أوضح المصرفي عامر إلياس شهدا لصحيفة محلية عن الأرباح التي حققتها المصارف هي أرقام مضخمة، إذ نتجت عن ارتفاع سعر الصرف بالنسبة لليرة السورية وليست نتيجةً لاستثمار الأموال، فلا وجود للأموال الموظفة ولا للمشاريع الاستثمارية، وحتى قروض التجزئة متوقفة.
ويضيف بحسب ماذكرت صحيفة الوطن  شهدا أنه حتى تكون الأرباح حقيقية يجب أن تنتج عن التشغيل ودوران رأس المال، وإن رفع الفوائد على القروض الممنوحة سابقاً كان لها تأثير على الأرباح وتعتبر كذلك أرباحاً تضخمية وليست أرباحاً واقعية على اعتبار أن القرض الممنوح لا يعمل في الاستثمار الذي منح لأجله فالمصانع والمشاريع السياحية التي تم تمويلها من المصارف أغلبها توقف، فكل عملية الربح التي حققتها المصارف لا تشكل سوى 15% من الأموال الموظفة، يضاف إلى ذلك انخفاض العمولات بسبب انخفاض عمليات الاستيراد والتصدير والمناقصات وهذا كله يعني أن كل الأرباح المحققة ناتجة عن تضخم أسعار الصرف ورفع سعر الفائدة وليست نتيجة عمل هذه المصارف وتشغيل أموالها.
وفي تفاصيل البيانات المالية الربعية للمصارف المذكورة نجد أن 8 مصارف سجلت أرباحاً صافية في قوائم دخلها بحوالي 3 مليارات ليرة سورية، مقابل 4 مصارف سجلت خسارة قاربت 1.4 مليار ليرة.
وكان أعلى ربح صافي مسجل في قائمة الدخل من نصيب بنك قطر الوطني -سورية بصافي ربح قدره 1.236 مليار ليرة سورية، تلاه بنك بيمو السعودي الفرنسي بصافي ربح 758 مليوناً، ثم بنك عودة- سورية بصافي ربح تجاوز 491 مليوناً، ثم بنك الشام بصافي ربح تجاوز 286 مليوناً، ثم بنك الشرق بصافي تجاوز 155 مليوناً، ثم بنك سورية والمهجر بصافي ربح تجاوز 78.8 مليوناً، ثم بنك بيبلوس- سورية بصافي ربح أكثر من 5.5 ملايين، ثم المصرف الدولي للتجارة والتمويل بصافي ربح 220 ألف ليرة.
وجاء في مقدمة المصارف التي حققت خسارة بنك سورية والخليج بخسارة بلغت أكثر من 717 مليون ليرة، تلاه البنك العربي- سورية بخسارة تجاوزت 447.7 مليوناً، تلاه بنك سورية الدولي الإسلامي بخسارة تخطت 221 مليوناً، ثم بنك الأردن- سورية بخسارة تجاوزت 10 ملايين ليرة.
ومن خلال التدقيق في البيانات المالية لهذه المصارف يلاحظ أن الإيراد الضريبي الذي سجلته بيانات بعض المصارف ساهم بترميم نتائجها في الربح والخسارة فساهمت الإيرادات الضريبية بدعم أرباح /4/ مصارف وهي المصرف الدولي للتجارة والتمويل وبنك الشام وبنك سورية والمهجر وبنك قطر الوطني- سورية وخففت الإيرادات الضريبية من وطأة خسارة مصرفين وهما بنك الأردن- سورية وبنك سورية الدولي الإسلامي، في حين المصرفان الوحيدان اللذان سجلا مصروفاً ضريبياً هما بنك بيمو السعودي الفرنسي وبنك عودة- سورية، في حين يوجد /4/ مصارف لم تسجل بياناتها أي أيراد أو مصروف ضريبي وهي البنك العربي- سورية وبنك الشرق وبنك بيبلوس- سورية وبنك سورية والخليج.
وعن الإيرادات الضريبية التي حققتها بعض المصارف بين الخبير المصرفي الدكتور عبد الرزاق قاسم أن هذه الإيرادات هي إيراد غير حقيقي وهو عبارة عن تدوير للخسائر للأعوام القادمة، فبعض المصارف حقق خسائر تشغيلية ويحق له تدويرها وتخفيضها من أرباح الأعوام القادمة لمدة خمس سنوات فيخفض العجز من أرباح السنوات التي تحقق فيها أرباحاً وتعتبر إيراداً ضريبياً مؤجلاً يظهر في قائمة المركز المالي لهذه المصارف ضمن موجودات ضريبية مؤجلة ولا يتم توزيع الأرباح الناتجة عن هذه الإيرادات.
 

التعليقات