منذ بداية مايسمى بالربيع العربي وثمة سؤال يتردد باستمرار : هل ثمة علاقة مابين حرب تشرين وبما يسمى الربيع العربي …!؟

وللاجابة على هذا السؤال لابد أن نعرف تداعيات حرب تشرين على العدو الصهيوني لنعرف ان الربيع العربي ليس إلا الربيع العبري بامتياز ..ولنلقي نظرة خاطفة

كثيرون كانوا يعتقدون بأن حرب تشرين كانت مجرد حرب , مثلها مثل أي حرب حدثت أو قد تحدث في يوم ما ,…ولكن الحقيقة أن حرب تشرين لم تك مجرد حرب بل كانت حرب  عربية متميزة قد لاتتكرر أبداً ويمكن تميزها بعدة عوامل :

أولاً : لأول مرة في تاريخ العرب الحديث يستطيع رئيس عربي اسمه الرئيس حافظ الاسد أن يوحد العرب بعد سنوات قليلة من توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية

ثانياً : الاسد تمكن من اختراق الاتفاق السعودي الامريكي , المتضمن بعدم وقوف السعودية ضد اسرائيل وبعدم ايقاف النفط مقابل حماية امريكا للعائلة المالكة في السعودية ورغم ذلك أقنع الرئيس الاسد الملك فيصل بالوقوف مع العرب ووقف ضخ النفط للدول التي تساند اسرائيل ., وهذا ماحصل فعلاً

ثالثاً : لآول مرة في التاريخ العربي يتوحد القرار السياسي والعسكري ويستخدم النفط العربي في مواجهة العدو الصهيوني .

رابعاً : لاول مرة في تاريخ العرب الجيش العربي السوري يدحر العدو الصهيوني ويرفع العلم السوري فوق القنيطرة ويعبر الجيش المصري قناة السويد ويرفع العلم المصري فوق سيناء ..

خامساً : لأول مرة تسقط اسطورة الجيش ـ الاسرائيلي ـ التي لاتقهر ..وتفكر غولدا مائير بالانتحار وتكاد تنهار دولة اسرائيل لولا الجسر الجوي الامريكي .

هذا لم يعجب امريكا وحلفائها فاوعزت للطالب السعودي فيصل بن مساعد بن عبد العزيز الذي يدرس في امريكا بالسفر الى السعودية وقتل الملك فيصل في 25 اذار 1975 . وقررت تمزيق الجيوش العربية واشعال نار القتنة واذلال الرؤساء الذين وقفوا ضدها فتم اقناع السادات باتفاق الاستسلام وتحييد الجيش المصري واغتيال السادات والمجي بصاحب اول طلعة جوية بحرب تشرين حسني مبارك رئيساً لمصر ليكون عراباً لاتفاقيات السلام الموقعة ومن ثم تم اشعال حرب لبنان التي استمرت حتى اجتياح اسرائيل عام 1982 وتشريد الفلسطينين الى بلاد مختلفة وقيادتها الى تونس ودخول القوات العربية والجيش السوري الذي قدم وحده عشرة الاف شهيد من أجل ايقاف نزيف الدم اللبناني وانتهت باتفاق الطائف …ثم تم اشعال جبهة العراق مع ايران ومن ثم حرب العراق والكويت والتي انتهت باجتياح العراق من قوات التحالف واعدام الرئيس العراقي الذي شارك بجيشه في حرب تشرين وهدد اسرائيل واطلق صواريخه عليها . ومن ثم حاولوا تحريض أكراد سوريا وحين فشلوا اغتالوا الرئيس الحريري ليتهموا سوريا وليخرج الجيش السوري من لبنان عام 2005 ثم تبدأ اسرائيل حربها على لبنان عام 2006 والتي وقفت المقاومة بمساعدة سوريا لها بالمرصاد ..وحربها على غزة وحصار عرفات وقتله وقتل الشيخ احمد ياسين ولك رمز مقاوم وقف ضدها ومن ثم تم الاستعانة بمنظمة تدعي بانها غير حكومية اسمها :

BUSINESS FOR DIPLOMATIC ACTION وتترأسها المؤسسات الاقتصادية الامريكية الضخمة في أمريكا والتي يسيطر على راس مالها اليهود .,هدفها تغيير أنظمة عربية لانها تحتاج أنظمة ضعيفة وميالة لتنفيذ الشرق الاوسط الكبير, وغذت افكار التغيير بما يتلائم مع مخططها معتمدة بالاصل على التجاوزات والمشاكل الاقتصادية والامنية والسياسية للعالم العربي فتم الاطاحة برئيس تونس ورئيس مصر بالاتفاق مع قادة الجيش والاخوان المسلمين باغرائهم باستلام السلطة وهرب بني علي بطريقة مذلة وتم حمل الرئيس مبارك للمحكمة بطريقة مذلة وقتل القذافي بطريقة مذلة وهرب رئيس اليمن بطريقة استسلام مذلة وهاهم الان يحاولون اساءة سمعة الجيش السوري والرئيس السوري الذي لم يك ليصمد كل هذا الوقت لولا شعبيته الكبيرة وايمان الجيش العقائدي وهذا ماجعلهم يلجأون لاسلوب الاغتيالات والتفجير وتمكنوا من اغتيال أول من زرع علم الوطن على سفح جبل الشيخ العميد موراني الذي استشهد بتفجير فرع المنطقة والجمارك هذا البطل ظلت اسرائيل تطارده طوال 30عاماً كي تغتاله لانه رفع علم سوريا فوق جبل الشيخ واغتيال ابو الصواريخ السورية العماد راجحة الذي كان يقف بصلابة وراء انتصار تموز وغيره من الابطال ولكن هاهو الربيع العبري يحقق حلمها وينفذ مخططها لاضعاف جيوش المنطقة التي حاربوها ولعل اصرارها اقناع المعارضين بالعودة للاعلام السابقة انما لنسف كل فترة الرؤساء الذين وقفوا ضدها وضد وجودها في قلب العالم العربي … فهل عرفتم الان ماهي العلاقة مابين حرب تشرين والربيع العبري …؟ ولماذا ….؟ أتمنى أن نفهم وندرك قبل فوات الأوان أن الجيش السوري يخوض اليوم أعنف حروبه وهي حرب الوجود العربي المقاوم أمام عدو يحاربنا باعلامنا وسلاحنا ونفطنا ومالنا والخونة

ويحشد أكبر ائتلاف دولي وعربي لتسقط قلعة الصمود والتصدي …

فهل نعطيه الفرصة أم نفوت عليه الفرصة ..؟

هذا هو السؤال الاهم.!

....

سيريا ديلي نيوز


التعليقات