سيريا ديلي نيوز - وائل الحسن
برز مفهوم التنمية البشرية في العقد الأخير من القرن الماضي وذلك بسبب تزايد الاهتمام بمفهوم حقوق الانسان اضافة الى تنامي الوعي بقيمة الإنسان ودوره في منظومة التنمية الشاملة، اضافة الى ادراك الامم والشعوب بانه لا تنمية اقتصادية او سياسية او اجتماعية دون تنمية الانسان وذلك بتعليمة وتثقيفة وتدريبة على كل الفنون والمهارات التي تساعده وتساعد مجتمعه على النهوض والتطور ، فالانسان هو الفاعل الاول والاخير في هذا الكون خاصة اذا ما ادركنا ان الكون موجود لخدمة الانسان ومسخر له ، والغاية هي عمارة الكون وبناءه وتشييده .
وبناء على ذلك زاد الاهتمام بقضية الانسان وحقوقة وزاد الاهتمام بالعناية به تثقيفا وتعليما وتربية وكثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية، والتنمية الاجتماعية، وتكوين رأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة. وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته و على كرامة الإنسان والذي في الأرض ليعمرها بالخير. لقد ترسخ الاقتناع بأن المحور الرئيس في عملية التنمية هو الإنسان.
بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه بسبب الحروب وجاء كل ذلك تكفيرا من قبل الامم المتحاربه عن خطيئتها التي ارتكبتها بحق الانسان الذي كان وقودا لحروب طاحنة . ومن هذا التاريخ بدأت الأمم المتحدة تنتهج سياسة التنمية البشرية مع الدول الفقيرة لمساعدتها في الخروج من حالة الفقر التي تعانى منها وقد ظهر الاهتمام الاممي بمفهوم التنمية البشرية من خلال الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث وردت تعاريف عديدة لمفهوم التنمية البشرية ففي مقدمة الاعلان العالمي عن الحق في التنمية:
” التنمية: هي سيرورة شاملة، اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، تهدف الى تحقيق تقدم مستمر في حياة جميع السكان ورفاهيتهم، وهذه السيرورة تقوم على اساس مساهمة جميع الافراد بشكل نشيط وحر في التنمية، وعلى اساس التوزيع العادل لعائداتها".
اما الجمعية العمومية للامم المتحدة فـ” تقر بان الانسان هو الموضوع المحوري لسيرورة التنمية، وان السياسات التنموية يجب ان تجعل من الكائن الانساني المشارك الاساسي في عملية التنمية، والمستفيد الاول منها، وتقر بان ايجاد الشروط المساعدة على تنمية الشعوب والافراد، هو المسؤولية الاولى للحكومات، كما انها تدرك ان الجهود العالمية المبذولة من اجل تطوير الالتزام بحقوق الانسان والدفاع عنها، لابد ان تتلازم مع جهود مماثلة من اجل اقامة نظام اقتصادي عالمي جديد، “.
لقد ازداد الاهتمام بمصطلح التنمية البشرية منذ التسعينات وبدأ يظهر جليا في محاضر الاجتماعات وخطابات القادة وصناع القرا السياسي والاقتصادي وزاد الاهتمام به على مستوى العالم بأسره منذ ذلك الحين ، كما لعب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا بارزا في نشر وترسيخ هذا المصطلح.
حيث صدر تقرير التنمية عام 1994من الأمم المتحدة الذي أكد فيه ان التنمية البشرية هي نموذج من نماذج التنمية والتي من خلالها يمكن لجميع الأشخاص من توسيع نطاق قدراتهم البشرية إلى أقصى حد ممكن وتوظيفها أفضل توظيف في جميع الميادين. وهو يحمى كذلك خيارات الاجيال التي لم تولد بعد. ويخلص التقرير إلى أن التنمية المستدامة تعالج الإنصاف داخل الجيل الواحد وبين الأجيال المتعاقبة.
syriadailynews
2014-07-30 15:31:33