مع الدكتور سنان علي ديب .....   يحاوره :  سليمان أمين

 سنان علي ديب دكتور في العلوم الاقتصادية اختصاص موارد بشرية

 

 

إن الأسباب الاقتصادية جوهرية و لها ركن أساسي من مسببات الأزمة وهذا يقود باستمرارها ما دامت لم تعالج الأسباب من لإقصاء واحتكار وتجاوز قوانين و تكوين طبقات لا تملك متراس أخلاقي وقيمي وكذلك فإن الآثار الاقتصادية للأزمة كانت كبيرة جداً  وقد تحدثنا في الحلقة السابقة عن الأسباب الاقتصادية وعن الانعكاسات على القطاع الزراعي وسنكمل معك دكتور عن الانعكاسات على كافة القطاعات الأخرى

 

 سيريا ديلي نيوز : بالنسبة لقطاع الصناعة ما هي الانعكاسات الاقتصادية التي سببتها الأزمة على هذا القطاع؟

الصناعة لم ييتم الانتهاء من حصر الخسائر النهائية  للقطاع الصناعي العام وقد بينت الوزارة أن قيمة الأضرار التي لحقت بشركات المؤسسة الكيماوية حوالي 48 مليار ليرة سورية و المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان 43مليار ليرة سورية والصناعات النسيجية 24مليار و الاسمنت 23 مليار و الصناعات الهندسية 19 مليار و التبغ 15 مليار و الغذائية 11 مليار ومؤسسة السكر 6 مليار بسبب استمرار الأزمة حسب أرقام وزارة الصناعة لغاية الربع الأول من عام 2014 نحو 188 مليار ليرة سورية وفي أحدث إحصائية قدرت خسائر القطاع العام بمجمله 212مليار ليرة سورية .

 

سيريا ديلي نيوز : دكتور السياحة التي انتعشت في السنوات الأخيرة قبل الأزمة هل خسرنا هذا القطاع نهائيا ؟؟

أما بالنسبة للسياحة تضررت السياحة بحيث شل هذا القطاع المنتج الذي وصل لوجه وأصبحت سورية ملتقى للسياح من كل أنحاء العالم نتيجة التكامل في شروط الجذب السياحي من ناحية تنوع المناخ و قرب الجبل من البحر و سورية مهد الحضارات و الأديان وما تحويه من مدن أثرية و رموز دينية و كذلك أصبحت للبعض مركز استقطاب تعليمي وصحي وكانت هي وما تتبعها من وظائف ملحقة مؤمنة لمئات آلاف فرص العمل و قطاع هام لجذب العملات الصعبة والتي تضاربت الأرقام حولها البعض قدرها بمليار دولار عام 2010 و البعض قدرها بـــــ5مليار قبل الأزمة ولكل حساباته و المهم دمرت الآثار وسرقت من قبل عصابات منظمة و شوهت المدن الأثرية و دنست أماكن العبادة و ما أدى إلى نشفان بهذا السوق وعطالة الآلاف و نقص بميزان العملات الصعبة و هذا القطاع الذي كان يعاني من بعض الثغرات كان في طور التفوق على المستوى الإقليمي أصبح مرتبط بإعادة التأهيل

 

سيريا ديلي نيوز :ماذا بالنسبة لوضع الاستثمارات التي أغلقت ملفات عملها واتجهت لمكان أخر ؟؟؟

الاستثمار للأسف كان هناك نزوح كبير لأغلب الاستثمارات القائمة المولدة للنمو من جهة وعدم جذب لي استثمارات و كان هناك تدمير للبنى التحتية سكك حديد جسور مشافي مدارس محطات توليد كهرباء و مياه مما سيجعل مستقبلاً هذه البنى أولوية في إعادة الأعمار بعد أن قطعنا درجات متقدمة في الوصول لمراحل غطت أغلب المناطق ولأغلب السكان , فقد أشارت الإحصاءات إلى أن عدد الشركات السورية التي أسست بمصر بـ/365من أصل 939شركة وفي تصريح لوزير التجارة المصري أفاد بان 80 مصنع سوري قد تم نقله إلى مصر وأن حكومته تفاوض 300 رجل أعمال سوري يرغبون بالاستثمار بمصر وتقد 50 رجل أعمال يعملون بالغزل و النسيج ويصدرون أعمالهم لأوروبا , وفي الأردن إن السوريين أدخلوا أكثر من مليار دولار عام 2012ومن جانب ىخر تم تسجيل نحو 500 شركة سورية بالأردن خلال عامي 2011 /2012

 

سيريا ديلي نيوز : دكتور سنان هناك سؤال مهم جدا بالنسبة للكفاءات والخبرات السورية التي هاجرت إلى خارج حتى قبل الأزمة ما رأيك بذلك ؟؟؟

  بالنسبة للكفاءات بالرغم من النزيف الكبير للكفاءات قبل الأزمة أدت الأزمة لنزوح عشرات الآلاف من أهم الكفاءات بمختلف المجالات ومن كافة الشهادات و حملة التقنيات و الأفكار وكذلك لاستشهاد آلاف منهم في خسارة أهم من الخسائر المالية والمادية وهروب الاستثمارات المحلية والأجنبية و تدمير وسرقة المعامل والمدن الصناعية بحلب وحمص

 

سريا ديلي نيوز: التجارة الخارجية متى بدأت بالتراجع في ظل ظروف الأزمة ؟؟

وبالنسبة للتجارة الخارجية فقد أدت الأزمة لتراجعها بين الربع الأول من عام 2011 و الأول من2013 بنسبة 95 % للصادرات و 88% للواردات و أفاد تقرير لهيئة تنمية وترويج الصادرات السورية النفطية و السلعية إلى انخفاض قيمتها من 1.9 مليار دولار في الربع الأول عام 2011 إلى 94.7مليون في الربع الأول عام 2013 بنسبة تراجع بلغت 95%.

