سيريا ديلي نيوز - مجد عبيسي

لم يبق لأحد قدرة على الاستمرار في فهم لغة السوق سوى ببقايا كلمات هاربة من معجم الأمل الذي يحترق من فرط انفعال المواطن المحرور من الأسعار المستعرة!!

الحسبة المالية التي كانت تقوم بها عائلة ذات 5 أفراد لتأمين الطعام المتوسط أمس لم تعد تنفع اليوم.. إذ كانت الحاجة لمردود لا يقل عن 50 ألف ليرة سورية في المتوسط كافية لتعادل انخفاض العملة، ولكن سقف بدل الطعام الشهري ارتفع بتراتبية غير معقدة نهائياً إلى 80 ألف ليرة سورية أو حتى تسعين!!.. وهنا على من يقع اللوم؟!

البعض يعزو السبب إلى تقصير الحكومة متمثلة بوزارتي التجارة الداخلية والخارجية وحماية المستهلك والتموين و...إلخ ، ولكن الأمر من وجهة نظر أوسع يدور في زوبعة أكبر من الأذرع الرقابية، وقد عصفت بمكونات المجتمع المادي وركائز الاستقرار السلعي.

/108/ ضبط تمويني في دمشق وريفها:

اتهام الحكومة بالتقصير تتحمل الجهات المسؤولة جانب منه، ولكن "الكم" المخبأ هو المسؤول الحقيقي عن رفع الأسعار والتحكم بها بهكذا ثقة لا يستطيع مجتمع بأكمله وحتى أذرع الرقابة التموينية -بضبوطها وغراماتها- التأثير عليها للانخفاض من جديد.

فحسب ما جاء في الصحافة اليوم فقد "كثفت دوريات حماية المستهلك المشتركة خلال اليومين الماضيين بين مديريتي التجارة الداخلية في دمشق وريفها الرقابة على الفعاليات التجارية والأسواق ونظمت /108/ ضبوط تموينية في الميدان والمزة ومشروع دمر وشارع بغداد والصبورة وضاحية قدسيا

وشملت الضبوط المنظمة عدم إعلان عن الأسعار والإعلان بسعر زائد و تقاضي زيادة في أسعار الخضار والفروج واللحوم والمواد الأساسية وطلبت المديريتان من أصحاب الفعاليات التجارية التقيد بالأسعار المحددة وفق هوامش الأرباح، تحت طائلة العقوبات. كما ناشدت المواطنين الابلاغ عن أي شكوى على أرقام الشكاوى 119 في دمشق و 120 في ريفها.‏

ومن جهة أخرى سيرت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق دورياتها المسائية أمس الى كفرسوسة وبستان الدور والمنطقة الصناعية لقمع المخالفات في إطار تكثيف الحملات على مدار اليوم وبشكل مفاجئ.‏"

لمَ لا يرتدع الباعة؟

هكذا خبر إن لم يسق لنا قناعة بجهود الحكومة فعلاً لضبط الأسعار فهو على الأقل يرفع العتب ضد أية اتهامات. ولكن لمَ لا يستجيب الباعة؟!!

وصل سعر صرف الليرة السورية في فترة إلى قرابة 350 ليرة مقابل الدولار الواحد فارتفعت الأسعار. ثم انخفض إلى 230 ليرة مقابل الدولار فبقيت الأسعار على حالها..!!

سألنا عدداً من باعة المفرق عن سبب الاتجاه الواحد في الربح وصولاً إلى باعة الجملة ثم.. وصولاً إلى.. اللاشيء!!

دائماً كان التاجر -مهما صغر أو كبر- هو "ضحيــــّـة" مثله مثل المستهلك المغلوب على أمره. ودائماً هو مع تخفيض الأسعار. ولكن –عليهم اللعنة- التجار الكبار لا يصغون إلى مطالب التجار المساكين ولو كانوا كشفوعين بالجماهير العريضة.

وهم أيضاً –عليهم اللعنة- من يرفعون الأسعار دائماً ويفرضون ذلك على جميع أصحاب الأعمال بمختلف أحجامهم، دون حول لأي منهم ولا قوة على الاعتراض على ذلك.

وطبعاً "عليهم اللعنة" لم نتمكن نحن الصحافة من الوصول إلى أي منهم أو من الحصول على أي مؤشر أنهم موجودون على كوكب الأرض!!

وطبعاً لدى الاستمرار في البحث وسحب الخيط إلى خارج حدود الأرض انقطع !!
وعندها لاحت لنا خديعة أن الخيط انتهى عند من سألناهم، ورموا بدورهم قاربنا في عرض محيط التساؤلات مجدداً بعد أن اقتربنا من شاطئ الحقيقة؟! الحقيقة الصامتة عن ضمائرهم الكاذبة.

سيريا ديلي نيوز - مجد عبيسي


التعليقات