خلال الأشهر الـ18الماضية، أمضت خبيرة الآثار من جامعة بنسلفانيا كاثرين هانسون، الكثير من وقتها لتحليل صور الأقمار الاصطناعية من العراق وسورية.
وبينما كان تنظيم «داعش» يسيطرعلى مناطق من سورية والعراق، كان يحفرالعديد من المواقع الأثرية، وينهب كل ما يعثرعليه. وتقول هانسون «كانت هذه المواقع تبدو مثل الجبنة السويسرية لكثرة الفوهات المحفورة بها».
وتضيف أن ثمة مواقع أثرية عدة ترجع إلى العصرين الحديدي والبرونزي، إضافة إلى الحضارات الإسلامية والإغريقية، والرومانية والبيزنطية، باتت الآن تحت خطر مؤكد. ومن بين هذه المواقع أولى المدن التي أسسها البشر في المنطقة،إضافة إلى بعض مواقع أخرى مسكونة منذ 6000 عام بصورة مستمرة. ويقول رئيس مركز الثقافة والإرث في جامعة بنسلفانيا، بريان دانيالز، إن «هذه المنطقة تمثل بحق مهد الحضارات».

ويقول دانيالز وآخرون، إن تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على أجزاء من العراق وسورية، يبدو أنه يقوم بأعمال حفر كبيرة. وتشير هانسون إلى ثلاثة مواقع هي أفاميا، و«دورا يوروبس»، والرقة، باعتبارها أماكن تمثل غنى كبيراً
بالآثار. ومن المعروف أن سرقة الآثار تمثل تجارة رائجة في العالم، بدءاً من مواقع السكان الأصليين في جنوب غرب أميركا، إلى المواقع الحراجية في كمبوديا. ولكن سورية والعراق تتفردان في كثرة حالات السرقة التي تتعرضان لها.
وفي العراق، شكلت سرقة الآثار مشكلة كبيرة خلال العقد الماضي، وبالضبط في الفترة التي كان الصراع في أشده بين الطوائف العراقية في الفترة ما بين 2003 و2006، حيث استفاد اللصوص من الفوضى للتنقيب في العديد من المواقع
خصوصاً في جنوب العراق، وتؤكد هانسون، أن معظم حالات سرقة الآثار السابقة كانت تتم بصورة يدوية بخلاف ما تفعله «داعش»، التي تقوم بالتنقيب بوساطة الجرافات.

 

سيرياديلي نيوز


التعليقات