طالب المشاركون في الملتقى المهني الأول لصناعة الإسمنت “واقع وتحديات” الذي عقد في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال تحت عنوان /صناعة عريقة وواعدة على طريق إعادة الإعمار/ بتأمين الطاقة الكهربائية لمعامل الإسمنت قيد الإنتاج بهدف الحد من خسائرها وتأمين مادتي الفيول والمازوت والقطع التبديلية لأعمال الصيانة والبحث عن البدائل لتخفيض تكلفة المادة .

كما طالب المشاركون بتأمين مستلزمات الإنتاج الخارجية في ظل العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية وتأمين مادة المازوت للشركة والمتعهدين والعمل على استدراج المنتج وتقديم الدعم لأسر الشهداء مشددين على ضرورة الاستفادة من المنتج وبقايا المخزن من المواد والحفاظ على الآلات في المعامل المتوقفة واجراء ترميم دوري للمعامل وادخال خطوط انتاج جديدة للمعامل القائمة بتكنولوجيا حديثة واعادة احياء المنشآت التي تعرضت للتخريب والسرقة من قبل التنظيمات الارهابية.

ووفقا لوكالة "سانا " دعوا إلى ضرورة التنسيق مع مؤسسة عمران لبيع الاسمنت وتحصيل ديون الشركات منها وعدم التخلي عن الخبرات الفنية الموجودة في المعامل المتوقفة والبحث عن طرق للاستفادة منها في باقي الشركات ووضع الخطط لتوسيع القطاع العام وتطويره في اطار الموءسسة العامة للإسمنت في اطار خطة وطنية لإنتاج كميات كافية لاحتياجات اعادة الاعمار .

واشار المشاركون إلى أهمية ابرام عقود لجميع العمال المياومين وتشميل من التحق بالخدمة الإلزامية والاحتياطية بالمرسوم /33/ لعام 2014 وتأهيل وتدريب الكادر الفني وتثبيت العمال الموءقتين وتلبية مطالب العمال وتشميل المهنة بالمهن الشاقة والخطيرة واعطاء حوافز انتاجية وايجاد طرق ووسائل حديثة للنهوض بالعملية الانتاجية نحو الأفضل.

وضمن هذا الإطار أكد وزير الصناعة الدكتور كمال الدين طعمة أن “شخيص واقع صناعة الاسمنت في سورية بات حاجة ملحة لكوننا مقبلين على مرحلة اعادة الإعمار وتتطلب منا المزيد من الجهد والعمل ومعالجة الصعوبات والمشاكل التي تعاني منها هذه الصناعة لرفع الإنتاجية وتحسينها”داعيا إلى ضرورة الخروج من هذا الملتقى بتوصيات فعالة ومتابعتها وتنفيذها .

وأشار طعمة إلى أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات العمال والقطاع الخاص للنهوض بواقع مختلف الصناعات ولاسيما الاسمنت بما يحقق خدمة المواطن معتبرا أن “التشاركية في العمل اعتمدت كحل استثنائي في ظل الظروف الراهنة وبسبب ترهل بعض الشركات وانخفاض انتاج بعضها وتوقف اخرى بشكل تام نتيجة تعرضها للتخريب من قبل التنظيمات الارهابية وفقدان السيولة الكافية لاعادة تأهيل هذه المعامل “.

ورأى وزير الصناعة “أننا بدأنا نقطف ثمار هذه الخطوة ولاسيما في معمل اسمنت طرطوس الذي يتم تطويره واعادة تأهيله “كاشفا أن الوزارة ” تبنت استراتيجية تقوم على اقامة الصناعات التي تعتمد على مواد أولية متوفرة محليا لكونها تحقق ميزة نسبية ” لافتا إلى أن صناعة الاسمنت لا تحتاج إلى مواد مستوردة باستثناء قطع التبديل ” لهذا يجب تنمية هذه الصناعة والتركيز عليها لأهميتها في المرحلة المقبلة” .

وأشار الوزير طعمة إلى أن شركات الإسمنت كانت ترفد الخزينة العامة للدولة بمبالغ كبيرة لافتا إلى أن ارباحها وصلت خلال الأعوام/2008 و2009 و2010/إلى أكثر من ستة مليارات ليرة لافتا في الوقت ذاته إلى أنه تم ابرام عقود /844/عاملا في اسمنت طرطوس وسيتم النظر إلى باقي العمال بالشكل القانوني واتخاذ القرار الذي يحقق لهم العدالة ويعيد لهم الحقوق مؤكدا أن هذا الإجراء سيعمم على عمال عدرا وحماة والعمال في باقي القطاعات .

إلى ذلك أشار رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري إلى أن الملتقى يشكل “باكورة” الأنشطة بالنسبة للاتحادات المهنية ويضعها على الخط والمسار الصحيح لتحسين آلية عمل شركات الاسمنت ورفع انتاجيتها نظرا لما تمثله هذه الصناعة من حجم كبير على الخارطة الصناعية لكوننا مقبلين على مرحلة اعادة الإعمار ما يتطلب اعادة بناء وتطوير العديد من المعامل .

