خاص سيريا ديلي نيوز- .د.محمد وائل حبش

بالرغم من قيام المركزي خلال السـنة الماضية بســد العديد من الثغرات التي سـاهمت في انخفاض سـعر الصرف من خلال ضبط أكثر لعملية تمويل المســتوردات و ملاحقة تجار الســوق الســوداء ، لكن بالوقت نفســه لم نلحظ عودة المركزي عن سـعر صرف وضعه بل الازدياد دائماً بشــكل طردي في نشــرته الرســمية و هذا بحد ذاته عائق رئيسـي في إمكانية الضغط المباشـر على سعر الصرف في السوق السوداء ، و المثير للسـؤال حقيقة أن الكتلة النقدية الأكبر التي كانت تســتنزف القطع الأجنبي و هي المسـتوردات النفطية من المفترض أنها تقلصت بشـدة بحكم انخفاض سـعر برميل النفط إلى مسـتوى الســبعين دولار أمريكي ، و لم نر بالمقابل تحســن أو على الأقل توقف انخفاض سعر الصرف الرســمي أمام العملات الأجنبية . المشــكلة الثانية المسـتعصية أن الهوة الســعرية بين سـعر السوق السوداء و سـعر الصرف الرسـمي كبيرة و هذا يطرح تســاؤلاً مبرراً لدى العامة حول أي الســعرين هو الحقيقي ، فينما يصرح المركزي بأن ســعره هو الحقيقي و سـعر السـوق السـوداء هو الوهمي يقوم بالمقابل بصرف الحوالات الخارجية بسـعر صرف يقارب سـعر السـوق السوداء ، و يقوم ببيع الدولار لشــركات الصرافة المرخصة وقت التدخل في أغلب الأحيان بسـعر صرف يقل عن سـعر السوق السوداء بعشــر ليرات تقريباً و هذا ما يجعل الســوق النقدي في حالة تخبط بحكم تعدد أســعار الصرف ، و يضعف من مصداقية تصريحات المركزي حول حقيقة وضع الدولار و الليرة السـورية ، و هذا ما يؤثر بدوره على العملية التجارية في الأســواق ، و على العمليات المحاســبية لدى الشـركات التجارية .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات