عبر مشاركون في "المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري، الذي انطلقت فعالياته في دمشق، الجمعة، عن تضامنهم مع الشعب السوري وقيادته في صمودهما أمام الهجمة الإرهابية وإعلامها التكفيري، ودعا خبراء عرب ودوليون إلى أهمية تشكيل جبهة إعلامية عالمية لفضح الإرهاب ومواجهته واحباط مخططاته ووقف تمدده في المنطقة.

وعلى هامش فعاليات المؤتمر الإعلامي الكبير، الذي يشهد حضورا لافتا من إعلاميين ووفود يمثلون 22 دولة عربية وإقليمية ودولية، أجرى موقع سيرياديلي نيوز  لقاءات عدة لرصد آراء العديد من الوفود العربية والأجنبية المشاركة في المؤتمر حيال قضايا الإعلام التكفيري والخطاب الإعلامي السائد في المنطقة.

- من إيران

أكد الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الشيخ، علي كريميان، أن الحرب الارهابية التي تتعرض لها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات، فشلت في تحقيق أهدافها وأغراضها وغايتها، بفضل صمود الشعب السوري وتضحيات جيشه والإدارة الحكيمة والشجاعة للرئيس بشار الأسد.

وقال الشيخ كريميان ضرورة وجود خطة علمية ومنطقية لمواجهة التمدد الفكري الارهابي المتطرف في المنطقة، لافتا إلى الدور الكبير للإعلام المعادي الذي ساهم في انتشار هذا الفكر، داعياً إلى تشكيل جبهة إعلامية ضخمة على مستوى العالم تخصص فقط لفضح أهداف هذا الفكر وممارساته ومخاطره.

ونوه المسؤول الإعلامي الإيراني بأهمية تنظيم وزارة الإعلام السورية لهذا المؤتمر الإعلامي في هذا التوقيت، كونه نجح في القيام بهذه المهمة أمام حشد اعلامي من دول مختلفة، أملاً أن يخرج المؤتمر بخطة عمل موفقة تعطى لوسائل الإعلام ليكون لديها جهوزية لمحاربة المد الفكري الإرهابي التكفيري.

ويشير الشيخ كريميان إلى ضرورة دراسة ظاهرة الإرهاب، بدقة مشدداً على أنه من الضروري أن يجتمع جميع الخبراء والباحثين والمفكرين للتشاور والبحث بشأن كيفية مواجهة هذا التيار التكفيري، لأنه ليس موجوداً في سوريا والمنطقة فحسب، بل تم تصديره إلى كل العالم أيضا، لافتاً إلى أن هذا التيار التكفيري قبل أن يكون "جماعة مجرمة إرهابية هو جماعة فكرية وعقائدية متجذرة".

وحول ما يثأر من قبل الإعلام حول تخلي دولة إيران الإسلامية عن موقفها إزاء سورية، فقد أكد الأمين  العام لاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الإسلامية أن مرشد الثورة في إيران علي خامئني، أكد في خطبة عيد الفطر المبارك، أن هذا الاتفاق لن يكون له أي تأثير على سياسة إيران الخارجية، وستبقى طهران تدعم المقاومة وتدافع عن المظلومين في سورية ولبنان والعراق واليمن والبحرين، مشدداً على أن طهران مع القيادة السورية وجيشها وشعبه.

- من مصر:

من جانبه، أعرب الإعلامي المصري، عمرو ناصف، عن اعتقاده بأن الرهان في المرحلة الراهنة على تطوير الخطاب الإعلامي الواعي لمخاطر الإرهاب وأدواته، بحيث يصبح لنا رؤية أكثر وعياً وتصدياً وقدرة على طرح الأليات لمواجهة الإرهاب.

وأكد الإعلامي ناصف،  أن  القدرة يجب أن تكون بشكل أعمق للمتلقي، سواء كان عربياً أو أجنبياً في العالم، بهدف توعيته وتفصيل وشرح ما هو الإرهاب وبذلك يمكن أن نحقق شيئاً.

