دراسة..وامتحانات...وسهر..وتعب لأربع سنوات متواصلة أو أكثر لتنال بعد كل ذلك شهادة جامعية تعلقها على جدار منزلك متفاخرا بها.. ثم ماذا بعد ذلك ؟؟

سؤال قد تكون إجابته صعبة على البعض لكنها سهلة جدا بالنسبة لطلابنا الجامعيين الذين قضوا مايربو على الأربع سنوات في الدراسة المتواصلة التي لاطائل منها ولافائدة ، ومنهم

منى 32سنة خريجة قسم الرياضيات تقول مجيبة عن سؤالنا السابق : بعد كل هذه الدراسة الصعبة والطويلة التي نقوم بها فإننا لانلقى أي فائدة منها أنا كمدرسة مادة الرياضيات أقوم بالتدريس في المدارس بالتكليف أو الساعات  من  ثماني سنوات إلى السنة وإلى الآن أنا غير مثبتة..مع العلم أنني تقدمت للمسابقة منذ عدة أعوام ونجحت بها ولكن لم أثبت فالعدد الذي كان مطلوبا فيها أقل بكثير من أعداد المتقدمين والناجحين..

ولم تكن هذه حال نوارة خريجة قسم اللغة العربية التي شرحت لنا وضعها قائلة : أقوم بتدريس مادة اللغة العربية عن طريق الساعات ولكن بسبب ماتمر به البلاد من أوضاع سيئة فإن المدرسين أصبحوا يلجأوون إلى المناطق الآمنة ليدرسوا بها ولذا فإن جاء أي مدرس مثبت إلى المدرسة فإنني أفقد عملي في الحال فالمثبت أولى من المكلف بالتدريس .ما العبرة في إزاحة مكلف لصالح مثبت ؟ وإلى متى سنبقى هكذا ؟

محمد مهندس معلوماتية يقول : كما ترون أعمل محاسبا في أحد المحال التجارية اي أنني لم أستفد من خمس سنوات دراسية سوى شهادة ورقية..تمنيت لوأنني لم أضع هذه السنوات في الدراسة كنت على الأقل بدأت بعمل واستطعت تعلم مهنة أكسب منها لقمة عيشي

أما مجد خريج قسم التاريخ عبر عن رأيه قائلا : تخرجت منذ سنتبن ولم أجد فرصة عمل إلى الآن وتقدمت إلى عدد من المسابقات التي أعلنتها الوزارات ولكن لم أقبل في أي واحدة منها ..وتابع مجد ساخرا : ندرس أربع سنوات ونتخرج من الجامعة لنعمل موظفين عند من لم يدرسوا لقد أصبحنا في واقع ومخجل حقا .

أجل فهذه حال طلابنا لقد بات البحث عن فرصة عمل في هذه الأيام أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش ولنكن واقعيين أكثر فإن البحث عن الإبرة في القش بات سهلا كثيرا إذا ماقورن  بالعثور عن فرصة عمل ففي الحالة الأولى تبحث عن شيء وأنت على يقين بوجوده أما فرصة العمل فتبحث عنها دون أمل وأنت على يقين أيضا أنك لن تجدها ومع ذلك فالعمل على إيجادها لايتوقف ولاينقطع..

أحلام شبابنا وشاباتنا وخاصة الخريجين الجامعيين منهم  أصبحت رهينة واقع مأساوي يقبض بخناقه على رقابهم ويستنفذ فرصهم في تحقيق ذواتهم في العمل النافع والمفيد وتدفعهم إلى العمل في مجالات بعيدة عن مجال دراساتهم واختصاصاتهم الجامعية

.أصبحت طموحاتهم أسيرة حلم بعيد المنال وصعب التحقيق

وعلى الرغم من كل تلك العقبات التي تقف في طريقهم فأملهم في العثور على عمل يحققون من خلاله أهدافهم ويوظفون دراسة سنوات طويلة فيما يخدم بلدهم ويقدم الفائدة لمجتمعهم لم يتوقف وباق إلى حين تحقيقه

سيرياديلي نيوز - مادلين جليس


التعليقات