لم يعمد المسلحون القادمون من أنحاء العالم إلى سوريا إلى جلب الأسلحة وعتاد القتل والدمار فحسب، بل جلبوا معهم أوبئة وأمراضا لم تكن موجودة في سوريا ولا في دول الجوار من قبل.

ويكشف المدير السابق لـ"مركز اللاشمانيا" وعميد كلية الصيدلة في الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور محمد معروف، في حديث خاص مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن ظهور أنواع جديدة من مرض "اللاشمانيا" لم تكن منتشرة سابقا في سوريا، علماً أنه تم مقارنة هذه الأنواع مع البيئة الأصلية التي أتى منها المسلحون، ليتبين بوضوح مسؤولية المسلحين عن نقل هذه الأمراض إلى سوريا، وبالتالي انتقلت لتصيب الأطفال والكبار بالإصابات الجديدة، بعدما كانت "اللاشمانية" في البلاد عبارة عن نوع واحد مسيطر عليه.

ويقول معروف إنه لا يوجد لقاح لمرض اللاشمانيا، ولم يتم التوصل إلى علاجات له في العالم، إلا أن المصابين به يعالجون بأدوية متوفرة تؤدي إلى الشفاء في الحالات الجلدية فقط، لكن لديها تأثيرات جانبية، ونحن بحاجة إلى دواء جديد ولقاح يواجه المرض ويحد من انتشاره. كانت وزارة التعليم العالي في سوريا أنشأت في بداية الأزمة "مركز للاشمانيا" يتبع لجامعة دمشق مهمته البحث عن علاج ولقاح جديد والمساهمة في الحد من انتشار "اللاشمانيا"، ولدينا أبحاث أعدها 11 باحثاً في درجات الدكتوراه والماجستير من الكليات المختلفة، وتم التوصل إلى نتائج جيدة لإنتاج اللقاح.

وأكد الدكتور معروف أن الأنواع الجديدة انتشرت في تركيا بعدما أكدها الباحثون الأتراك، الذين اكتشفوا أنواعاً من الأمراض لم تكن موجودة في تركيا، وجميعها ظهرت في محيط مخيمات التدريب للمسلحين وعائلاتهم منها "اللاشمانيا الدونوفاني"، و"الميجر"، علماً أن تلك النوعية من اللاشمانيا تتسم بمستويات انتشار سريع جداً.

وأفاد مصدر خاص لـ"سبوتنيك" أن عدد إصابات اللاشمانيا في "حي الصواعق" في حماة فقط وصل  إلى حوالي 1200 حالة، حيث طالب الأهالي مجلس مدينة حماة بضرورة تأمين جرار لترحيل القمامة في وقتها بشكل مستمر، كما ناشد سكان "حي الصواعق" و"جبرين" بضرورة حفر بئر خاص بالحي لمياه الشرب بدلاً من شرائها من قبل باعة الصهاريج نتيجة النقص الشديد في المياه الصالحة للشرب.

سيرياديلي نيوز


التعليقات