وأكد أن "المواجهة  السورية القوية للإرهاب حمت العديد من الدول العربية"، معتبرا أن  المواجهة الفكرية للإرهاب مطلوبة في الوطن العربي خلال الفترة القادمة، "لكن ما نحتاجه الآن هو مواجهة عسكرية كون القتل والإجرام الذي نراه لا يمكن القضاء عليه إلا في الميدان".

وأشار ناصف إلى أن الإعلام الذي يغذي الإرهاب ما يزال قائما ويملك المال والإمكانيات بينما نحن لدينا أوطان يجب المحافظة عليها وحمايتها بكل السبل، معترفاً أن هناك خلطاً لدى بعض المؤسسات الإعلامية في مصر حول موضوع الإرهاب، وهذا يعتبر عجزاً ليس إرادياً لأن العديد من المؤسسات الإعلامية الموجودة على الساحة المصرية مرتبطة "مصلحياً" بالسعودية، وتنفذ أجندة خاصة بها، وهؤلاء غير محسوبين على الشعب المصري لا من قريب ولا من بعيد لأنها تقدم المعلومة مقابل ما تحصل عليه من مكاسب.

وعن التحالف المقترح لمحاربة الإرهاب، رأى الإعلامي المصري أن أي تحالف دولي لمحاربة الإرهاب لن يكون جدياً كون ما تزال دول وكيانات بعينها تدعم الإرهابيين وتحتضنهم  وتتستر عليهم، وأي حديث عن تحالف إقليمي أو عربي أو دولي يعني أننا وصلنا إلى صيغة تجمع الإقليم في مكافحة الإرهاب، وهذا لم يحدث في المدى المنظور، آملا في الوصول إلى تفاهم ما بين الدول المتضررة مباشرة من الإرهاب في تشكيل هذا التحالف.

وأشار إلى وجود صيغة للتعامل في هذا الإطار أمنيا ما بين مصر وسوريا تفاصيلها غير متاحة أمام وسائل الإعلام، وقد لا تكون العلاقات بين الدولتين وصلت إلى درجة كبيرة من التنسيق، لكن القيادات العسكرية والسياسية في الدولتين تستطيع تحديد اللحظة المناسبة لينتقل فيها مستوى التنسيق من خطوة إلى خطوة.

وحول تغير الآراء في الشارع المصري تجاه سوريا، قال ناصف إن التشويه الإعلامي تجاه سوريا، موجود في العاصمة المصرية القاهرة فقط لأنه لا يتم النظر إلا إلى رؤى إعلامية، أما في القرى، فالكل تراه يعي المؤامرة على سوريا بتفاصيلها.

وهناك من يرى تغيراً في العاصمة المصرية لعدة أسباب منها الصمود الذي حققه الشعب والجيش السوريين.

- من روسيا..

وأكد الخبير الاستراتيجي، البرفسور فلاديمير أفسيف، أن إحراز النصر السريع على الإرهاب غير ممكن، فأعداء سوريا كثيرون، لكن لهم نطاقاً ضعيفاً، ومن الصعب أن يتوحدوا، وهذا ما يبعث على الأمل في انتصار سوريا لأن أعداءها مشتتون.

ويشير فلاديمير إلى أن  الغرب لديه الكثير من المشاكل، وسورية ليست من الأوليات بالنسبة له من حيث الأجندة، لذلك لا خوف على سوريا، فهي تسير في الطريق الصحيح رغم أن العمل صعب وطويل.

وأضاف فلاديمير أن النصر على الإرهاب لن يكون عن طريق الحرب، بل بالحل السياسي، واعتقد أن الموضوع الرئيسي خلال الفترة الراهنة هو أن يتفق السوريون فيما بينهم لأنه عندما يتوحد السوريون في صف واحد سيضعف الأعداء أكثر.

