قال محمد توفيق رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وعميد كلية الشريعة في دمشق إن "الزكاة حق وواجب في أموال الأغنياء للفقراء، وهي ليست منّة وتفضلاً. ومنعها يؤدي إلى تفاوت طبقي حاد وهدر لطاقات بشرية مهمة، كان يمكن أن تستثمر بالموارد المالية المتحصلة من الزكاة. للإنتاج ثلاثة مقومات هي اليد المنتجة ووسائل الإنتاج والزمن. والمال وسيلة من وسائل الإنتاج سواء كان عينا أو نقودا أو أشكالاً أخرى، فالنقود بيد التاجر وسيلة والأرض بيد الفلاح وسيلة والمصنع كذلك. ومن هنا كانت فريضة الزكاة تجب في المال النامي والمقصود به المال المنتج والذي ينمو. والزكاة فريضة اجتماعية تحقق التضامن والتكافل الاجتماعي، تصور أن الفقير ينظر إلى الغني وهو مترف ويتنعم بما يملك من وسائل الرفاهية في حين هو لا يجد لقمة العيش. فهو سيحقد حينئذ على الغني".

وأضاف البوطي بحسب صحيفة الوطن إنني "أرى أن تجمع الزكاة في الأموال الباطنة بطريقة الحساب المصرفي في البنوك الإسلامية. ومن الضروري أن نتجاوز طريقة دفع وإعطاء الزكاة يدوياً. بل تسدد للمصرف من الأغنياء للحساب المخصص وكذلك تسديدها للمستحقين يتم بالبطاقات التي يحصل بها مستحق الزكاة على حقه عن طريق الصراف الآلي. وفي هذا محافظة على كرامة الفقير وتوفير لليد العاملة في المؤسسات التي تتوسط لقبض الزكاة وتسديدها. لأنني أرى ألا يقف الفقراء على أبواب الجمعيات الخيرية وأبواب الأغنياء يستجدون المساعدة، بل يجب أن نقدم للإنسان ما يحفظ كرامته الإنسانية. والآن من يدفعون الزكاة في بلادنا بصورة صحيحة لا يتجاوزون في أحسن الأحوال 10% ممن تجب عليهم. وإذا كانت هذه النسبة البسيطة تحقق كل هذه النتائج فماذا يجري لو دفع الـ90 % الباقون زكاة أموالهم؟ كيف سيكون حال الناس؟ هل سيبقى فقير واحد في وطننا؟ هل سيبقى محتاج على باب جمعية أو سائل في الطريق؟ أعتقد أن الزكاة هي الحل الأمثل".

واليوم قد نستطيع تحقيق ذلك من خلال مشروع صندوق الزكاة الذي نأمل في أن يثمر أثاراً طيبة ونتمنى أن يتكامل نظام هذا الصندوق وأن تكتمل اللائحة التنفيذية لمرسوم صندوق الزكاة والنظام المالي ولا أعني بذلك أن المشروع متوقف بل إنه يؤدي دوراً مهما، ونعتقد أنه في المدى القريب سيصبح المشروع متكاملا والآن هناك عشرات الملايين يستفيد منها المجتمع على الرغم أننا لم نعلن للجمهور الآليات المناسبة لتسديد الزكاة إلى الصندوق…
أما صدقة الفطر فهي بطاقة محبة ليس أكثر تنسج فيما بين أبناء المجتمع وتوطد مشاعر المحبة والمودة وهي أشبه ببطاقة تهنئة في نهاية شهر رمضان المبارك. وهي للصائم تتمة عبادة الصوم ومقدارها بسيط وتعطى للفقراء وقد يعطيها الفقراء وبذلك يمكن أن يكون الشخص نفسه في صدقة الفطر معطياً وآخذاً.
ويجب أن تعتمد على توظيف الأموال لتنمية الطاقات البشرية المعطلة الفقيرة الضائعة، وهذا يحتاج إلى إعادة هيكلة عمل الجمعيات الخيرية لتحقيق أهدافها بشكل أفضل

سيريا ديلي نيوز


التعليقات