 

سيريا ديلي نيوز : ماذا عن قطاع الكهرباء والذي يعتبر من القطاعات المهمة جدا ؟؟

و بالنسبة لقطاع الكهرباء وبحسب مدير التخطيط في الوزارة قدرت الخسائر على أساس (ك- و-س غير المخدم تعادل 50 ل.س / ك.و.س على أساس الدولار 50 ل.س و بين إن الكمية المنتجة عام 2011 4290 بينما أصبحت عام 2013 أصبحت 2971

 

سيريا ديلي نيوز : ما حجم خسائر العقوبات التي تعرض لها البلد في ظروف الأزمة ؟؟

وقد ذكرت تقارير  بأن الجزء الأكبر من التكلفة الاقتصادية للعقوبات التي فرضت على سورية تحملها الشعب السوري، حيث يظهر التقرير أن 28.3 % ( 6.8 مليار دولار) من إجمالي الخسائر في الناتج المحلي خلال الأزمة، على الأقل كانت بسبب العقوبات، والجزء الرئيسي من هذه الخسائر والقابل للقياس كان في قطاع النفط حيث قدرت أخر الدراسات الخارجية/ مع عدم إيماننا بالرقم الذي يصدر خارج سورية ولكننا سوف نأخذه من باب العلم / خسائر قطاع النفط بمبلغ ( 24.2مليار دولار)، بينما تحملت قطاعات النقل والصناعات التحويلية والتمويل بقية الخسائر. وباستخدام منهجية المحاكاة على المستوى الجزئي، يقدر التقرير زيادة الفقراء بـ 877 ألف شخص من إجمالي الزيادة في الفقراء، نتيجة للعقوبات, وهذا ما يتثبت كل ما قلناه سابقاً أن الغرب لا يريد معاقبة أشخاص وإنما تدمير بنى و اقتصادات ولو على حساب لقمة العيش و الدماء

ما أدت له  إلى نمو وارتفاع حاد في عجز الموازنة الحكومية، نتيجة زيادة الإنفاق الحكومي الجاري، والمترافق مع انخفاض العائدات كثيرا، و «هناك جزءا آخر في الخسائر الاقتصادية، هو ارتفاع الإنفاق العسكري غير المدرج في حسابات الناتج»، وهذه الخسائر لم تنعكس بحسابات خسارة الناتج المحلي، لأن ميزانية التصنيع والإنفاق العسكريين بمعظمها لا تسجل في الحسابات القومية».

 

سيريا ديلي نيوز: دكتور سنان في نهاية حديثنا لهذا الحوار هل يمكن أن نتحدث عن وضع الليرة السورية وماهي الظروف التي أدت إلى إضعافها ومن هم المسؤولون عن ذلك ؟؟؟

 ما عانته الليرة السورية خلال الأزمة شيء عجيب وغريب ولن يكن نتيجة الظروف وإنما بسبب سياسات لا تناسب الواقع والحفاظ عليها إما لأخطاء وضعف بالداء أو لغايات بنفس يعقوب ففي بداية الأزمة عندما عم الخوف و الناس هرولت للدولرة أو لشراء الدولار للنزوح والهجرة صمدت الليرة لمدة طويلة لتصل للثمانيين ومن ثم لـلحاجز المائة وثلاث ليرات وبعد الضغط عادت للثمانيين وبعد أن استقر الناس بشكل فجائي تقفز لفوق الثلاثمائة و لتعود للمائة و السبعين وتهبط للمائة و الثلاثين ليصلها قرار الميالة برفع الدولار التصديري10 ليرات لتعود للارتفاع و كان هذا الارتفاع نتيجة لتضخم غير مراقب أو محمي من البعض لبضائع مخزنة وضعف تدخل وزارة حماية المستهلك و عدم مراقبة الأسواق أو لتصرفات يوحى منها ضبط الليرة و مفعولها عكسي مثل المزايدات لبيع الدولار وما شابها من فساد منع التحويلات إلا بالليرة وما أدى لتحول الناس للصرافين في السوق السوداء عدم مراقبة مكاتب الصيرفة و تصريحات تجنن الدولار من مسؤولين إما جاهلين أو تابعين 

 

سيريا ديلي نيوز : دكتور تلاعب بعض الدول بالليرة ما تأثيره على وضعها ؟؟

 لعب بعض الدول بعرض الليرة السورية أو اللعب من الخارج بأسعار بعض العملات المحولة , ووضع الليرة من أهم عناصر الثقة بقوة الاقتصاد واستقراره وثقة المواطن بالأجواء ولولا تدخل الجهات المختصة بموضوع الأسعار أو الليرة للأسف لأنهار الاقتصاد والبلد وساءت أحوال العباد أكثر مما هي سيئة وكان من نتيجة هذه السياسات اغتناء تجار الأزمة وولادة أصحاب الأموال السوداء ليولدوا طبقات جديدة من لصوص وحرامية كل شيء من المال للأثاث للنفط لشراء وسرقة الأعضاء .

 بالتأكيد دكتور سنان سنتكلم عن هذه الطبقات والتجارات الجديدة وسنعالجها في الحلقة القادمة  التي ستكون عن النتائج الاجتماعية و الحلول و البرامج المناسبة للانطلاقة المتجددة بالإضافة للفقر و البطالة  في سلسلة الحلقات التي خصصها سيريا ديلي نيوز معك .

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات