى سورية هذه حقيقة الكل يعرفها .. فالتصعيد هنا ليس له معنى .

واضاف الرئيس الاسد .. اذا أردنا أن نتحدث عن التصعيد اللغوى الذى ذكره وزير الخارجية .. نستطيع أن نرد بكلام مشابه .. أن نتساءل ماذا نتوقع من مجموعة .. من فئة لم تدخل عصر الحضارة الانسانية .. هل نتوقع منها كلاما أخلاقيا أم موضوعيا أم ذا بعد سياسى أم حصيفا .. ولا واحدة .. اذا كنا نتوقع هذا الشىء فالمشكلة فينا وليست فيهم .

وحول ما ورد فى خطاب الرئيس الاسد الاخير بشان المعارضة وكيف ان بعض المراقبين رأوا فيه ان التعامل مع المعارضة يتم وكأنها حالة طارئة وليست جذرية غير قادرة على التأثير فى الراى العام قال الرئيس الاسد .. كما قلت قبل قليل اذا كان الحوار سيعطى نتائج فلا بد أن يكون حوارا بين سوريين وطنيين جذورهم فى سورية .. فهذا منطقيا صحيح ولكن بالنسبة للتعامل مع الواقع السوءال الاهم هو .. من هو صاحب التأثير يعنى اذا خضنا حوارا معمقا مع شخصيات وطنية ولكن ليس لها تأثير .. وتوصلنا الى نتائج وقلنا لهم تعالوا نطبق هذه النتائج وقالوا لنا ليس لدينا تأثير على الارض فماذا نستفيد من هذا الحوار .. نضيع الوقت .

واضاف الرئيس الاسد .. لذلك الحوار يجب أن يستند الى شخصيات وطنية ولكن يجب أن تكون شخصيات وطنية موءثرة .. المشكلة الان أننا .. لا أريد أن أقول بأنها ليست موءثرة لا هذا كلام غير دقيق هناك تأثير بنسب مختلفة .. ولكن المشكلة الاكبر أن الجزء الاكبر من الذين نحاورهم ليسوا من الشخصيات الوطنية .. هذا ما تفرضه الدول التى تدعم الارهاب فى سورية وتتدخل فى موضوع الحوار .. هى تفرض وجود شخصيات تمثل تلك الدول ولا تمثل الشعب السورى .. فلذلك نحن بحاجة الى معيار .. الوطنية هى معيار ولكن أيضا التأثير على الارض هو معيار اخر وخاصة بعد أن رفض الارهابيون التعامل مع ما تسمى المعارضة الخارجية بشكل واضح ومعلن .

وردا على سوءال عما اذا كان تدريب واشنطن لمعارضين سوريين مزعجا او مربكا للحسابات السورية رغم أن واشنطن قالت ان التجربة ليست ناجحة قال الرئيس الاسد .. هذه حلقة فى سلسلة طويلة فاذا كنا نريد أن نقلق فيجب أن نقلق من السلسلة .. السلسلة من بدايتها الى نهايتها .. وهذه السلسلة هى سلسلة تامر مستمر على سورية فى مراحل مختلفة .. لن تتوقف عند هذه الازمة .. فهذه الحلقة بحد ذاتها لن تغير شيئا من سياق الارهاب فى سورية لانها لو لم تقم بتدريب هوءلاء فهناك دول أخرى تدرب غيرهم وهناك دول أخرى تقوم بدعم الارهاب وترسل السلاح والمال .. فلن يتوقف مسار الاحداث فى سورية على هذه المجموعة .. هناك شىء أكبر وأخطر نقلق منه وهو عدم روءية الغرب وفى مقدمتهم الولايات المتحدة لخطر الارهاب .. وماذا يعنى أن ينتصر الارهاب فى منطقة مثل منطقتنا .. لا يتوقف الامر اليوم على سورية .. ليبيا .. سورية .. مصر .. اليمن حتى فى لبنان والعراق وغيرها من الدول عندما لا يفهمون هذه الاخطار والمخاطر علينا أن نقلق أكثر من هذا الحدث الصغير بحد ذاته .

