سيرياديلي نيوز - ولاء علي
الوطن يستحق الحب، يستحق العمل والجهد، هو يدعونا في محنته للتعاون، للتضامن، للوقوف بوجه الكارثة.. لنرفع وتيرة اليقظة والحذر والأمل، فلا نترك ساحتنا الاجتماعية عرضة للفوضى.. وكلنا يعلم ويعي ويعرف أن وطننا السوري هو بيتنا، هو شرفنا وعرضنا ويستحق منا كل حراك مفيد ونافع.. وأقول: لسنا بحاجة إلى مصطلحات طنانة رنانة، ولا إلى عبارات ومفردات تمر وتعبر من غير تأثير مهم، بقدر ما نحن بحاجة إلى فعل حقيقي يمسح دموع ملايين السوريين الذين يندبون حظوظهم ويبكون وطنهم، إلى فعل ناشط يترجم الإرادة ويحيلها إلى نشوة الفخر بأننا سوريون بكل المعاني التاريخية والحضارية....
وهذا يعني فيما يعنيه طرد الأنا الذاتية وإلا آلت المصلحة والمنفعة الشخصية تعيش وتتغذى في عربة نقل سيرفيس أو شركة تابعة للدولة يتمركز فيها الروتين والفساد بما يتشابه مع ترف فكري، عرفناه يرتع في مطاعم فاخرة، وداخل سيارات عالية الجودة، أساسها كسب غير مشروع باستخدام الأقنعة السياسية والانتهازية..
رغم هذا يبقى الحراك العفوي الشعبي يدفع نفسه بنفسه.. ولا يتوقف....!!!!
وأقتبس هذا المثال المعاش :
في السيرفيس وبعد مطاحنة وشجار وتنكيل تستطيع تأمين نصف مقعد يقلك إلى عملك بأخر نقطة من العالم. وتبدأ الأحاديث في البحث والنكش، كل واحد منهم محلل سياسي وقائد حرب، ومخطط استراتيجي ، هذا يشخص حالاً سياسياً قامت به الدولة متهماً إياها بالفشل، وذاك يعارض ويصر على أنها خطوة موفقة .. وفي لحظة لاحقة يشتركون معاً في لغط يشبه لغط البياعين في سوق الخضار..
تتحدث إحداهن ( أم رامي ) وتقول: مللنا سياسة بدنا نعيش، مللنا من حش الحكي.. لتتعالى الأصوات من كل مقاعد الحافلة، بين مؤيد ومعترض و..
يقول أبو محمد، مسؤول في شركة عامة تابعة للدولة: ما بدها تهاون ولا ملل، دول العالم الغربي تشن علينا حرباً ضروساً، وعلينا مقاومة الرجعية العربية..
ملاحظة : أبو محمد أول مرة منذ بدأت الأزمة يصعد عربة نقل (( سرفيس )) لأن سيارته الخاصة تحتاج تصليح والوقود تصل لسيارته من مخصصات الشركة التي يعمل بها
سانده شخص يجلس خلفه، قال: شعبنا مريض، لا هم له سوى بطنه، أناس لا يشبعون من مص الدماء..كأن سورية للغرباء وليست لنا. لازم أفهم وأعلم نوع العلاقة بين ربطة البقدونس وحزمة الفجل والدولار وقاطع كلامه مكالمه هاتفية على جواله شخص يسأله عن أسعار الخضار فقال بصوت متعجرف والله لا أستطيع التحديد تماماً الآن السعر عندما أصل المحل أرقاب حال الدولار وأخبرك !!!!
تنويه : الخضار من مزروعات أرض التاجر الشاعر بحاجة الوطن للوحدة والضمير
نظرت أم رامي، المرأة التي تلقت سيلاً متناقضاً لا يتفق مع روحها، تحجرت الدموع في عينيها، لم تجهش في بكائها، ظلت صورة ابنيها الشهيدين منحوتة في صخر دموعها صمتت ثم صمتت..
توقفت السيارة، صرخ السائق: أفسحوا مكاناً، أخوكم مواطن وهذا حقه علينا..ولم يفكر أن السمكات المحشورة في علب السردين ميتة ونحن كائنات حية..فهل نموت لأجل كل هذا النفاق..
أقتضى القول : المكان مخصص لثلاثة أشخاص ويجلس فيه إلى الآن أربعة أشخاص والخير في ما هو قادم
وحبل الجرار يطول بين المواصلات والمؤسسات والمعاملات .. صور درامية موميائية وجنائزية يعجز العقل عن نقلها ووصفها .. تبدأ مع سؤال لموظف يغمض نصف عينيه، تقول له: أرجوك ساعدني . يجيبك: معاملتك قانونية..؟ وتردف راجياً وموضحاً: نعم قانونية لكني من محافظة أخرى وأحتاج لبعض الوقت..
تشحظ عينا الموظف، تحمر وجنتاه غيظاً يتخشب صوته في أذنك: شعب لا يحترم القانون والسبب أمثالك..أنت تعرف القانون أكثر مما أعرفه، غير أنك لا تأبه بغير نفسك......وتحار روحك مع التهمة..
هنا تحتاج للوقوف مع نفسك دقيقة، لتوبخها لهمجيتها الغير مقصودة، ثم تتمسك بمعاملتك وبطريقة روتينية تضع داخل المصنف نقوداً يراها هذا الموظف الأخلاقي..وبعدها يصير القانون على الرف..
تنبيه : الموظف الحكومي الشريف يوجد بطاولته مكان مخصص محكوم بقفل ومكتوب عليه (( رزقة برانيه))
قبل غروب الشمس بقليل، قبل حارتك الجديدة بعد خراب بيتك ودماره وفرارك ، وعند أول حاجز، يقف السيرفيس...يصرخ السائق: حضروا الهويات بسرعة..ويطير المصنف والورق والبشر والحديد والحجر مع تفجير قام به مدمن مخدرات لا يعرف ماذا يفعل..........ويقولون استشهادي!!!!!
سلام يا بلادي سلاااااااااااااام .
سيرياديلي نيوز- ولاء علي
2015-05-10 20:32:21