الاهداء : الى روح الشيهيد يعرب الطويل والى زوجته عتاب شعبان واولاده محمد وسارة.

 

 

في 20 ايلول 2012 وصلتني رسالة صغيرة جداً: الرائد يعرب استشهد؛ ويومها كتبت عن استشهاد صديقي المُقدَم البطل الشهيد يَعرُب الطويل.. وثمّة شيء في داخلي كان يرفض أن يصدق أن يعرب قد استشهد، تماماً كما لم أكن أريد أن أصدق كلامه لي: أنا منذ أن تطوعت بالجيش وأنا أعرف نفسي بأنني مشروع شهيد ـ وبتُ أدرك أنّ روحي لم تعد لي وأنني سأموت ذات يوم شهيداً.. وكم يسعدني أن أقدم روحي وأنا أحمي أهلي ووطني وأستشهد بمواجهة العدو على سفوح الجولان..

 

 

وكتبت يومها مقالة الشهيد الحي،المنشورة في صحيفة الرأي السورية.

وقلت: أن كلامك قد تحقق ونلت الشهادة يابطل.. مبروك يابطل لقد تحقق كلامك ولكن ليس على سفوح الجولان كما كنت تتمنى بل بيد من نذرت حياتك للدفاع عنهم، بيد الخونة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم للشيطان. ولكن اطمئن فلن نُفرّط بما استشهدت لأجله، ونُردّد معك: كلنا مشاريع شهادة لأجل أن تبقى سورية بخير وسنبقى..

 

وفي 20 ايلول 2013 الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك بدأتُ كلامي بالعبارة الأخيرة حين وعدتك بقولي: ولكن اطمئن فلن نُفرّط بما استشهدت لأجله.. وكنت أفكر بصوت عال: إن كان الشهيد اهتم بالدفاع عن الوطن ليبقى الوطن ونبقى، فمن حقه علينا أن ندافع عن عائلته؛ وأولاده بالوقوف معهم، وهذا أضعف الإيمان. تُرى: ماذا فعلنا لوالده الكهل أو لوالدته الثكلى؟؟ وماذا قدمنا لزوجته الأرملة وأولاده اليتامى!؟ وهذا يدفعنا لسؤال مهم جداً: ـ ماذا يمكن أن نفعل من أجل أن يبقى الشهيد حياً؟؟

 

 

 طرحت هذا السؤال على الأصدقاء الذين شاركوني نفس الاهتمام؛ وترَحّموا على شهداء الوطن؛ واتفقوا بأنّه يجب أن ننتصر لترتاح روح الشهيد؛ وأن يتم الإهتمام بعائلات الشهداء الذين لم يبقى لهم معين إلا الوطن، وطالبوا بأن يتم تكريم الشهداء بتسمية الشوارع والساحات والمدارس والجوامع والكنائس بأسمائهم ليبقى ذكرهم مُخلداً، ودعم أبناء الشهداء لانخراطهم في الجيش وتسهيل ذلك عليهم ليكملوا مشوار العزّة والكرامة، وأنّ الشهيد هو حيّ في عقولنا وقلوبنا التي ستبقى تنبض وفاءً له، ونزيد إصراراً على أن ننتصر في الحفاظ على المبدأ الذي استشهدوا لأجله وألّا نسمح لمن قتله أن يقتل الوطن الذي دافع عنه وبذل روحه لبقائه، ونبقى نحن وعائلته نعيش بكرامتنا... في نهاية المقال مرفق برابط آراء الأصدقاء.

 

وبعد: نحن متفقين على أن الشهيد قدّم أغلى ماعنده لأجل أن يبقى الوطن؛ ونبقى نعيش بكرامتنا، وعلينا نحن الذين بقينا بفضل تضحية الشهيد أن نكمل ونحمل رسالة الشهيد؛ ونهتم بعائلته كما لو كان موجوداً، ولاندعهم لوحدهم محتاجين؛ مكسورين؛ خائفين؛ لهذا ليس أمامنا خيار سوى النصر. ويسألني صديق: هل يجب أن ننتصر ليبقى الشهيد حياً؟؟

 قلت: نعم .. لأن المنتصر هو من يكتب التاريخ.. وتاريخنا يجب أن يبقى خالداً ومُشَرّفاً, ولو انتصرت إسرائيل بأدواتها: خفافيش الظلام وداعش ولواء التوحيد وجبهة النصرة، سيكتبون تاريخاً يشوّه حضارة سورية أولاً ليصبح الحكم العثماني فترة يجب أن نفتخر بها !. والاستعمار الفرنسي حضارة نعتز بها !!.. ووجود إسرائيل في قلب العالم العربي ضرورة لابد منها !!.. واحتلال إسرائيل للأراضي العربية السورية والمصرية واللبنانية والأردنية حق لها !!.. وكل حروب 48 و56 و67 و73 و82 و2006 كلها جرائم ارتكبت بحق إسرائيل !!.. ألم يقل الرئيس الإسرائيلي منذ أيام: أن سورية تُعاقَب لأنها رفضت الصلح مع إسرائيل!! وطبعاً هو يقصد أن سورية رفضت الاستسلام .. وسيكتبون أنّ كل فترة المقاومة الوطنية كانت فترة خاطئة، وأنّ المجرمين الشيشان والأفغان والعُربان والجُربان الذين قُتلوا في سورية هم شهداء عند ربهم يُرزقون بالحوريات !!، وشهداؤنا الأبطال كانوا مجرمين!!..ولن نجد ساحة أو شارع يحمل اسم شهداء الوطن؛ بل أسماء القتلة والمجرمين الذين جاؤوا من كل بقاع الأرض وقتلوا أهلنا وشرّدوا شعبنا؛ ولن نجد من يهتم بعائلات الشهداء. فمن أجل شهداء أيار؛ وشهداء الاستقلال؛ وشهداء الحروب العربية الإسرائيلية ومن أجل أن يبقى الشهيد حياً يجب أن يبقى الوطن حياً، وأن ننتصر له؛ ولنا..

 

 

وكما قالت معلمة الأجيال فريدة محفوض بيجو: الشهيد حيّ في ذاكرة الوطن وهذا هو الخلود؛ وأضيف: لهذا يجب أن ننتصر ليبقى الوطن وليبقى الشهيد حياً . وفي 20 سبتمبر 2014 أكتب مازلنا نواجه حرباً كونيه؛ ومازالت عائلات الشهداء ينتظرون وينتظرون، ومازال السؤال يتردد بقوة: ـ ماذا يمكن أن نفعل من أجل أن يبقى الشهيد حياً؟

سيريا ديلي نيوز


التعليقات


الفارس
رحمك الله أيها الشريف ........... الشهداء أحياء ........عند ربهم .

Fayyad
الله يرحم رووحك ياخال