وبشان الموقف الامريكى وما اذا كان اميل الان الى مزيد من التشدد أو الى فرض الاعتراف بأمر واقع ليس فى صالح الادارة الامريكية قال الرئيس الاسد .. التشدد والتساهل هو مظهر من مظاهر الموقف الامريكى لا يجسد حقيقة السياسة الامريكية والتشدد والتساهل الهدف منه أحيانا حرب نفسية .. أحيانا ارسال رسائل للوبيات الموجودة داخل الولايات المتحدة .. أحيانا رسائل لحلفاء أمريكا ولعملائها فى المنطقة .. لذلك قراءة هذه المواقف لا تعطيك الصورة الحقيقية للموقف الامريكى .

واضاف الرئيس الاسد .. الامريكى مر ربما بمراحل /ولكن نرى منها مرحلتين أساسيتين/ الاولى هى .. عندما خدع بالمواقف العربية التى صورت له أو ربما من داخل أمريكا هو من صور للموءسسات الامريكية أن اسقاط الدول ممكن واستبدالها سهل والنتائج ستكون مضمونة .. أتت النتائج فى دول مختلفة بعكس ما يتوقعونه .. انتقلوا الان الى مرحلة هى مرحلة الضياع لا يعرفون كيف يوجهون الامور .. طبعا هذه الحالة /حالة الضياع/ ومعرفة بأنهم كانوا على خطأ لا يعنى أنهم سيتحولون بالاتجاه الايجابى وسيصبحون مع الدول التى فعلا تكافح الارهاب .. ما يقوم به اليوم بالمختصر لا يسمح للارهاب ربما بالانتصار ولكن لا يسمح له بالضعف بدرجة أن يكون هناك استقرار .. فهو يترك الامور تسير باتجاه الفوضى واضعاف الدول /كل الدول/ وليس فقط سورية .. حتى حلفائه ومنها تركيا يريد أن يضعف هذه الدول ريثما يكون هناك واقع جديد يفرض على الامريكى أو ربما يسهل على الامريكى اتخاذ قرار باتجاه معين يخدم مصالحه .. لذلك التشدد والتساهل ليس شيئا يبنى عليه بالنسبة لنا .

وحول صحة المعادلة المتداولة بان سورية مقابل اليمن قال الرئيس الاسد .. هذه مطروحة فى الاعلام لكن فى الحقيقة لم نسمعها من أية دولة صديقة كروسيا وايران .. وربما ايران تكون معنية بهذا الموضوع أكثر كونها تقع على الخليج لكن لم يطرح معنا هذا الموضوع .. وأشك بأن أحدا ما طرح هذا الموضوع بشكل مباشر مع ايران .

وردا على سوءال الى أى حد يتم الاخذ بجدية الكلام التركى عن المنطقة العازلة وامكانية تنفيذ ذلك قال الرئيس الاسد .. أردوغان لديه أحلام .. أحلام كبيرة أن يكون زعيما .. أن يكون سلطانا اخوانيا .. هو يريد أن يدمج ما بين تجربة السلطنة وتجربة الاخوان المسلمين الجديدة التى بنى اماله الكبيرة عليها فى البدايات فى مصر وتونس بالدرجة الاولى .. الان انهارت هذه الاحلام بحكم الواقع .. بقى لديه امال بأن يستجيب أسياده له لان أردوغان وربيبه أوغلو أثبتا فى هذه الازمة أنهما مجرد دمى لديهما حلم كبير الان فى سورية هو حلم المنطقة العازلة وهو الحلم الاخير بعد فشل كل أحلامهم السابقة فى سورية ولكن هم بانتظار اشارة من الناتو أو من الامريكى لكى يقول له نعم سنقيم المنطقة العازلة وأنت ستكون أساسيا فيها .. فهم لديهم أحلام ولكن لا يستطيعون أن يتحركوا باتجاه هذه الاحلام الا اذا أشار اليهم أسيادهم بهذا الاتجاه .

وحول ما اذا كان الامريكى صادقا عندما يقول انه لا تتم مشاورته من قبل تركيا فى أمر المنطقة العازلة قال الرئيس الاسد .. اذا كان أقرب حلفاء الامريكى لا يصدقونه فهل تريد من سورية أن تصدقه فى شىء .. هذا مستحيل .. لم نصدقه فى يوم من الايام لانه لم يلتزم بأقواله وبوعوده فى يوم من الايام .

وبشان حديث الاردن عن منطقة عازلة ايضا ووجود غرفة عمليات أمنية عسكرية مشتركة .. قال الرئيس الاسد .. يعنى الاردن تحدث عن قرار أردنى أم عن قرار أمريكى .. هذا هو السوءال .. لذلك عندما تتحدث دولة ما أو مسوءول ما .. علينا أن نسال ما مدى استقلالية هذا المسوءول وتلك الدولة لكى يعبر عن رأيه عدا عن ذلك فهو يعبر عما طلب منه أن يعبر عنه .

وردا على سوءال عما يريده الملك الاردنى عبد الله الثانى من وراء ضلوعه بالازمة فى سورية قال الرئيس الاسد .. يعنى نعود لنفس السوءال .. هل الاردن مستقل بسياساته لكى نساله عن تصوره أو عن تصور مسوءوليه .. عندما يثبت بأنه مستقل نستطيع عندها أن نناقش .. حتى الان معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الامريكى .. وليس لديها أى دور ولو عبرت عن رأيها بشكل ربما مخالف فى بعض الاحيان فهى كالطفل الذى يتدلل على أمه ليست أكثر من ذلك .

وقال الرئيس الاسد ردا على سوءال حول العلاقات السورية المصرية ومسوءولية مصر عن تاخر عودتها .. طبعا لا شك بأن العلاقة بين سورية ومصر والعراق لها خصوصية لان هذه الدول هى أساس الحضارات العربية عبر التاريخ وهى كانت دينامو السياسة عبر التاريخ العربى فنحن نحرص على العلاقة مع مصر بكل تأكيد .. حتى خلال وجود الاخونجى مرسى كرئيس لمصر وكل اساءاته لسورية لم نحاول أن نسىء لمصر أولا لاهمية هذه العلاقة وثانيا .. لان التواصل بين سورية ومصر لم ينقطع حتى فى ظل مرسى .

واضاف الرئيس الاسد .. هناك عدد من الموءسسات فى مصر رفضت قطع العلاقة واستمرت بالتواصل مع سورية وكنا نسمع منها خطابا وطنيا .. خطابا قوميا .. أخويا يعبر عن ما كنا نراه من الشارع المصرى .. مع الوقت .. مع مرور الوقت .. مع اتضاح الصورة لما يحصل فى المنطقة وفى سورية كنا نرى أن هذه اللغة تتصاعد لان هذه العلاقة موجودة ليست مقطوعة .. ولكن لا توجد بشكل ظاهرى كما نريد .. السبب هو أن مصر دولة مهمة وبكل تأكيد من أقصى الغرب الى أقصى الشرق الى الخصوم فى المنطقة يركزون الضغوط على مصر لكى لا يسمحوا لها أن تلعب دورها المأمول //المأمول من قبلنا طبعا// الذى نريدها أن تلعبه .

وتابع الرئيس الاسد .. لا أريد أن أحمل الاخوة فى مصر المسوءولية .. قد تكون الظروف ضاغطة جدا .. ما نريده نحن فى المرحلة الاولى أن لا تكون مصر منصة انطلاق ضد سورية أو ضد غيرها من الدول العربية لكن فى المرحلة الثانية نريد من مصر أن تلعب دور الدولة المهمة .. لا أقول الدولة الكبيرة .. //فالكبر ليس مقياسا للفاعلية// ولكن الدولة المهمة الفاعلة الشقيقة التى تساعد بقية الدول العربية انطلاقا من تاريخها العريق وليس انطلاقا من قليل من البترودولار وحضارة عمرها .. لا أريد أن أقول حضارة .. تاريخ عمره بضع سنوات .

وردا على سوءال امكانية استفادة مصر من الخبرة السورية فى مكافحة الارهاب الذى يحاول أن يوجد نفسه على أرضها قال الرئيس الاسد .. ما قلته حول التواصل قلناه بتواصل مباشر بيننا وبينهم على مستوى مسوءولين مهمين .. تحديدا أمنيين من سورية ومصر فى الاسابيع القليلة الماضية من دون تحديد الموعد بدقة .. لديهم تصور بالنسبة لكيفية الاستفادة من سورية .. لدينا تصور الان كيف يمكن أن نستفيد من مصر .. ولا بد من خلال هذا التواصل أن نصل الى هذه النقطة .. المهم بالموضوع أن خبرتنا الان عميقة فى هذا الموضوع من خلال الاربع سنوات وبضعة الاشهر الماضية وقبلها من خلال صراعنا مع الاخوان المسلمين الارهابيين فى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات .

واضاف الرئيس الاسد .. لكن أيضا مصر هى من انطلق فيها هذا الارهاب منذ الخمسينيات عندما اصطدم مع عبد الناصر لاسباب معروفة بالنسبة لكل مصرى .. ما أريد أن أقوله لاى مسوءول مصرى بكل المستويات ولاى مواطن مصرى .. أولا أن العلاقات بين سورية ومصر هى التى تحقق توازنا على الساحة العربية .. هذا موضوع معروف عبر العصر الحديث ولكن كان معروفا أيضا بالنسبة للفراعنة الذين كانوا يعتقدون أن أمنهم القومى فى ذلك الوقت موجود فى سورية وكانت أول معاهدة نتيجة الصراع بين الفراعنة والحثيين فى عام 1200 قبل الميلاد .. لا يمكن أن يكون الفراعنة واعين لهذا البعد القومى أو عمق الامن القومى المصرى ولا يكون اليوم المسوءول المصرى واعيا له .. أعتقد بأن هذا الوعى نما اليوم .. وسورية تعتقد بأنها فى نفس الخندق مع الجيش المصرى ومع الشعب المصرى فى مواجهة الارهابيين الذين يبدلون مسمياتهم كما تبدل مسميات أى منتج فاسد مرة يأخذ اسم الاخوان ومرة يأخذ اسم /داعش/ وربما نسمع بتسميات جديدة بالمستقبل .

وردا على سوءال حول وجود اجراءات اضافية تساهم فى تخفيف بعض الازمات الحياتية المعيشية بالنسبة للمواطن السورى قال الرئيس الاسد .. نحن الان بدأنا بمشاريع لاعادة الاعمار وهى من اهم المشاريع على الاطلاق بالنسبة لاى دولة دمرتها الحرب أو دمرت بنيتها التحتية أو أجزاء منها .. فهذا المشروع يسير بخطى وثيقة الى الامام وطبعا هناك مشاريع انتاجية أو لاقل قطاعات انتاجية تضررت بالحرب ولكنها عادت وأقلعت أولا بارادة القيمين عليها من المستثمرين السوريين الذين ما زالوا يعيشون فى سورية بالاضافة الى بعض الاجراءات والتسهيلات التى قدمتها الدولة .

واضاف الرئيس الاسد .. نحن بالرغم من كل الظروف ما زالت لدينا القدرة على أن نقلع اقتصاديا ولو مجرد اقلاع لنقل بأن له سقفا قد لا يكون بالضرورة الان عاليا وقد لا يكون سريعا ولكن لدينا القدرة .. أعتقد بأن أهم شىء يمكن أن نقوم به بالاضافة للاجراءات التى تقوم بها عادة أى دولة تسهيلات مالية وضرائبية وغيرها ونحن نقوم بها بشكل مستمر هو الاستفادة من هذه الظروف للقيام باجراءات جذرية اصلاحية على مستوى الادارة فى الدولة ولذلك الدولة قامت بتأسيس أو باضافة وزارة للاصلاح الادارى لان مشكلتنا بالنسبة للفساد وهدر الاموال وعدم وجود تكافوء فرص هى الفساد الادارى الموجود فى الدولة .. اذا تمكنا من اضافة هذه الخطوة الى التسهيلات الاخرى أعتقد بأننا نستطيع أن نقلع بشكل مقبول فى هذه الظروف .

وختم الرئيس الاسد المقابلة قائلا .. شكرا لكم مرة أخرى وأرحب بكم فى دمشق .. أوجه التحية لكل العاملين فى قناة المنار المقاومة .. أوجه التحية عبركم لكل مقاوم فى لبنان .. فى البداية للبيئة المقاومة الموجودة على الساحة اللبنانية .. لكل عائلة .. لكل أبويين .. لكل زوجة .. لكل أبناء كانوا هم الحاضنة والاساس لانتاج ولانشاء أولئك المقاومين الابطال .. أوجه التحية لكل مقاوم فى لبنان ولكل مقاوم فى سورية .. لكل عائلة شهيد من شهداء لبنان الذين استشهدوا فى سورية .. وعبروا بشكل صاف وحقيقى عن ماذا تعنى كلمة وحدة الدم بين أشقاء فى شعبين يعيشون فى بلدين متجاورين .. وطبعا أختم التحية بتحية السيد حسن نصر الله الذى كان الابن النجيب لهذه البيئة المقاومة وكان بنفس الوقت القائد الصلب والحقيقى لها .

سيرياديلي نيوز


التعليقات