- من تركيا

وعبر الجانب التركي عن أسفه لما يذكر عن دولتهم بشأن ممارسات دعم الإرهاب، حيث أشار رئيس الوفد التركي، علي يرال، إلى أنه من المخجل سماع اتهامات تذكر بحق تركيا، كدولة كبيرة في المنطقة، ومن بين تلك الادعاءات قضايا كالسرقة، والنهب، والتدمير، ودعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية لسورية والعراق ومصر ولبنان وغيرها من الدول العربية.

وصحح رئيس الوفد التركي المشهد مؤكدا أن حقيقة دولة تركيا أن بها مشاكل ومصاعب تكفيها وتزيد عنها، لكن نعيش على أمل أن تُذكر تركيا بموقفها السلمي والديمقراطي وحقوق الإنسان وإصلاح ما بين الجيران، لذلك على أمل أن يكون المؤتمر ذا أهمية كبيرة من حيث اجتماع السياسيين ورجال الدين والإعلامين للخروج بورقة تحمل "واجباً شرعياً لمكافحة الإرهاب".

- من لبنان

أما من الجانب اللبناني، فتشير الإعلامية، سمر الحاج، إلى أن توقيت المؤتمر، لما بعد النووي، هو عبارة عن رسالة موجهة للجميع أن "سورية واثقة من النصر على الإرهاب"، ولفتت إلى محاربة الإرهاب تتم من خلال إغلاق المطابخ السوداء، وإيقاف سيل المال والسلاح، الذي يمول الإرهاب.

وأضافت الحاج "تختلف وجهات النظر، لكن علينا العمل والتنسيق الذي يؤدي إلى أفكار جديدة وجيدة، وهذا دليل القوة، ومن المعروف أن "سوريا تحارب الإرهاب منذ زمن بعيد".

من تونس

من جهتها أوضحت الاعلامية التونسية كوثر البشراوي أن “دمشق هي عاصمة الكرامة ومن يريد أن يعيش بكرامة يجب عليه زيارتها والعيش فيها” مبينة أن أي نصر لايمكن أن يكتمل دون سورية ولا يمكن أن يستقيم وضع أي دولة عربية ما لم يستقم وضعها” لافتة إلى أن مسقط رأسها تونس لكن مسقط روحها دمشق.

وقالت إن “المؤتمر يجمع بين شخصيات لم يلتقوا في السابق ولن يولد من رحمه اناس جدد معتبرة أن أهم ما يميز المؤتمر أنه سيجمع بين صفوف الاعلاميين الذين عملوا بشكل فردي خلال الفترة السابقة والآن سيجتمعون لقول كلمة واحدة تؤكد ضرورة محاربة الارهاب.

وأضافت الاعلامية التونسية إن “من يحب سورية عليه أن يكون معها في السراء والضراء والوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعمه لمواجهة المحنة التي يمر بها لتخطيها” مؤكدة أن انتصار سورية قادم وحين يكتمل ربما سنجد الكثير من الجبناء على ابواب دمشق كانوا اختفوا في وقت كانت بأمس الحاجة لهم.

وأشارت البشراوي إلى أن “المؤتمر سيفضح اكذوبة اصدقاء سورية الذي احتضنتهم تونس وتركيا والقاهرة وغيرها من الدول سابقا” داعية جميع الاعلاميين الذين كانوا يدعمون ويدافعون عن التنظيمات الارهابية الى زيارة مختلف المدن السورية وليس دمشق فقط لمعرفة ما جرى ويجري فيها موضحة أنه لايمكن لأي اعلامي يقيم في الفنادق معرفة حقيقة ما يجري في سورية.

وشككت البشراوي بجدوى التحالف الذي يتم الحديث عنه حاليا في محاربة الارهاب موءكدة أن كل ما نراه من ارهاب هو صناعتهم فهناك دول مولت بالمال ومدت بالسلاح والبعض منها مايزال يحمي تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيتين مضيفة: “ربما ما يجري هو محاولة لاستعادة بعض التوازن الذي فقدوه لأن ما يقال في العلن مختلف تماما وما نحتاجه هو عمل حقيقي على الأرض يغير حقيقة ما يقومون به”.

 

سيرياديلي نيوز- نور ملحم


التعليقات