وكشف القادري أن “انتاج سورية من الإسمنت قبل الأزمة كان يقارب /5/ملايين طن بينما انخفض اليوم إلى النصف نتيجة تخريب عدد من الشركات وسرقتها والسطو عليها من قبل التنظيمات الارهابية “لافتا إلى أن هناك دراسات توءكد أن حاجة سورية من هذه المادة تصل إلى /30/مليون طن سنويا والفارق يوءمن عن طريق الاستيراد ما يكلف الاقتصاد قطعا اجنبيا اضافيا موءكدا أن أي نقص في امدادات المادة سيوءثر على خطط اعادة الاعمار .

ورأى القادري أن صناعة الاسمنت تحتاج إلى مجموعة من العناصر أهمها دراسة مدى توفر التقانات اللازمة لاستمرار الانتاج والمتطلبات الكفيلة لتحسينه وواقع العمالة في هذا القطاع التي تعتبر العنصر الأهم ومستوى المهارات التي تمتلكها والسلامة المهنية لهذه المهنة “لكونها تستهلك العاملين بها” ما يتطلب الحفاظ على صحتهم للاستمرار في العمل وتحسين الانتاجية واخضاعهم للتدريب والتأهيل المستمر ليتسنى لهم تجديد مهاراتهم الانتاجية ودراسة الواقع التسويقي للمادة بالشكل الصحيح.

وبشأن واقع الشركات المنتجة والمتوقفة عن الإنتاج بين المشاركون أن عددا من المعامل توقف ” لعدم وجود جدوى اقتصادية منها وحفاظا على البيئة” لافتين إلى أنه نتيجة الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من اربع سنوات تراجع انتاج الاسمنت وبات يقتصر على ثلاثة معامل فقط هي /طرطوس وعدرا وحماة / وهي تعمل بكامل طاقتها الانتاجية لكنها غير كافية واصبحت خطوطها متقادمة تحتاج الى صيانات دائمة ومستمرة .

وبين مدير عام الشركة السورية للاسمنت في حماة المهندس/ حمزة المحمد / ان الشركة تعرضت لخسائر كبيرة في الانتاج نتيجة تخفيض كمية الفيول الموردة اليها من /400/طن يوميا الى /250/طنا لافتا الى ان كمية الانتاج المفقودة تقدر ب /225/الف طن اضافة إلى أن ضعف التيار الكهربائي وانقطاعه اديا إلى توقف مطاحن الاسمنت وخاصة في معمل رقم /2/ما الحق خسائر كبيرة في الشركة ونقص العمر الافتراضي للآليات كاشفا أنه تم ابرام عقد لمد خط جديد لهذا المعمل ليتم تزويده بالطاقة الكهربائية اللازمة .

وقال المحمد إن “عدم قدرة عمران على استدراج وتسويق المنتج اسهم في امتلاء سيلوات الاسمنت ” مشيرا إلى أن “الشركة حققت ارباحا خلال العام /2014/بلغت /3/مليارات ليرة بنسبة تنفيذ /83/بالمئة بينما لم تحقق الشركة /30/بالمئة من طاقتها الانتاجية خلال العام الحالي”.

من جهته أوضح مدير عام شركة اسمنت طرطوس المهندس ايمن نبهان أن ارتفاع اسعار المشتقات النفطية واسعار الطاقة اثر سلبا على القدرة التنافسية للشركة والانتاج موءكدا أن الشركة تقوم بتسويق كامل انتاجها حيث يذهب /75/بالمئة منه إلى موءسسة عمران والباقي يباع بشكل مباشر بينما تصل نسبة الانتاج إلى /55/بالمئة بسبب وجود عمرات على خطين من اصل /4/خطوط .

ولفت نبهان إلى ان شركة فرعون تقوم بالصيانة الدورية للمعمل وحدثت جزءا منه بموجب عقد مع اسمنت طرطوس معتبرا ان كمية الانتاج مقبولة في ظل الظروف الحالية .

وبالنسبة لاسمنت عدرا ذكر مدير عام الشركة المهندس مفيد سليمان أن هناك صعوبة في تأمين مستلزمات الانتاج بسبب الارتفاع في الأسعار وصعوبة الاستيراد اضافة إلى وجود نقص في اليد العاملة وصعوبة في التسويق .

وبشأن الشركات المتوقفة عن العمل بسبب الاعمال الارهابية بين مدير شركة الاسمنت في الرستن المهندس سمير ضباطح أن الشركة جاهزة للعمل ” لكن انتشار الارهابيين حولها لا يسمح بالتواصل معها”.

بدوره أكد رئيس الاتحاد المهني لصناعة الاسمنت والانشاء مفيد حنوش ضرورة تطوير هذا القطاع والنهوض به والعمل لزيادة الانتاج والاستفادة من خبرات دول بريكس وروسيا وايران والصين واقامة منشآت جديدة لكونها أحد الأهداف والمحاور الكبرى في اعادة الإعمار والعمل على صيانة وحفظ حقوق العمال والاهتمام بهم لكونهم اساس أي تقدم .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات