"الثقافة" –حتى تاريخه- غير مكترثة بما يجري خارج مكاتبها ...وعلى أرض الواقع كل شيء يؤكد الخلل الفظيع الحاصل في هذه المؤسسة....هل من مسؤول يتخذ قراراً؟!...كبار "الأساتذة" ممن ظهرت أدوارهم السيئة يدفنون رؤوسهم في الرمال...لماذا لا يريد أحد أن يفهم ما نقول؟..لماذا لا نحوّل مؤسسة الآثار إلى مؤسسة تستطيع مجابهة الغرب؟....لماذا تتطاول فرنسا على بلادنا ومدخلها الأساسي منذ سنوات كان بوابة الآثار؟!...لماذا يهددنا الغرب بمجلس الأمن، ونحن نستطيع أن نقاضي أهم دوله على ما ارتكبته في مجال تراثنا...إذا كانت الوزارة لا تدرك هذه الحقيقة فنقولها لها بدون خوف: لماذا أنتِ؟!...ونقول نفس الكلام لمن يستعرض  عضلات مؤسسته مع اليونسكو لأن اليونسكو خذلتنا....هناك قضايا تراثية هامة ربما ليس لدى المدير العام قدرة على مراجعتها والحصول على مصادرها لأنه كغيره مسؤول عن تهميش المختصين....المختصون يستطيعون مواجهة أعداء الثقافة السورية تماماً كما يستطيع بعض المسؤولين في الخارجية السورية مواجهة هؤلاء...لماذا يُعطى البعض صلاحيات للمجابهة بينما المجابهة الأهم لا تحدث بسبب عدم وجود الصلاحية...هل سمعت وزارتنا بما فعل وزير الثقافة الإيطالي مع أخطر المؤسسات الأميركية؟....لقد حدث نزال هام من نوعه في السنوات السابقة لاسترجاع آثار إيطالية قديمة من براثن مؤسسات صهيونية....كيف تمكن الوزير الإيطالي من الفوز في هذه المعركة ووزارتنا لا تفكر أساساً في خوضها، هل يملك الوزير الإيطالي حججاً أهم من حججنا؟...الموضوع بالطبع ليس فقط استرجاع آثار منهوبة بل استرجاع بعض عناصر هوية حضارية هامة يعبث بها الغرب الذي ورث سايكس بيكو وغيرها...لا يجب أن نلتزم بكلام المحللين الاستراتيجيين على الدوام،  فما الفائدة وبعض محللينا الاستراتيجيين يتغنون بأساطيل الصين وروسيا، ونحن لا نحرّك أهم سلاح لدينا...وأهم سلاح لدينا هو المعلومة والمعطيات والفكر....الغرب يخشى الفكر...الغرب يمكن هزيمته بالفكر....فكرنا مستهدف...ولو كان شعبنا الآن على موجة فكرية واحدة لما استطاع الغرب التأثير عليه....الغرب هو الذي زرع الأفكار الغريبة واشتغل عليها....ونحن مع الأسف -وفي نموذج مؤسستنا الثقافية- لا نزال نعاني من تهميش الباحثين والكوادر والمختصين ووضع أفكارهم في الثلاجة ...هل هذا معقول؟؟!!هل هذا معقول؟؟!!
إن نية الأعداء شن حرب على سورية جاءت بعد فشل الحرب التي شنّوها في سورية منذ أكثر من أربعة أعوام....فالعصابات وبالرغم من كل الدعم والتمويل فشلت في زعزعة البلد...والصمود الذي لقّن فيه السوريون العالم درساً لا ينساه، هو الذي سيقي البلد شر الحرب العدوانية التي يهددون بها...

وبما أن التهديد بعدوان كبير هو ليس إلا انعكاساً لفشل ذريع على الأرض، فذلك يطمئِن النفوس لأن الأهداف التي لا تتحقق في الخطوة الأولى لن تتحقق في الخطوة الأخيرة...والخطوة الأخيرة بإذن الله ستكون وبالاً على كل القوى المتآمرة إذا فكرت بتنفيذها، وتنفيذها يشكّل بالضرورة دليلاً واضحاً لكل مواطن سوري شريف على ما ارتكبته وترتكبه الدوائر الصهيونية بحق سورية...وطالما تم استيعاب أبعاد هذا المشروع الصهيوني الخطير، فستتم مقاومته بطريقة ستذهل صفحات التاريخ.

 

سيرياديلي نيوز - خاص - سليمان أمين


التعليقات