كما حرارة الأوضاع والظروف المتقلبة في البلاد وكما حرارة المناطق المتراوحة بين ساخنة وباردة وآمنة ومقلقة  فقد جاءت حرارة الطقس هذا العام متقلبة إلى حد كبير

شهور الشتاء التي جلبت بردا قارسا وثلوجا طويلة الأمد و هواءا باردا لافحا الوجوه ومثلجا الأبدان ومخربا بعض المحاصيل الشتوية هذه الشهور امتدت إلى الربيع الذي لم يحمل معنى الربيع الحقيقي كما اعتدناه أن يكون لأنه تلون بلون الشتاء ولم نعرف منه سوى أزهار الأشجار التي تتفتح كل ربيع واخضرار الأرض الذي لم يدم طويلا ولكن الجو حافظ على برودته الكبيرة

شهور الشتاء الطويلة رحلت ببردها وهواءها ومطرها وثلجها لتستقبل شهور صيف جاء في أوله أقل حرارة من غيره والتي حدت بالسوريين إلى القول أن شهور صيف عام 2015 جاء مطعمة منكهة بشهور شتاءه القارس ولكن تموز أبى أن يدوم هذا الكلام طويلا فقد انتظر انتهاء شهر رمضان المبارك ليدفع بأيامه الملتهبة للسوريين

تموز  رحل حارا حارقا ودعنا بلهيب محرق مستقبلا آب الذي اعتدنا أن نقول عنه / آب اللهاب / وبالفعل فقد جاء آب أصدق شهور هذا العام ولم يكذب هذا المثل فأتى لهابا بكل معنى الكلمة على عكس الشهور الماضية وعكس اعتقادات السوريين وتوقعاتهم

 جاء شهر آب مخيبا لهذه الإعتقادات فحمل حرارة غيرت ظنونهم وقلبت أقوالهم فأصبحوا يتذمرون من الحر الشديد ويتمنون انخفاض الحرارة

ولكن المفاجأة الجميلة الباردة التي جاءت منذ أيام أثلجت بحق قلوب أهالي الساحل السوري وبالأخص مدينة اللاذقية التي شهد ليلها أمطارا غزيرة غسلت الشوارع وأنعشت القلوب ثم جاء رعد قوي صاحب هذه الأمطار

فأصبحوا يرددون أغنية وائل كفوري / معقول تشتي بآب / وطبعا جوابها كان عندهم بديهيا أجل معقول وهاهو قد حصل...

ليأتي آب كما شهور هذه السنة مفاجئا وحاملا ارتفاعا متزاياد لدرجات الحرارة وصل في بعض المناطق إلى حدود 44درجة

وأصبح السوري يشتكي حقا من القيظ والحر الشديد وأصبح الخروج في نهار هذه الأيام كمن يذهب إلى الموت بعينيه أو على حد قول أحدهم بأنه كمن يزور الفرن طواعية

هذه الأجواء اللاهبة لم تكن لاهبة على جميع السوريين فقد أبردت قلوب بعض التجار الذين استغلوا الفرصة بشكل جيد في هذا الصيف كما سبق لهم أن فعلوا في الشتاء فحين كانت درجات الحرارة منخفضة إلى حد كبير في الشتاء عمد هؤلاء التجار إلى رفع أسعار المكيفات والمدافئ لتصبح أكبر بكثير من استطاعة المواطن ودخله المحدود وأيضا الصيف كان له نصيب كبير من هذا الاستغلال فقد أصبحت أسعار المكيفات والمرارح مرتفعة بشكل كبير لايسمح للجميع بشرائها فقد تراوحت أسعار المراوح بين الستة آلاف ليرة إلى مايفوق العشرين الف ليرة سورية أما المكيفات فكانت أغلى بكثير فقد سجل أقل سعر لها أربعين الف ليرة سورية وأعلى سعر ما يقارب المئة وعشرين ألف ليرة سورية

فأنى للمواطن أن يكون قادرا على دفع هكذا مبلغ وأن يحرم عياله لقمة عيشهم لقاء مروحة أو مكيف

وهل عيون المراقبين غافلة عن هذه الأسعار..

ألا يكفينا لهيب الطقس وحرارته حتى تكوينا حرارة الأسعار وتخنقنا أكثر؟

سيرياديلي نيوز - مادلين جليس


التعليقات