رحلة الخوف والعذاب التي بدأووها انتهت أخيرا بعد أن وصلوا إلى برّ الأمان. الأمل يولد من جديد وقد ينسيهم الحرب التي عاشوها في سوريا. سعادة لا توصف بنجاتهم تفتح لهم أمل بداية حياة جديدة بعيدة عن المآسي.

“لا عمل، لا حياة، الحرب. هذا ما نريد، نريد حياة، لم تعد هناك حياة في سوريا“، قال لاجئ سوري.

“كل مهاجر من هؤلاء الذين وصلوا للتو إلى الجزيرة دفع نحو ثلاثة آلاف دولار للمرور من آيفالي وكاناكالي إلى يسفوس في رحلة استغرقت حوالي ساعتين ونصف الساعة. لقد وجدوا في انتظارهم بعض المتطوعين لمساعدتم وتقديم الماء والطعام“، أكد موفد يورونيوز إلى جزيرة يسفوس.

لقد نجوا من الموت والغرق في البحر، ولم يعودوا بحاجة إلى سترات النجاة التي وضعوها جانبا قبالة الشاطئ، لتكون شاهدة على صراعهم من أجل البقاء. رحلتهم لا تنتهي هنا، فأمامهم المزيد من الكيلومترات للوصول إلى المقرّ الاداري حيث سيقدمون طلبات اللجوء، الرحلة ستستمر لساعات اضافية مشيا على الأقدام.

“لقد مشينا لمدة أربع ساعات للوصول إلى هنا. كنّا ننام في الخارج. الآن نحن هنا مع الناس الطيبين الذين يساعدوننا. نريد الذهاب إلى مكان آخر، مكان جيد. نحن بحاجة الى بعض المساعدة“، تقول سيدة لاجئة.

كغيرهم من المهاجرين غير الشرعيين ينتظر الوافدون الجدد تسوية إدارية لمواصلة البحث عن الاستقرار الذي يحلمون به، وخاصة بعد اكتشافهم بأنّ الأراضي اليونانية ليست الجنة الموعودة، فبين آلاف السوريين والعراقيين والأفغان وغيرهم ممّن فروا من القهر والعنف والاضطهاد تتبخر آمالهم….

المساعدات الإنسانية التي توفرها المنظمات غير الحكومية لا تكفي، لكنها تساعد في تخفيف المأساة لساعات أو ليوم آخر في حياتهم، وهو ما يجعل الكثير منهم يصرّ على المغادرة نحو أوربا الغربية.

“إنهم لا يتوقفون عن ابداء رغبتهم بالسفر إلى ألمانيا وإلى السويد أو أي مكان في أوربا. إنهم لا يودون البقاء في اليونان وخصوصا في يسفوس“، تؤكد احدى المتطوعات في منظمة الصليب الأحمر.

أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين على اليونان وصلت إلى نقطة الانهيار، في بلد ما زال يئنّ تحت وطأة الأزمة الاقتصادية. فضعف قدرة استيعاب البلد لأعداد المهاجرين الضخمة دفع السلطات إلى اخلاء المخيمات العامة المؤقتة لاستقبال اللاجئين تارة واحتجازهم داخل ملاعب وحدائق تارة أخرى مع توفير القليل من إمكانات الوصول للطعام أو الماء أو المراحيض.

سيرياديلي نيوز


التعليقات