حمّل الرئيس بشار الأسد، السعودية، المسؤولية عن ظهور داعش وغيره من التنظيمات المرتبطة بالقاعدة، متهماً معظم بلدان «التحالف الدولي» بدعم الإرهاب.

وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي نيوز» بثتها أمس، قال الرئيس الأسد: إن مصدر أيديولوجيا التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها، هم الوهابيون الذين تدعمهم الأسرة المالكة السعودية، ورأى أن اعتقال السلطات السعودية للمتعاطفين مع القاعدة نابع من اعتقادهم أن «دورهم سيأتي يوماً ما، لأن المجتمع في تلك المملكة أكثر ميلاً لداعش ولقبول أيديولوجيتها».
وأكد الرئيس الأسد أن سورية ليست دولة فاشلة طالما أن مؤسسات الدولة لا تزال تؤدي واجبها حيال المواطنين، مشدداً على أن ما يجري فيها هو دفاع من قبل الحكومة عن الشعب في مواجهة «غزو من إرهابيين يأتون من الخارج»، وأكد أن «ذلك استعمال مشروع للقوة».
وأشار الرئيس الأسد إلى أن المسلحين يقصفون المدنيين في دمشق وحلب بقذائف الهاون، الأمر الذي يدفع الحكومة للرد والدفاع عن الشعب، لكنه لفت إلى أن عائلات أولئك المقاتلين لجأت إلى الحكومة للحصول على ملاذ آمن وليس العكس.
وأكد الرئيس الأسد أن سورية ترفض الانضمام إلى التحالف الدولي الذي شكلته واشنطن لمحاربة تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، مؤكداً أن «معظم» بلدان التحالف «تدعم الإرهاب».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن باتت أقل تشدداً إزاء سورية، قال الرئيس الأسد: «نحن لا نحيا من خلال الأميركيين، بل نحيا فقط من خلال مواطنينا، وبالتالي فإن هذا لا يشكل حبل نجاة بالنسبة لنا»، وشدد على أنه مهما قال الأميركيون فإن المهم هو أن نكون مستقلين لا أن نكون دمى نعمل ضد مصالحنا من أجل مصالحهم.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت دمشق تنسق مع أميركا التي تحلق طائراتها في الأجواء السورية، قال الرئيس الأسد: «لا، لأنهم لا يتحدثون لغير الإمعات.. وقد داسوا بسهولة على القانون الدولي فيما يتعلق بسيادتنا. ولذلك، فإنهم لا يتحدثون إلينا ولا نتحدث إليهم».
وأوضح الرئيس الأسد أن سورية تتلقى «معلومات» قبل الضربات الجوية التي يشنها التحالف على أراضيها لكنها لا تخبر التحالف بأي شيء، وأكد أن سورية لا تسأل أحداً عندما تقوم بأي شيء على أراضيها، نافياً أن يكون هناك أي تنسيق أو حوار مع واشنطن، وقال إن «أطرافاً ثالثة تقوم أحياناً بنقل الرسائل العامة»، مؤكداً أنه «ليس هناك حوار، هناك معلومات لكن ليس هناك حوار».
وأكد الرئيس الأسد أن الحكومة لا تزال ترسل حتى هذه اللحظة لسكان الرقة التي استولى عليها داعش، «الأغذية، والأدوية وكل شيء»، وأشار إلى الغوطة التي تقصف دمشق يومياً، وقال: «كيف لنا أن نمنع عنها الغذاء في حين لا نستطيع أن نمنع وصول الأسلحة إليها؟».
ورفض الرئيس الأسد القول بأنه الناجي الأكبر بين زعماء الشرق الأوسط، وأرجع ذلك إلى أن الأمر لم يتعلق به شخصياً بل بسورية ككل، مؤكداً أنه وطبقاً للدستور ولأخلاقيات العمل، فإن واجبه «حماية بلادي عندما تتعرض لهجوم، لا أن أهرب»، ولفت إلى أن ما شهدته سورية كان «يتعلق بالإرهاب وبتغيير الدولة والرئيس» لأن سياساتهما «لا تعجب الآخرين»، وأكد أن «المسألة ليست شخصية، لكنهم يريدون شخصنتها كي يربطوا كل شيء بالرئيس».
....

سيرياديلي نيوز


التعليقات